حسنا فعلت شيرين "صوت مصر الحقيقي" بتوجيه رسالة سخرية مغلفة بالشكر إلى أنغام في حفل "ليلة الدموع".
العاملون في الوسط الغنائي المصري يعلمون جيدا ما فعلته أنغام بشيرين طوال الفترة الماضية، واصطيادها في الماء العكر منذ بدء أزمات شيرين مع حسام حبيب وشقيقها ووالدتها.
شنت أنغام الفترة الماضية حربا خفية على شيرين شعارها "الانتهازية الفنية" في محاولة بائسة منها للخروج بأي مكسب من معركة خسارتها مضمونة في أي ظروف أخرى، وبدهاء شديد وجدت ضالتها في لقب "صوت مصر" الحائر منذ سنوات بين جمهور شيرين وآمال ماهر وأنغام.
اعتبرت أنغام أن سقوط شيرين الأخير ومشاكل آمال الشخصية فرصة ذهبية لن تتكرر لتخطف لقبا لم يكن يوما لها ولن يكون إلا بالالتواء وباتفاقات واشتراطات تتم في الغرف المغلقة، فهذه آمال تعيش في بوتقة خلافات شخصية لم تخرج منها، وتلك شيرين وقد دخلت في دائرة المصحات وأقسام الشرطة والخلافات الأسرية العلنية. وبتفكير لا يخلو من "الانتهازية الفنية" عقدت العزم وترصدت وخطفت اللقب بدم بارد.
حفل أنغام الأخير الذي رفع على مسرحه شاشتين تحملان لقب "صوت مصر" هو أدق دليل على إصرار أنغام على وضع الجمهور ومنظمي الحفلات أمام أمر تراه وحدها واقعا، من يعرف أنغام يعلم اهتمامها بالتفاصيل، وما كان لأحد أن يضع هذا اللقب على شاشتي المسرح إلا بطلبها ومباركتها، فلا شيء عبثي مع أنغام، ولا مصادفة في تصرفاتها، ولا نية بيضاء في أي جملة تذكر على لسانها.
الألقاب الفنية تلتصق بمن يستحقها وليس بمن يفصلها لنفسه ويفرضها على الجمهور، خصوصا عندما يتعلق الأمر باسم مصر، فلا يوجد ما يمنع أنغام من إطلاق اسم "ملكة الرومانسية" على نفسها، أو "سلطانة الإحساس"، أو حتى "مطربة القرن"، هي حرة في ذلك تماما، لكن عندما تحاول ربط اسمها باسم مصر، فعليها أن تخشع وتصمت ولا تفكر ولا تحلم حتى في لقب أكبر منها.
رسالة شيرين تعاملت معها أنغام كسراب في صحراء، وتجاهلتها عن عمد واكتفت بتهنئة تامر عاشور على نجاح الحفل، أرادت أن تبدو وكأن الرسالة لم تذبحها، لكن من كان يشاهد الحفل مع أنغام لحظة توجيه شيرين الرسالة لها يعرف جيدا كيف كانت ثورتها الغاضبة على رد فعل أليم وناعم لم تتوقعه.
تهنئة أنغام لتامر عاشور دون كل نجوم الحفل لم تكن عبثية، فسبق وأكدت أن لا تصرف عفوي مع أنغام ولا مصادفة، ملخص الأمر أن تامر عاشور تحدث عنها في أحد البرامج التليفزيونية منذ شهر وقال إنها الأحق بلقب "صوت مصر" من شيرين.
المفترض في الكبار أن يساندوا ويدعموا منافسيهم وقت الشدة كأشخاص "أولاد أصول"، لا أن يتعاملوا بـ"انتهازية فنية" لسرقة لقب لا يسمن الجمهور ولا يغني أنغام من جوع! وهذا يؤكد أن الكبار كبارٌ بتصرفاتهم وليس بعدد السنوات التي مارسوا فيها فعل الغناء.
يذكرني حفل أمس بما حدث في مهرجان سابق، عندما وجهت أنغام اللوم إلى أبوناصر لأنه لم يسلمها جائزتها على المسرح، وقالتها علنا في أثناء تسلمها للجائزة: "كنت أتمنى أبوناصر يسلمني الجايزة بنفسه"، البعض اعتبر مقولتها "مسحا للجوخ" أو توددا لأبو ناصر، لكن لم يكن الأمر كذلك، بل كان رغبة منها في أن تكون مختلفة عن أقرانها الفائزين حتى لو لا تستحق ذلك، وحتى لو ستفعله بفرض أمر واقع من وحي خيالها، لأنها تتناسى دائما أن لكل مقام مقال.
منذ فترة أبدت أنغام إعجابها بتغريدة لأحد معجبيها يسخر فيها من شيرين، بل وبكل قصدية وإصرار أعادت نشرها عبر حسابها من باب الكيد، لكن حسنا فعل أبو ناصر أمس بعد حفل "ليلة الدموع" عندما غرد عبر موقع X وخص شيرين بقوله: "شيرين فنانة من عالم آخر".
ألم تصلك الرسالة بعد يا أنغام؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة