وداعا بذخ الزفاف بالسودان.. تدابير كورونا تريح الشباب
وسط الأضرار الكبيرة التي يخلفها فيروس كورونا، ثمة مكاسب للجائحة في السودان، لعل أبرزها تبسيط تكاليف الزواج وإيقاف البذخ.
وبفضل التدابير التي أقرتها السلطات الصحية في السودان، فإن مراسم الزواج صارت تقتصر على الأقارب والأصدقاء، في حفل محدود، عوضا عن إقامته في الصالات والفنادق ذات الكلفة العالية.
ولاقت هذه الإجراءات ارتياحا كبيرا لدى شباب السودان الراغب في الزواج، كونها تسقط عنهم كثير من الأعباء وتشجعهم على دخول القفص الذهبي دون تردد.
وطالما دفعت التكاليف الباهظة الشباب السوداني، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة، بنسبة تقارب 65% وفق إحصائيات متطابقة، إلى العزوف عن الزواج، وتفضيل خيار البقاء على العزوبية.
وبحسب مهتمين، فإن ليلة الزفاف وحدها بحاجة إلى مبالغ 350 الف جنيه سوداني، نحو 1400 دولار أمريكي بالسعر الحر، أما كامل تكاليف الزواج قد تصل إلى مليون جنيه، نحو 4 آلاف دولار.
وفي السنوات القليلة الماضية، انطلقت مبادرات عديدة بالسودان لتبسيط تكاليف الزواج بعدما عزف عنه الشباب وارتفعت نسبة "العنوسة" وسط الفتيات بمعدلات مخيفة.
لكن مع تمدد أمواج الحداثة، لم تجد هذه المبادرات الاستجابة اللازمة وفق مهتمين، واستمر الزواج البذخي الذي نجحت تدابير كورونا في كبحه بعض الشيء.
ومع بداية الموجة الثانية لجائحة كورونا في السودان، والتي أودت بحياة 100 شخص حتى الآن، أمرت السلطات الصحية بإغلاق صالات الأعراس منعا للتجمعات، ضمن عدة تدابير لمحاصرة الفيروس القاتل.
تلك التدابير مزقت فاتورة باهظة كان سيدفعها عصام محمد، لإكمال مراسم زفافه المرتقب، وهو ما شكل متنفسا له، ولعائلته.
يقول عصام لـ"العين الإخبارية": "اقترب زواجي، وكنت محظوظا بعض الشيء لأنني سأدفع مبالغ قليلة مقارنة بالوضع السابق. زفافي سيكون بمنزلي مع أفراد العائلة والأصدقاء، ما يترتب على ذلك خفض النفقات في ذلك اليوم".
وأضاف: "بالطبع لست سعيدا بكورونا وهذا الوباء الفتاك الذي خطف أعزاء لنا، لكني فرح بالتدابير التي فرضتها السلطات الصحية لأنها أنقذتني من أعباء كثيرة كنت قد لا أتحملها".
ذات الشعور ينتاب أحمد محمد إبراهيم، الذي شجعته تدابير كورونا على إكمال زفافه من زوجته التي عقد قرانه عليها منذ 7 أشهر.
وقال إبراهيم لـ"العين الإخبارية": "بدأت الآن في استكمال زفافي وسأتحمل تكاليف قليلة للغاية بفضل الإجراءات الاحترازية لكورونا".
وأضاف: "انا وزوجتي سعداء للغاية، لأننا سنقيم زفافا مبسطا دون أن نقع في حرج المجاملات والتقاليد الاجتماعية المرهقة".
وعلى النقيض، فإن تدابير كورونا أغضبت بعض الفتيات المقبلات على الزفاف كونها ستحرمهن من أهم لحظة في العمر، وهي الزواج داخل صالة بمشاركة الجميع، مثل أمينة بحر الدين التي اقترب عرسها.
تقول أمينة لـ"العين الإخبارية": "كنت أحلم بزواجي في صالة الأفراح وأن يحضره الجميع، لكن أصابني الحزن وخيبة الأمل بعد سماعي لقرار وقف تجمعات الأعراس".
وأضافت: "لقد حرمت من أمنيتي ولكني سامضي قدما وأكمل زفافي بأفراد العائلة والأصدقاء".