الدنجوان الخارق.. احتكر 3 رياضات وحرمه الحب من المونديال
العين الرياضية تستعرض من خلال التقرير التالي مسيرة الأوروجواياني الخارق أندريس ماتسالي متعدد المواهب الذي احتكر 3 رياضات مختلفة
كتب الأوروجواياني أندريس ماتسالي اسمه بأحرف من نور في سماء الرياضة اللاتينية بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، وحقق العديد من الإنجازات في مختلف الألعاب خلال العقدين الثاني والثالث من القرن الماضي.
ماتسالي لم يكن رياضيا عاديا، بل إنه مارس العديد من الرياضات وحقق نجاحات عظيمة فيها جميعا ولم يكتف بتألقه في مجال كرة القدم فحسب، فكان مثالا يحتذى به في التفوق بين شباب أوروجواي خلال الفترة المذكورة.
بداية الغواص الضخم
ولد أندريس ماتسالي، الملقب بالغواص في 22 يوليو/تموز 1902، وقضى مسيرته الكروية مع فريق واحد هو ناسيونال الأوروجواياني، ولفت الأنظار بتصدياته الرائعة، حتى اختير لتمثيل منتخب بلاده في دورة الألعاب الأولمبية مرتين، نسختي 1924 و1928.
اختيار ماتسالي لتمثيل الأوروجواي جاء دافعا قويا ليطور من نفسه بدرجة أكبر، وتوهج في فرنسا 24 وهولندا 28، وقاد فريقه لحصد الميدالية الذهبية في المرتين عن جدارة واستحقاق، بعد التفوق الكاسح على كبار العالم آنذاك، الأرجنتين وسويسرا.
ويقول لوثيانو بيرنيكي في كتابه الشهير "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال"، الذي صدر بالتزامن مع نسخة روسيا 2018، إن ماتسالي بدأ مسيرته الكروية كمهاجم، ولكنه اضطر لتغيير مركزه إلى حارس مرمى لأنه لم يتمكن من الحصول على حذاء ملائم لمقاس قدمه "الضخمة".
تألق محلي
قدم ماتسالي مستويات مميزة على الصعيد المحلي مع فريق ناسيونال، وقاده للفوز بالعديد من الألقاب داخل أوروجواي أبرزها الدوري الممتاز 3 مرات متتالية بين عامي 1922 و1924، وخاض بعدها أول مباراة دولية وتحديدا يوم 26 مايو/أيار 1924 أمام يوغسلافيا.
ووفقا لرواية الكاتب بيرنيكي، فإن الأسطورة الأوروجوايانية حقق لقب الدوري المحلي لكرة السلة في 1923، وهو العام نفسه الذي شهد تتويجه بلقب كرة القدم مع نادي ناسيونال، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
متعدد المواهب
أندريس كان مثالا للرياضي الخارق، وقدم نموذجا للاعب الأسطوري الذي لم يتكرر حتى اللحظة، بعد أن احتكر 3 رياضات مختلفة، هي كرة القدم وكرة السلة بجانب ألعاب القوى.
وفي عام 1920، بزغ نجم ماتسالي في ألعاب القوى وتوج بطلا لقارة أمريكا الجنوبية في سباق 400 متر حواجز في تشيلي، وخلال الفترة نفسها كان عضوا في أحد فرق كرة السلة واستمر معه لمدة 6 سنوات قبل أن يتحول نهائيا إلى كرة القدم ويكتب التاريخ أيضا.
الحرمان من المونديال
ثمة واقعة شهيرة في مسيرة ماتساري الرياضية، حين حرم اللاعب الملقب بـ"الدنجوان" من قيادة منتخب بلاده في أول نسخة لكأس العالم في عام 1930 التي أقيمت على أراضي أوروجواي، ونجح أصحاب الضيافة في التتويج باللقب آنذاك.
ماتساري، وفقا للكاتب بيرنيكي كان "راقصا ماهرا ورجلا جذابا في نظر النساء حتى أطلق عليه لقب دنجوان"، وطرد من معسكر منتخب بلاده بسبب هروبه في إحدى الليالي التي سبقت انطلاق المونديال، للقاء فتاة شقراء كانت تقيم بالفندق نفسه مع بعثة الأوروجواي.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1975، توفي ماتساري عن عمر يناهز الـ73 عاما، ليترك وراءه إرثا كبيرا ونموذجا يحتذى به على الصعيد الرياضي.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA=
جزيرة ام اند امز