55 عاما على حرق «الأقصى».. دعم إماراتي أزلي لفلسطين
لم تدخر يوما جهدا لدعم فلسطين وحماية المسجد الأقصى فكانت القضية أولويتها وأولى القبلتين بوصلتها، والسلام جسرها لإرساء الأمن والاستقرار.
هذه هي الإمارات، الدولة التي تضع فلسطين ضمن أولويات سياستها الخارجية، وتواصل جهودها لدعم القضية وحماية أولى القبلتين.
ويصادف، اليوم الأربعاء، ذكرى مرور 55 عاما على حرق المسجد الأقصى في ٢١ أغسطس/آب عام 1969، على يد اليهودي الأسترالي مايكل دينيس.
وقام دينيس بإشعال النار في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، القبلة الأولى للمسلمين ومسرى النبي محمد.
وتحل الذكرى فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما تتواصل الجهود الإماراتية، الإنسانية والدبلوماسية، لوقف الحرب ودعم أهل القطاع.
مواقف حاسمة
أيضا تحل الذكرى في وقت تتكرر فيه بين الفينة والأخرى اقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى، كانت الإمارات لها بالمرصاد عبر مواقف قوية وبيانات إدانة شديدة اللهجة، أحدثها قبل أيام.
أيضا كانت الإمارات داعمة للأقصى من بوابة السلام، من خلال معاهدة سلام مع إسرائيل قبل 4 سنوات تسمح لجميع المسلمين بزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، في تحرك عملي يتيح الحفاظ على أولى القبلتين.
وبحسب خطة السلام التي تضمنها بيان إماراتي إسرائيلي أمريكي مشترك صدر في أغسطس/آب 2020 قبيل توقيع اتفاق السلام منتصف سبتمبر/أيلول من العام نفسه، فإنه "يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه"، و"ينبغي أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان"، وفق البيان.
وحرصت الإمارات على تطبيق هذا الأمر على وجه خاص، وكانت بالمرصاد دائما لأي محاولات للحد من هذا الحق، أو اقتحام المسجد الأقصى، وذلك عبر بيانات إدانة متكررة من خارجيتها، ومواقف قوية في مجلس الأمن الدولي التي حظيت بعضويته على مدار عامي 2022 و2023.
مواقف وبيانات تضمنت رسائل تبرز دعم دولة الإمارات الدائم للقضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى.
التزام أكدت عليه دولة الإمارات مرارا وتكرارا، قولا وفعلا، قبل وبعد وخلال توقيع اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020.
وفي أحدث تلك البيانات، أدانت دولة الإمارات بشدة، في 14 أغسطس/آب الجاري، اقتحام وزير إسرائيلي ومستوطنين لباحات المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، مشددة على ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس وعدم المساس به.
وجددت وزارة الخارجية الإماراتية -في بيان لها- "التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت، بضرورة تَوْفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه".
وشددت على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية، في رعاية المُقدّسات والأوقاف في القدس بموجب القانون الدولي، والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسُلطة صلاحيات إدارة أوقاف القُدس وشؤون المسجد الأقصى.
كما أعربت الوزارة عن تضامن دولة الإمارات الكامل ووقوفها إلى جانب الأردن الشقيق ومع كافة الإجراءات التي يتخذها في الحفاظ على الأماكن المقدسة.
ودعت الوزارة السُلطات الإسرائيلية إلى وقف التَصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدةً رفض دولة الإمارات لكافة المُمارسات المُخالفة لقرارات الشَّرعيَّة الدُّوليَّة، والتي تُهدِّد بالمزيد من التَصعيد.
وطالبت الإمارات المجتمع الدولي بتعزيز كافة الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد أفق سياسي جاد يسهم في تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين، ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في بناء دولة مستقلة وذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعيةالدولية ذات الصلة.
وغداة إصدار هذا البيان، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، مع أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، التداعيات الخطيرة للاقتحامات والانتهاكات التي أقدم عليها المتطرفون الإسرائيليون في المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف.
وأدان الوزيران، خلال اتصال هاتفي، هذه الاقتحامات، وخصوصاً اقتحام الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك باعتباره تصعيداً خطيراً يرفع التوتر ويؤجج الصراع في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدا خطيرا.
وبحث الوزيران الخطوات المشتركة لمواجهة هذه الانتهاكات وحشد موقف دولي يفرض احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
كما شدد الوزيران على ضرورة التوصل إلى وقف فوريٍ لإطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، والالتزام بالقانون الدولي ووقف الإجراءات غير الشرعية في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدا دعمهما للجهود التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل لصفقة تبادل.
دعم غزة
أيضا تحل ذكرى إحراق المسجد الأقصى، فيما تواصل الإمارات جهودها الإنسانية لدعم غزة عبر عملية "الفارس الشهم 3"، التي انطلقت بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
عملية إنسانية تضمنت مبادرات عدة تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في القطاع الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ أشهر طويلة.
وعبر تلك المبادرات، رسمت دولة الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
وفي إطار الجهود الإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات في قطاع غزة، واصلت عملية "الفارس الشهم 3" -التي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات- حملة تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة.
الدعم في أرقام
- قدمت دولة الإمارات لقطاع غزة ما يزيد على 40000 طن من المساعدات الملحّة، تضم المواد الغذائية والإغاثية والطبية عبر 8 بواخر و337 رحلة جوية و50 عملية إسقاط جوي و1271 شاحنة.
- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
- أقامت دولة الإمارات 6 محطات لتحلية المياه (تعمل بقدرة إجمالية تبلغ 1.2 مليون غالون من المياه)، يستفيد منها ما يصل إلى 600 ألف شخص يوميا لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب.
- كذلك أقامت الإمارات، 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية من الخبز لأكثر من 72 ألف شخص، وتوفير الدقيق لـ8 مخابز قائمة بالفعل في غزة لتوفير الخبز لأكثر من 17 ألفا آخرين.
- أعلنت دولة الإمارات عن استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات، إضافة إلى استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
مبادرات تجسد نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف عنه عند الأزمات والحروب.