السلحفاة الغاضبة.. رهان أمريكي للفوز بسباق الفرط صوتي

مع تعثر برامج سابقة في دفع أمريكا إلى الصفوف الأولى في سباق الفرط صوتي، تتجه واشنطن إلى مسار اختباري جديد،
من خلال مشروع حمل الاسم الرمزي «السلحفاة الغاضبة».
ويهدف المشروع الذي يخطط الجيش الأمريكي لإجراء أول إطلاق تجريبي له قبل نهاية 2025، إلى دمج هيكل صاروخي تجريبي يُستخدم عادةً لمحاكاة التهديدات الباليستية مع محرك يعمل بالوقود السائل، لإنتاج صاروخ فرط صوتي عملي وبكلفة أقل من البرامج السابقة التي شهدت تعثّرات طويلة.
ويعتمد المشروع على شراكة بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص لتمكين دمج تقنيات تجارية قائمة ضمن منظومات عسكرية.
الفكرة الأساسية تكمن في تسريع وتيرة الابتكار وتقليص الزمن والتكلفة اللازمتين للوصول إلى قدرة إنتاجية واسعة تسمح بتنفيذ ضربات سريعة ودقيقة ضد أهداف ثابتة ومتحركة.
النواة التقنية للمشروع هي محرك يُدعى «دريبر»، الذي يتميّز بقدرته على تخزين الوقود في ظروف درجة حرارة الغرفة لفترات أطول من محركات الوقود السائل التقليدية، ما يقلل من المخاطر التشغيلية المرتبطة بالتخزين والتحضير للإطلاق.
اختبارات
وقد خضع المحرك لمئات اختبارات الحرق الأرضي، ما يمنح الباحثين ثقة بقدراته قبل الانتقال إلى تجارب الطيران.
ومن المقرر إجراء أول تجربة إطلاق في ميدان وايت ساندز بنيو مكسيكو خلال ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ورغم إثبات المحرك قدراته على الأرض، فإن الاختبار الأولي سيقتصر على سرعات تقارب ماخ 2 بسبب قيود المجال التجريبي، بينما يستهدف المشروع لاحقًا بلوغ سرعات فرط صوتية أعلى بين 4 وماخ 5. ويخطط الجيش لبدء سلسلة اختبارات لمسافة أطول فوق المحيط الهادئ في 2026.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يسعى المطورون إلى خفض كلفة الوحدة من خلال الاعتماد على التصنيع الإضافي (الطباعة ثلاثية الأبعاد) في نحو 60% من مكونات المحرك، ما يسرّع وتيرة الإنتاج ويقلّص تكاليف التصنيع.
ومع ذلك، يبقى التحدي في إمكانية زيادة وتيرة الإنتاج إلى عشرات أو مئات الصواريخ سنويًا إذا تحوّل النظام إلى سلاح عملياتي.
يأتي المشروع في سياق تنافسي دولي متسارع، حيث شهدت برامج فرط صوتية أمريكية أخرى تعثّرات وتأجيلات، في الوقت الذي حققت فيه كل من الصين وروسيا تقدمًا ملحوظًا بإظهار تصاميم وتجارب ميدانية حديثة.
تضييق الفجوة
ويسعى تحالف القطاعين العام والخاص عبر «السلحفاة الغاضبة» إلى تضييق الفجوة عبر الجمع بين الابتكار التجاري وخبرة الأبحاث العسكرية.
يحمل اسم المشروع في جوهره رسالة مزدوجة: نقد لبطء الإيقاع الحالي في بعض برامج الصواريخ الفرط صوتية الأمريكية، ودعوة عملية إلى تبنّي طرق إنتاج أسرع وأكثر اقتصادية.
كما أشار مسؤولون تنفيذيون في الشركات المشاركة إلى أن الحفاظ على التفوق الاستراتيجي يتطلب الابتكار بوتيرة أسرع من الخصوم، وإيجاد حلول متوازنة بين الأداء والقدرة على الإنتاج والتكلفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg جزيرة ام اند امز