ملتقى الاستثمار السنوي.. الاستثمار الذكي ركيزة للنهوض بصناعات المستقبل
يلعب الاستثمار الذكي دورا أساسيا في النهوض بصناعات المستقبل وتقديم حلول للتحديات العالمية، من سلاسل توريد مرنة إلى التحول في الطاقة.
وقد رحب الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، بمجتمع الاستثمار الدولي في ملتقى الاستثمار السنوي 2023 الذي انطلق اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي، ويستمر الملتقى ثلاثة أيام بمشاركة وفود من 175 دولة لتبادل الرؤى والأفكار وبناء توافق في الآراء بين مجموعة واسعة من المستثمرين وصناع القرار وقادة الأعمال حول تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام وطويل الأمد من خلال الفرص الاستثمارية.
الإمارات.. مركز عالمي رائد للاستثمار
وفي كلمته الافتتاحية خلال إطلاق الدورة الحالية من الملتقى، سلط الزيودي الضوء على سياسات دولة الإمارات الداعمة للأعمال وما تتمتع به من موقع استراتيجي وبنية تحتية عالمية المستوى، والتي تساعد جميعها في جذب الاستثمارات إلى القطاعات الحيوية وترسيخ التصنيف العالمي لدولة الإمارات كواحدة من أكثر الوجهات جذبا للاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال "نرحب في دولة الإمارات بالأفكار والأعمال والقدرات الجديدة التي من شأنها أن تؤسس لقطاعات من التميز قادرة على حلّ بعضٍ من أكثر القضايا إلحاحاً في عالمنا اليوم"، موضحاً في هذا الصدد أن "دولة الإمارات تحتل المرتبة الأولى في العالم العربي، والتاسعة عشرة عالمياً في تقرير الاستثمار العالمي 2022 الصادر عن الأمم المتحدة، والذي يبرز مكانتنا كمركز عالمي رائد للاستثمار، حيث استقطبنا في عام 2021 ما قيمته 20.7 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، بزيادة قدرها 4 في المائة عن عام 2020".
استشراف مشاريع مستدامة ومسؤولة اجتماعيا
وأضاف "نحن في دولة الإمارات نواصل المضي قدماً والبحث عن مسارات وشراكات جديدة لضمان توجيه الاستثمارات نحو مشاريع مستدامة ومسؤولة اجتماعياً، وفي هذا الإطار يسلط ملتقى الاستثمار السنوي لهذا العام الضوء على الحاجة إلى هذا النهج الجديد عبر أهمية إحداث نقلة نوعية تركز على تعزيز النمو العادل طويل الأجل وتحقيق الازدهار والرفاهية للجميع، لكن بينما نمضي قدماً علينا أن نعمل معاً لضمان ألا يكون الاستثمار مجرد أداة لجني الأرباح، ولكن لإحداث تأثير إيجابي على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا وبيئتنا".
وأكد الزيودي هذه الرسالة خلال سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع كبار المسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء العالم، حيث ركزت مباحثاته مع مكسيم ريشيتنيكوف وزير التنمية الاقتصادية في روسيا، ورستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان، على سبيل المثال، على تعزيز فرص الاستثمار الجديدة والبناء على التجارة الثنائية غير النفطية بين دولة الإمارات وروسيا والتي بلغت قيمتها عشر مليارات دولار في عام 2022.
بالإضافة إلى ذلك، عقد الزيودي اجتماعا مع فاهان كيروبيان وزير الاقتصاد في أرمينيا، التي شهدت تجارتها الخارجية غير النفطية مع دولة الإمارات زيادة بواقع سبعة أضعاف منذ عام 2021، لتصل إلى أكثر من 1.5 مليار دولار في عام 2022.
وبحث الوزيران تعزيز التبادل التجاري والاستثماري في قطاعات مثل الذهب والماس والهواتف وأجهزة الكمبيوتر والسيارات. كما التقى الزيودي معالي برناردو إيفو كروز وزير الدولة للتجارة والاستثمار الأجنبي في البرتغال، ولويس كاستيجليوني وزير الصناعة والتجارة في الباراغواي.
ويشكل تعزيز العلاقات الثنائية مع الحلفاء الاستراتيجيين حول العالم ركناً أساسياً في أجندة الشراكات الاقتصادية لدولة الإمارات، والتي تهدف إلى تسريع حركة التجارة والاستثمار في القطاعات عالية النمو، حيث أطلق معالي الزيودي، في أول أيام الملتقى، فعالية خاصة للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند، والتي كشف خلالها عما حققته الاتفاقية من أثر كبير في الأشهر الـ11 منذ تنفيذها، حيث وصل حجم التجارة الثنائية بين الجانبين إلى 45.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 6.9 بالمائة عن الفترة نفسها قبل 12 شهراً.
ويقام ملتقى الاستثمار السنوي 2023 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” حتى 10 مايو/أيار الجاري تحت شعار "التحول في أوجه الاستثمار: فرص الاستثمار المستقبلية لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والتنوع والازدهار".
ويتضمن الملتقى فعاليات متعددة تشمل معرضاً واجتماعات حول الاستثمار وعروضاً تقديمية حول الوجهات الاستثمارية وجوائز خاصة بالاستثمار وجوائز للشركات الناشئة، إضافة إلى مركز المستثمرين واجتماعات بين ممثلي الحكومات والشركات.