ذكرى اغتيال النقراشي.. القتل "شريعة الإخوان" منذ 73 عاما
في 28 ديسمبر 1948، استيقظت مصر على فجيعة اغتيال رئيس وزرائها حينذاك محمود فهمي النقراشي باشا، خلال تواجده بمقر وزارة الداخلية برصاص إخواني غادر.
فمنذ نشأة تنظيم الإخوان عام 1928، وهو يتخذ من سلاح الاغتيالات السياسية لخصومه شرعة ومنهاجا ممتدا منذ 73 عاما.
وخلال الواقعة مباشرة أشارت أصابع الاتهام إلى تنظيم الإخوان الذي كان قد نشأ وترعرع في الداخل المصري قبل هذا التاريخ بنحو 20 عاماً كاملة.
الاتهامات طالت الجماعة ليس فقط لتصرفاتها المشبوهة في تلك الفترة، ولكن لقرار النقراشي، الذي سبق اغتياله بنحو 3 أسابيع، بحل جماعة الإخوان بعد أن استوحشت وتدخلت في الشأن السياسي للبلاد، وأسست على خلاف القانون تشكيلات مسلحة.
قرار تاريخي
وبحسب كتاب "موسوعة أشهر الاغتيالات فى العالم أكثر من 100 شخصية عربية وأجنبية" فإن النقراشي باشا حل جماعة الإخوان الإرهابية، بالرغم من أن أحدا لم يستطع إصدار مثل هذا القرار قبله.
ويقول الكتاب إن :" مصطفي النحاس باشا لكنه تراجع، كما تراجع حسين سرى باشا، إلا أن النقراشي اتخذ القرار وطلب من عبد الرحمن عمار، مسؤول الأمن العام آنذاك، بإعداد مذكرة ليبنى عليها الحل فأعدها من قضايا ضد الإخوان، وقام "النقراشي" بإصدار القرار فى 8 ديسمبر/ كانون الأول عام 1948.
اغتيال غادر
قرار رئيس الوزراء المصري آنذاك الذي كان رمزاً من رموز السياسة المصرية كونه أحد قيادات ثورة 1919 في مصر، لم يرض عضو تنظيم الإخوان عبدالمجيد أحمد حسن، الذي تخفى في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره.
وتبين من التحقيقات أن قاتله عضو بالتنظيم السري للإخوان وبمجرد القبض عليه انهار واعترف بالجريمة، مرجعاً السبب في ذلك إلى إصداره قرارا بحل الجماعة، كما تبين من التحقيقات وجود شركاء له في الحادث من الجماعة.
تبرؤ استراتيجي
عقب حادثة الاغتيال التي كانت حديث الساعة في مصر آنذاك، أصدر حسن البنا، المرشد العام الأول تنظيم الإخوان بياناً، استنكر فيه الحادث وتبرأ من فاعليه تحت عنوان:"ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"، ليحكم عليه المتهم الرئيسي بالإعدام شنقاً وعلى شركائه بالسجن مدى الحياة.
نجله يتحدث
وتذكر الدكتور هاني النقراشي عضو المجلس الاستشاري للرئيس المصري، تفاصيل الحادث، قائلاً: "فوجئت أثناء تواجدي في المدرسة، بوجود أحد الضباط داخل المدرسة وأبلغني بأن والدي مريض وعلى أن أصاحبه إلى المنزل، لكني شككت في أن الأمر أكبر من ذلك وعندما وصل إلى المنزل اكتشف الحقيقة بأن والده توفي".
وأكد نجل النقراشي، تصريحات تلفزيونية سابقة بثتها قنوات مصرية، أنه "تم تعيين حراسة على باقي أفراد الأسرة بعد مقتل والدي على يد جماعة الإخوان".
وتابع: "جماعة الإخوان تستعمل العنف والقتل ضد كل من يعارضهم في أفكارهم، لكن الشعب المصري يتسم بالذكاء وتخلص من الإخوان بشكل ديمقراطي".
وولد محمود فهمى النقراشي فى مدينة الإسكندرية شمال مصر فى 26 أبريل 1888، وكان من قيادات ثورة 1919م.
وسبق وأن حكم عليه بالإعدام من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي بسبب ثورة 1919 ولكن لم ينفذ الحكم، وتولى رئاسة الوزراء عدة مرات منها التي تشكلت بعد اغتيال أحمد ماهر وذلك في 24 فبراير 1945.
ثم تولّى النقراشي الوزارة مرة أخرى في 9 ديسمبر 1946 بعد استقالة وزارة إسماعيل صدقي، وتم اغتياله بعدما أقدم على حل جماعة الإخوان الإرهابية في 8 ديسمبر 1948.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز