ثورة جينية.. قطط بلا حساسية؟
قد يصبح العيش مع القطط دون معاناة من الحساسية حقيقة قريبة، بفضل اكتشاف جيني جديد قد يتيح تطوير قطط "مضادة للحساسية".
وتشير أبحاث حديثة إلى إمكانية تعديل الجينات المسؤولة عن إنتاج البروتين المسبب للحساسية لدى القطط، مما قد يضع حدًا لمعاناة الملايين من عشاق هذه الحيوانات الأليفة.
حوالي 15% من سكان الولايات المتحدة يعانون من حساسية القطط، مما يؤدي إلى أعراض تتراوح بين السعال والعطس وتهيج العين إلى نوبات الربو التي يمكن أن تكون خطيرة.
تُسجل سنويًا حوالي 500,000 نوبة ربو و350,000 زيارة طارئة بسبب حساسية القطط. ورغم هذه الأرقام، لا يزال القليل معروفًا عن طبيعة البروتين المسبب للحساسية المعروف باسم "Fel d 1" وتطوره عبر الزمن.
هذا البروتين، الذي تنتجه جميع القطط دون استثناء، يوجد في الغدد الدهنية واللعابية والدمعية والشرجية، وهو ما ينفي الاعتقاد السائد بأن شعر القطط هو المسبب للحساسية.
ورغم وجود تباين في مستويات إنتاج البروتين بين القطط، لا توجد أي قطط "مضادة للحساسية" بشكل كامل حتى الآن.
تشير الدراسة الجديدة إلى أن البروتين "Fel d 1" يتكون من سلسلتين يتم ترميزهما بجينين يُدعيان CH1 وCH2.
ورغم أن وظيفته الحيوية لا تزال غير معروفة، إلا أن تحليل العلماء للبروتين في 276 نوعًا من القطط الأليفة والبرية عبر ملايين السنين أظهر وجود أكثر من 100 طفرة فريدة في تسلسل البروتين، مما يشير إلى أن دوره قد يكون غير ضروري لبعض الأنواع.
ومن بين الاكتشافات المثيرة، حدد العلماء قطتين – إحداهما من نوع "أسد الجبال" والأخرى من نوع "القط الأسود القدمين" من جنوب أفريقيا – لديهما طفرات طبيعية تعطل إنتاج بروتين "Fel d 1".
كما أظهرت تجارب حديثة أن القطط التي خضعت لتعديل جيني باستخدام تقنية CRISPR لإزالة الجين CH2 بقيت بصحة جيدة.
وأوضح الباحثون أن النتائج تدعم إمكانية استهداف الجينين CH1 وCH2 لإيقاف إنتاج البروتين "Fel d 1"، مما يمهد الطريق لتطوير قطط لا تسبب الحساسية. وقالوا: "حذف هذه الجينات أو تعطيلها قد يوفر حلًا علاجيًا لمن يعانون من حساسية القطط".
ورغم أن هذه الفكرة لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أنها تحمل آمالًا كبيرة لعشاق القطط الذين لطالما عانوا من حساسية تجاه هذه الحيوانات الرائعة.
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4zIA== جزيرة ام اند امز