باحثان: واشنطن مطالبة بـ"خارطة طريق" لمنع تكرار هجمات 11 سبتمبر
الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى تبني استراتيجية جديدة للتخفيف من حدة الظروف التي تمكن الجماعات المتطرفة من ترسيخ جذورها.
حذر باحثان أمريكيان، الثلاثاء، الولايات المتحدة الأمريكية من قيام الإرهابيين بشن هجمات إرهابية جديدة غلى غرار هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وقال توماس إتش. كين، المحافظ السابق لمقاطعة نيو جيرسي، والنائب السابق بمجلس النواب الأمريكي لي إتش. هاملتون، في مقال مشترك لهما، نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية؛ بمناسبة الذكرى الـ17 لهجمات هجوم 11 سبتمبر ، إن واشنطن بحاجة إلى تبني استراتيجية جديدة أو ما اسموه" خارطة طريق" للتخفيف من حدة الظروف التي تمكن الإرهاب من ترسيخ جذوره، والانتشار والنمو للحيلولة دون مثل تلك الهجمات مجدداً.
وقال الكاتبان: "ربما يكون من المغري الاعتقاد بأننا أوقفنا مد الإرهاب. في نهاية المطاف، تنظيم داعش الإرهابي يفر في العراق وسوريا، والهجمات الإرهابية تتراجع على المستوى العالمي للعام الثالث على التوالي، لكن هذا سيكون خطأ فادحاً، المتطرفون العنيفون يعيدون تجميع أنفسهم، وسيضربون مجدداً".
وأضافا: "أوصت لجنة 11 سبتمبر، التي ترأسناها قبل 14 عاماً، بثلاثة أهداف أساسية للسياسة الأمريكية: الهجوم على الإرهابيين ومنظماتهم، والحماية من الهجمات والاستعداد لها، والحيلولة دون استمرار نمو الإرهاب".
وتابع الكاتبان أن "الولايات المتحدة نفذت فعلياً العنصرين الأولين من هذه الاستراتيجية، لكنها لم تحرز تقدماً يذكر في الثالث. وإلى أن نفعل ذلك، فإن آفة الإرهاب ستواصل قض مضاجعنا".
وأشار السياسيان المخضرمان إلى أنه منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول، نما الإرهاب وانتشر، ووقع 10 آلاف و900 هجوم إرهابي في جميع أنحاء العالم في عام 2017، أي أكثر 5 أضعاف العدد في عام 2001.
وحذرا من أن الجماعات المتطرفة العنيفة اكتسبت موطئ قدم في 19 دولة عبر الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ومنطقة الساحل، وأنهم يستهدفون الدول الهشة، حيث يخلف فساد الحكم والاقتصادات الفاشلة شرائح كبيرة من المجتمع تشعر بالسخط وعرضة للتأثير المتطرف.
الإرهاب مستمر بالنمو
وأوضحا الباحثان الأمريكيان أن هذه المجموعات تستولي على الأراضي لإقامة قواعد لعمليات مستقبلية وإدخال نظام سياسي جديد، ويبنون هياكل حاكمة لفرض حكمهم الشمولي المتعصب، ويحاولون إظهار أنهم قادرون على حكم أفضل من الدول القائمة، لقد حكمت الجماعات المتطرفة الأراضي في 10 دول، غير أن تنظيم داعش كان المثال الأكثر وضوحاً.
ووفقا للكاتبين، فإن: "من هذه الجيوب، تجذب الجماعات الإرهابية مجندين جدداً، وتحفز هجمات إرهابية محلية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وتنشر عدم الاستقرار في مناطق متقلبة بالفعل".
واستدركا بالقول "لقد جرونا إلى حرب آخذة في الاتساع ضد الإرهاب، بتكلفة بلغت 5.6 تريليون دولار منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول، لا تلوح في الأفق نهاية لها. نحن نقدم المساعدة الأمنية لكل دول الشرق الأوسط والقرن الأفريقي والساحل تقريباً، ونشرنا قوات عمليات خاصة بأكثر من نصف ما كانت عليه منذ يناير/كانون الثاني 2017".
وأردف الكاتبان: "لقد كان جيشنا فعالاً، لكننا لا نستطيع كبح التطرف بالقوة وحدها. تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية جديدة للتخفيف من الظروف التي تمكن الجماعات المتطرفة من ترسيخ الجذور، والانتشار، والنمو".
حان الوقت لاجتثاث الإرهاب
من جذوره
ولفتا إلى أنه بعد 17 عاماً من مكافحة الإرهاب، حان الوقت لاستراتيجية وقائية من شأنها أن تعزز مجتمعات قادرة على التكيف والصمود المرنة في الدول الهشة. يجب أن نساعد في تقوية هذه الدول حتى لا نحارب هذا التهديد خلال 17 سنة أخرى.
وطالب الباحثان واشنطن بضرورة دعم الشركاء الوطنيين والمحليين في هذه المناطق المضطربة الذين يتخذون زمام المبادرة، لتعزيز القدرة على الصمود في مجتمعاتهم، وتحفيز الاستثمارات في جهودهم للتخفيف من الظلم، وتعزيز الاندماج السياسي، وإضعاف جاذبية الأيديولوجية المتطرفة، واحتواء انتشار مثل تلك الجماعات".
وواصلا القول إنه "حتى في الوقت الذي يتحمل فيه شركاؤنا حصة أكبر من العبء، فإن القيادة الأمريكية ستكون حاسمة لحشد العمل الجماعي نحو هدف مشترك، وسنحتاج إلى الحفاظ على التزامنا على مدى سنوات عديدة للمساعدة في إقامة مجتمعات تتمتع بحكم جيد يمكنها مقاومة التطرف العنيف، توفر استراتيجية طويلة المدى لتحسين الحكم في الدول الهشة أفضل الاحتمالات، لتقليص التهديد المتطرف والحفاظ على أمن أمريكا".
واختتم الباحثان مقالهما بالقول :"لا يمكننا الانتظار حتى يهاجم الإرهابيون مجدداً، يجب أن نتحرك الآن أو سنعاني لاحقاً الوقت ليس في صالحنا، نأمل في أن يكون عملنا بمثابة خريطة طريق لاستراتيجية وقائية من شأنها أن تقلل من خطر التطرف على أمتنا".
aXA6IDE4LjIxNy4yMjQuMTY1IA== جزيرة ام اند امز