أحمد مظهر.. ليالي أبكت فارس السينما المصرية
يسكن الفنان المصري الراحل أحمد مظهر في وجدان الجماهير العربية عبر أعماله الفنية الخالدة وبصماته المتميزة في تاريخ السينما.
وبمناسبة ذكرى رحيل فارس السينما المصرية، والتي تحل في 8 مايو/ أيار من كل عام، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على مواقف صعبة عاشها، ودفعته للبكاء والتفكير في الانتحار.
ولد أحمد حافظ مظهر في حي العباسية وسط القاهرة، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938، وضمت هذه الدفعة الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات. وكان مظهر شخصا وطنيا ومخلصا لتراب بلده، وقد شارك في حرب فلسطين 1948.
وتدرج "مظهر" في وظيفته حتى تولى قيادة مدرسة الفروسية، ولعبت الصدفة دورا كبيرا في دخوله الوسط الفني، عندما اختاره المخرج إبراهيم عز للمشاركة بدور صغير في فيلم "ظهور الإسلام" إنتاج عام 1951.
وفي عام 1975 رشحه صديقه الضابط بالجيش الأديب الكبير يوسف السباعي لتجسيد شخصية "البرنس علاء" في فيلم "رد قلبي"، ونجح مظهر في استثمار الفرصة بشكل جيد ولاحظ النقاد أن أداءه يتطور بشكل كبير.
وعندما شاهده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، نصحه بالخروج من الوظيفة والتفرغ للعمل بالفن.
برنس الأداء
استجاب أحمد مظهر لنصيحة عبدالناصر، وقرر أن يخدم وطنه بتقديم أعمال ترتقي بالوعي وتحمل رسائل ذات قيمة، وشيئا فشيئا، لمع اسمه، وتصدرت صورته أفيشات دور السينما.
وقدم مظهر أعمالا مهمة، مثل "الناصر صلاح الدين"، "دعاء الكروان"، "العتبة الخضراء"، "لصوص لكن ظرفاء"، "شفيقة ومتولي"، "القاهرة 30".
كما تألق على شاشة التلفزيون بعدد من الأعمال الرائعة أبرزها "ألف ليلة وليلة"، "ضمير أبلة حكمت"، و"رياح الخوف".
وتوهج أحمد مظهر على شاشة السينما، وتنوعت أدواره واختياراته، الأمر الذي دفع النقاد لمنحه عدد من الألقاب الرائعة، ومنها "فارس السينما، وبرنس الأداء".
مواقف صعبة
كانت المتعة الوحيدة للفنان أحمد مظهر هي الجلوس على المقهى مع أصدقائه "شلة الحرافيش"، كما أطلق عليها، وكانت تضم نجيب محفوظ، يوسف السباعي، إحسان عبدالقدوس وعددا كبيرا من رجال الأدب والصحافة في ذلك الوقت.
وقد شاركت هذه الشلة "مظهر" في لحظات صعبة، أجبرته على البكاء، وكادت أن تدفعه إلى الانتحار.
ومن أبرز هذه المواقف قيام ابنه "شهاب" بقتل صديق عمره بطريق الخطأ، عندما ترك مظهر مسدسه وهو عامر بالذخيرة، وعثر عليه نجله، ودون أن يدري أطلق رصاصة طائشة، استقرت في جسد صديق والده، الذي مات على الفور.
اتهم مظهر زوجته وأم أبنائه الأربعة بالإهمال، ودبت الخلافات بينهما، وعلى إثر ذلك حدث الانفصال، وتألم كثيرا بعد هذا القرار لأنه كان يحبها بشدة.
من المواقف الصعبة أيضا في حياة فارس السينما خلافه مع شقيقته الفنان فاطمة مظهر، التي عارض دخولها الفن، لكنها لم تمتثل لأمره، ولذا قاطعها لسنوات طويلة.
كما تألم وبكى أحمد مظهر عندما قامت الحكومة المصرية بعمل طريق دائري لتسهيل الحركة المروية، ومر الطريق من داخل حديقة الفيلا الخاصة به، وكانت تضم أشجارا نادرة.
وبكى أحمد مظهر من أجل ذلك على شاشة التلفزيون في برنامج الإعلامي الكبير مفيد فوزي، وطلب من المسؤولين إنقاذ حديقة الفيلا الخاصة به، وباءت محاولاته بالفشل.
وفي 8 مايو/ أيار 2002 رحل أحمد مظهر عن الدنيا، عن عمر ناهز 84 عاما بعد صراع مرير مع أمراض الصدر والرئة، لكنه رحل عن عالم الأحياء، ليظل خالدا في القلوب بأعماله ومواقفه.