في ذكرى الإبادة.. رواندا من شبة دولة إلى قبلة الاستثمار الأفريقية
هذا البلد الذي كان شاهدا على واحدة من أبشع حروب الإبادة الجماعية، قفزت على أحزانها لتحقق معدل نمو اقتصادي العام الماضي بلغ نحو 7.2%.
بعد 25 عاما على ذكرى الآلام، استطاعت رواندا أن تتغلب على أحزانها كدولة وصلت إلى مراحل أشباه الدول إلى بلد ملهم في القاهرة السمراء، إذ تمثل رواندا نموذجا ملهما لدولة أفريقية نجحت في تحقيق مجموعة من أسرع معدلات ومؤشرات التنمية في القارة الأفريقية وزيادة فرص العمل وتنويع الاقتصاد وتعزيز مصادر الدخل الفرد والقومي، لتقدّم نفسها كمعجزة اقتصادية أفريقية ملهمة.
هذا البلد الذي كان شاهدا على واحدة من أبشع حروب الإبادة الجماعية، وراح ضحيتها ما يقارب المليون نسمة في تسعينيات القرن الماضي، قفزت على أحزانها لتحقق معدل نمو اقتصادي العام الماضي بلغ نحو 7.2%.
"فوربس أفريقيا"، قالت في تقرير حديث لها، إن اقتصاد رواندا الناشئ أصبح قدوة للقارة السمراء خلال السنوات القليلة الماضية، ففي القطاع السياحي استطاعت أن تصل بأعداد السياح عام 2018 إلى أكثر من مليون سائح، ما عزز الفرص الاقتصادية وحولها إلى وجهة عالمية جديدة تستقطب الزوار والسيّاح من أنحاء العالم.
وفي مجال الثورة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحتل موقع الريادة أفريقيا، إذ توفر الإنترنت مجاناً داخل منظومة المواصلات العامة وسيارات الأجرة، وفي مؤسسات القطاع الصحي، وضمن معظم المباني التجارية والخدمية، كما أنها رائدة في توظيف التكنولوجيا الحديثة في المجال الاقتصادي، وأعادت بناء البنية التحتية لتدعم نمو القطاع الخاص، وترسخ ثقافة ريادة الأعمال وتشجّع انطلاق الأفكار المبتكرة والمشاريع الناشئة، وتعزز من مكانة المرأة.
ووفق الأرقام الرسمية عن الاقتصاد الرواندي، أبهرت تلك الدولة العالم خلال السنوات القليلة الماضية عبر انطلاقة اقتصادية حولتها إلى قبلة للاستثمار في القارة الأفريقية، وتتفوق رواندا في نسبة النمو المسجلة في الربع الثالث، على نسبة النمو المسجلة في اقتصادات مثل الصين والهند، مدفوعة بالتقدم المتسارع الذي تشهده قطاعات اقتصادية عدة.
وفي الربع الثالث 2018، ساهمت الزراعة بنسبة 28% في الناتج المحلي الإجمالي، بينما ساهم قطاع الخدمات بالنسبة الأعلى، عند 48% وفق أرقام المعهد الوطني للإحصاءات.
وتشير توقعات وزارة المالية في رواندا، إضافة إلى المعهد الوطني للإحصاءات في البلاد، إلى تسجيل نسبة نمو تتجاوز 8% خلال 2019، و8.2% خلال العام اللاحق 2020.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال صندوق النقد الدولي، إن النمو الاقتصادي الرواندي ما زال قويا في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تباطؤا، حيث ارتفع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 8.6% في النصف الأول 2018.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز