التضخم السنوي في السودان يقفز إلى 254% في نوفمبر.. ما قبل الجموح
قال الجهاز المركزي للإحصاء في السودان، الخميس، إن التضخم السنوي تسارع إلى 254.23% في نوفمبر الماضي من 229.85% في أكتوبر السابق له.
يعاني السودان من أحد أعلى معدلات التضخم في العالم، ويقول الاقتصاديون إنه قد يتحول إلى تضخم جامح ما لم يسيطر البلد على عجز الميزانية والمعروض النقدي.
يعزو الاقتصاديون ذلك إلى ارتفاع تكاليف الأغذية والمشروبات والوقود وظهور سوق سوداء للدولار الأمريكي، وهي عوامل أسهمت في الانتفاضة التي أطاحت بحكم عمر البشير العام الماضي.
لكن الوضع الاقتصادي تدهور منذ الإطاحة به إذ تكابد الحكومة الانتقالية صعوبات للشروع في إصلاحات اقتصادية ووقف تراجع قيمة الجنيه السوداني في السوق السوداء.
وارتفعت الأسعار ارتفاعا أشد في المناطق الريفية، ليبلغ معدل التضخم فيها لشهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 276.81% مقارنة مع 225.37% في المدن.
وإثر مرور عامين على اندلاع الثورة السودانية التي أطاحت نظام عمر البشير، يثير التردي المتسارع في الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية في البلاد حالة من الاستقطاب والقلق في الشارع، خاصة مع دعوات النزول مجددا في "مليونية".
ويعيش السودان أزمة اقتصادية وأخرى سياسية أججت من غضب الشارع، وزادت من حالة الإحباط التي كانت سائدة أصلا منذ عهد النظام السابق.
وتتركز الأزمة الاقتصادية في شح السلع الأساسية مثل الخبز والوقود، وارتفاع معدلات التضخم، وتدهور العملة الوطنية إلى حدود 260 جنيها للدولار الواحد.
وتلقي جهات مدنية باللوم على المؤسسة الأمنية لسيطرتها على معظم الموارد الاقتصادية، بينما تقول المؤسسة العسكرية إن ضعف الحكومة المدنية هو السبب في التدهور الاقتصادي.
أما فيما يتعلق بمستوى الحياة السياسية، فقد برزت خلال الفترة الأخيرة حالة من التنافر بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية، وطفى الخلاف على السطح بعد إعلان عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي تشكيل مجلس شركاء الحكم، الأمر الذي اعتبره مجلس الوزراء تغولا على السلطات التنفيذية وسلطات المجلس التشريعي المتوقع تشكيله قريبا، لكن البرهان نفى ذلك وقال إن تشكيل المجلس تم بعد تشاور مع كافة الأطراف.
وأمس الأربعاء، قال البرهان إن الحكومة الانتقالية "فشلت في تحقيق طموح الجماهير" بعد مرور عام على تشكيلها، وأكد أن القوات المسلحة السودانية ستظل "قوة الشعب الأولى، تدافع عنه وتحمي مكاسبه وتعمل على حماية ثورته".
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز