15 دولة تشارك في مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الأندلسية
المهرجان يعرف اختصارا بـ"الجزائر المطربة" يشهد مشاركة 15 دولة من بينها 5 دول عربية و3 دول من أوروبا وأفريقيا تشارك للمرة الأولى
يعيش المشهد الفني في الجزائر مؤخراً حراكاً كبيراً، كان آخره انطلاق الطبعة 13 لمهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، والذي يعرف اختصاراً باسم "الجزائر المطربة".
- بقار حَدّة.. سيدة الأغنية البدوية الجزائرية التي ماتت فقرا
- بالصور.. الجزائرية سعاد ماسي تغني باللهجة المصرية ولمحمود درويش
وشهدت طبعة 2018 مشاركة قياسية، وبلغ عدد الدول المشاركة 15 دولة، من بينها 3 دول تشارك للمرة الأولى وهي السويد والمجر والسنغال، إضافة إلى مشاركة دول عربية وهي الجزائر وتونس والمغرب ومصر ولبنان، مع حضور كبير لدول أوروبية وآسيوية ومن أمريكا اللاتينية، وهي إسبانيا والبرتغال واليونان والأرجنتين وأفغانستان وتركيا وإيران.
المهرجان، الذي انطلق في 18 من ديسمبر/كانون الأول الجاري ويستمر حتى 25 من الشهر ذاته، جاء هذا العام تحت شعار "العيش معا في سلام"، والمقام بأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، شهد في أيامه الأولى حضوراً غفيراً لعشاق الموسيقى الأندلسية.
ونشط الأيام الأولى من المهرجان عدد من الفنانين، من بينهم الفنان الجزائري "حميدو" وفرقة "زرياب كالو" الإسبانية بقيادة العازف المشهور "سهيل سرغيني"، والتي أدت مقاطع مزجت فيها بين الموسيقى الأندلسية التي تعتبر إسبانيا مهدها مع موسيقى الفلامينكو الشهيرة في إسبانيا.
إضافة إلى الثنائي الذي جمع الفنانة الجزائرية "لامية آيت عمارة" والفنانة اليونانية "إيلينا فاسيليادي"، أديا خلالها وصلة أندلسية مزجت بين الأندلسي الجزائري والموسيقى اليونانية العريقة.
وكشفت إدارة المهرجان عن برنامج حافل، خصص جزء منه "لموسيقى العصور الوسطى" من خلال استعمال آلات موسيقية قديمة تعكس تمازج ثقافات العالم خاصة منطقة المتوسط.
وتشارك الجزائر بعدد من رواد الموسيقى الأندلسية، من بينهم حمدي بناني ونوري الكوفي الفرقة "الغرناطية" وفرقة "نسيم الأندلس"، والفرقة نسائية من محافظة بشار (جنوب الجزائر) تسمى "اللمة البشارية".
ومن المنتظر أن يختتم المهرجان الفنان الجزائري نوري الكوفي والفرقة المصرية "تخت التراث"، فيما تشارك تونس بالفنانة شهرزاد هلال، ومن البرتغال فرقة "تابولاتورا"، و"أماندو روسينو" من الأرجنتين.
الطبعة 13 لمهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة يشهد أيضا تنظيم محاضرات، ينشطها عدد من الباحثين والموسيقيين، من بينهم الموسيقي الليبي حسن لعريبي والسوري تبيل قسيسي، إضافة إلى ورشة تدريب على وصلات موسيقية تقليدية تعود للعصور الوسطى، وآلات أخرى مثل الربابة والعود العربي.
مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، الذي تأسس عام 2006، يهدف من خلال استمراريته إلى ترقية الموسيقى الأندلسية التقليدية الجزائرية محلياً وعالمياً، وإثراء هذا النوع من الفن الجزائري الأصيل.
يذكر أن الموسيقى الأندلسية هي الموسيقى الكلاسيكية بمنطقة المغرب العربي، بقسمين دنيوي وديني متصل بمدائح الطرق الصوفية؛ حيث نشأ هذا الطابع بالأندلس خلال العصر الإسلامي، فهو لا يتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي، والمعروف عن الموسيقى الأندلسية الجزائرية أنها تستعمل اللغة العربية الفصحى.
ويشير متخصصون في الموسيقى الأندلسية إلى أن الجزائر هي وريثة هذا النوع الموسيقي العربي الأصيل، بعد أن استقر في الجزائر عقب سقوط غرناطة سنة 1492، فأصبحت جزءا من الهوية الثقافية الجزائرية، ويستدلون على ذلك بأن الجزائر تُعَد البلد المغاربي الوحيد الذي ضم 3 مدارس فنية أندلسية، وهي "المالوف" في محافظة قسنطينة، و"الحوزي" في العاصمة الجزائرية، و"الصنعة" بمحافظة تلمسان (غرب الجزائر)، كما حافظت الجزائر على أكبر عدد من نوبات هذا النوع.