تخدير الأضحية.. جدل دائم في أوروبا واستثناء ببروكسل
لاتزال مشكلة تخدير الأضاحي تمثل عائقا كبيرا أمام شعيرة الأضحية للمسلمين في أوروبا.
ويتجدّد الجدل كل عام حول إمكانية تخدير الأضاحي قبل ذبحها ومدى ملاءمة ذلك للتشريعات الدينية، في ظل استمرار عدد من الدول الأوروبية في سن قوانين ترفض القيام بعمليات ذبح للأضاحي دون تخديرها، بداعي أن هذا الأمر فيه رحمة للحيوانات ويجنبها الإحساس بألم الذبح ومفارقة الحياة.
وتختلف كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي عن غيرها في طريقة الاحتفال بشعائر عيد الأضحى المبارك، الذي يعد أحد أكبر وأهم مناسبة احتفالية لدى المسلمين، ولكنها تشترك في بعض الأمور التي تتعلق خاصة بمنح التراخيص الخاصة بعملية نحر الأضاحي.
فقوانين بريطانيا تمنع الذبح في الشوارع، كما يحدث عادة في غالبية البلدان العربية، وتسمح به فقط في مذابح مخصصة لهذا الغرض، ومن جهة أخرى، قد يتبرع المسلمون، بمبالغ ماليّة للجمعيات الخيرية، لمساعدة العائلات المحتاجة.
ويري البعض أن مسلمي فرنسا يعانون أيضا أثناء ذبح الأضاحي في ظل القوانين الفرنسية الصارمة التي تفرض على المسلمين أن تكون عملية الذبح والسلخ منظمة ومقننة وفي إطار المذابح فقط.
وفي حالة المخالفة يتعرض المسلمون إلى عقوبات وغرامات مالية بسبب المذابح العشوائية أو الذبح في المنازل أو في الأحياء أو حتى على قارعة الطريق.
وبات المسلمون مضطرين إلى شراء الأضاحي مذبوحة ومسلوخة من قبل الجزارين المعتمدين، وهو ما يؤدي إلى الإخلال بأركان وشروط عديدة من شروط الأضحية.
وتعد مخالفة هذه القوانين والذبح خارج المذابح المرخصة، جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بغرامات مالية قد تصل إلى 15 ألف يورو والسجن لمدة 6 أشهر.
أما بالنسبة لبلجيكا فالوضع لا يختلف كثيرا، حيث يواجه المسلمون تحديات عديدة، فبالرغم من أن دستورها يضمن لجميع المواطنين حرية الدين أو المعتقد، إلا أنه كثيرا ما تطرح شعيرة نحر الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى الكثير من التجاذبات القانونية التي قد يعتبر البعض أنها تتصادم مع الشعائر الدينية الإسلامية.
ويواجه المسلمون في بلجيكا تحديات كثيرة تتمثل في تطبيق سنة ذبح الأضاحي، في ظل حظر الذبح الذي تفرضه بلجيكا على المسلمين بدعوى الرفق بالحيوان ومنع تعذيبه.
فالقوانين البلدية في منطقتي "الفلاندر" شمال بلجيكا و منطقة "الوالوني" جنوبا، تمنع ذبح أضاحي العيد دون وجوب تخديرها للحد من إيلامها عند الذبح.
وكانت السلطات البلجيكية حددت عدة طرق ليتم قتل الأضاحي به من خلال الصعق بالكهرباء أو تخدير الخرفان قبل الذبح، وهو ما يرفضه المسلمون جملة وتفصيلا.
والجدير بالذكر أن هذا القانون كان قد دخل حيز التنفيذ سنة 2019 بطلب من جمعيات الرفق بالحيوان، إلا أن مسلمي بروكسل لا يزالون غير ملزمين بتطبيق هذا القانون في انتظار البت فيه داخل أروقة برلمان بروكسل كمنطقة مستقلة دستوريا.
ويوضح محمد علاف، إمام مسجد النور في بروكسل، أن بروكسل تتمتع باستثناء قانوني، يمكن مسلميها من ذبح الأضحية دون تخدير، على عكس ما يحدث في المناطق البلجيكية الأخرى.
وتابع علاف حديثه، وقال: "ذبح الأضحية دون تخدير أمر يرفضه كثيرون، ويعتبرونه لا يتفق مع التشريع الإسلامي، ما يضطر البعض لممارسة هذه الشعيرة بنوع من الحكمة لتفادي الاصطدام مع القوانين".
وبناء على ذلك يلجأ البعض إلى الذبح داخل منازلهم، وهو الأمر الذي يمنعه القانون البلجيكي تفاديا لما قد يسببه من مشاكل بيئية وصحية، خاصة في ظل غياب المراقبة الصحية والبيطرية، حسب ما تقدمه السلطات البلدية البلجيكية من مؤيدات.
لذا يضطر البعض للذهاب إلى خارج المدن حيث المزارع التي يتم فيها شراء الأضحية، والعودة إلى منازلهم باللحوم بعد ذبح الأضاحي وسلخها، في أجواء قد تخلو من أي نفحة من نفحات عيد الأضحى كما في البلاد الإسلامية.
كما أن المسلمين لا يتمتعون بعطلة رسمية يوم العيد، ما يضطرهم إلى التغيب عن العمل أو المدارس أو اللجوء إلى الحصول على تراخيص خاصة من المشغلين ومديري المدارس.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز