عبدالله شاه.. "السلطان الرياضي" يتربع على عرش ماليزيا
مراسم تنصيب الملك الماليزي الجديد بدأت بمسيرة لموكبه في شوارع العاصمة، حيث يصطف الماليزيون بين جوانب الشوارع لتحية الملك.
في طقوس عريقة، شهد القصر الوطني بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، اليوم الثلاثاء، مراسم تنصيب السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه ليكون الملك الماليزي الـ16.
وحضر الحفل جميع سلاطين وحكام الولايات الماليزية وكبار الضيوف من خارج ماليزيا على رأسهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وسلطان بروناي حسن البلقية.
وبدأت مراسم تنصيب الملك الماليزي الجديد بمسيرة لموكبه في شوارع العاصمة كوالالمبور اتجهت إلى القصر الوطني الملكي حيث يصطف الماليزيون بين جوانب الشوارع لتحية الملك بهتافات "دولات توانكو" وتعني "يحيا الملك".
وعلى وقع أنغام موسيقى ملكية خاصة تعرف بـ"النوبات" (أوركسترا تضم البوق والطبول والأجراس)، دخل الملك إلى القصر حيث كان في انتظاره رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، وأعضاء حكومته إضافة إلى جنرالات الجيش وغيرهم من كبار الشخصيات ثم قام سلاح المدفعية الملكي بالتحية عبر إطلاق 21 مدفعا.
** الوحدة والتقارب مع الشعب
وقام الملك الجديد بقراءة "ورقة الإقرار" التي صاغها سلاطين وحكام ماليزيا الأوائل حيث يقف جميع الحضور لدى قراءة نصها الذي يؤكد على تعهد الملك للقيام بواجباته بإخلاص في إدارة الدولة وفقا لقوانينها ودستورها وحماية الدين الإسلامي.
وأكد في خطابه الرئيسي على إقرار السلاطين والحكام بالإنصاف والعدل والاحترام المتبادل والاقتراب من الشعب.
كما شدد على أهمية دور المؤسسة الملكية في ماليزيا لضمان ممارسة الديمقراطية البرلمانية والملكية الدستورية.
وأشار إلى أن المؤسسة الملكية في ماليزيا ليست مجرد رمز قائلا "إنها أساس الوحدة والتقريب بين الشعب الماليزي والحث على الروح الوطنية التي يورثها كل مواطن ويعتز بها لتضفي شعورا بالحب والولاء للبلد".
ودعا الشعب الماليزي إلى التسامح مع جميع الأعراق والأديان واحترام وتقبل بعضهم بعضا، مشددا على الابتعاد عن التحريض على سوء الفهم عن طريق إثارة المشكلات التي تقوض وتدمر الانسجام في البلاد.
** كيفية اختيار الملك
ويتم اختيار ملوك ماليزيا على أساس التناوب من بين حكام الولايات التسعة لولاية تستمر 5 أعوام، وحسب نظام التناوب، فإن الملك التالي في الترتيب هو سلطان باهانج، أحمد شاه البالغ من العمر 88 عاما، ولكنه تنازل لابنه الأكبر عبدالله عن الحكم قبل أيام بسبب حالته الصحية التي كانت ستحول دون اختياره ملكا لماليزيا.
ووفقا للمادة (2) من الفقرة الثالثة للدستور الاتحادي، فإنه تنص على "أن مجلس الملوك يجب أن يطرح منصب الملك الماليزي للسلطان المؤهل الذي تكون ولايته الأولى في قائمة الترشيح".
عبدالله أحمد، الذي يشتهر باهتماماته الكروية، يأتي خلفا للسلطان محمد الخامس الذي تنحى عن العرش، بشكل غير متوقع قبل انتهاء ولايته في أول تنحٍّ في تاريخ البلاد ليصبح بعدها شاه الملك الـ16.
وكان السلطان محمد الخامس، سلطان ولاية كيلانتان، تنازل عن منصب الملك الــ15، بعد أن بقي على العرش عامين فقط، وذلك قبل انتها ولايته بـ3 أعوام، عقب زواجه من فتاه روسية تبلغ من العمر 25 عاما.
** نبذة عن الملك الجديد
ولد الملك الجديد في 30 يوليو 1959، في قصر مانجو نونجال، بمدينة بيكان بولاية بهانج، وتلقى تعليمه المبكر في مدرسة كليفورد بمدينة كوالا ليبيس في عام 1965، ثم بعدها انتقل لمدرسة أحمد الابتدائية الوطنية في مدينة بيكان وقضى خلالها 3 سنوات خلال الفترة من 1966 إلى 1969، ومدرسة سانت توماس الوطنية الثانوية ودرس فيها خلال الفترة من 1970 على 1974.
وبمجرد أن أكمل تعليمه الأساسي، قرر السفر إلى بريطانيا، وهناك أكمل دراســته في مدرسة "الدنهام إلستري هيرتفوردشاير" ثم كلية "ديفيس" في لندن خلال الفترة من 1975إلى عام 1977، قبل مواصلة دراسته في الكلية العسكرية في الأكاديمية العسكرية الملكية "ساندهيرست" بالمملكة المتحدة خلال عامي 1978و1979 وكلية ورشستر & كوين إليزابيث في عامي 1980 و1981.
وبعد دراسته الأكاديمية في الخارج، قرر العودة إلى أرض الوطن، والاستقرار بها، وتزوج من عزيزة أمينة ميمونة ابنه الراحل المتوكل لله السلطان إسكندر الحاج وأنجبا من الأبناء 9، أربعة ذكور وخمس بنات.
**اهتمامات ومناصب كروية
قبل تنصيب اليوم، كان الملك الجديد يشغل منصب ولي العهد بولاية باهانج بوسط ماليزيا منذ 1 يوليو/تموز عام 1975، ولدى الملك شاه اهتمام كروي حيث شغل العديد من المناصب في الهيئات الرياضية المحلية والدولية، منها رئيس الاتحاد الماليزي لكرة القدم ونائب الرئيس التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الآسيوي للهوكي، بالإضافة لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".
ويشغل الملك الجديد، منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالإضافة لتمثيل ماليزيا في المهام الدبلوماسية والزيارات الخارجية، دون التدخل في السياسة العامة للبلاد.
وكانت صلاحيات الملوك والسلاطين في ماليزيا، قُلِّصت في عهد مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الحالي، في أثناء توليه رئاسة الوزراء من 22 عاماً.