فقدان الشهية العصبي.. الأسباب والأعراض وعلاقته بالمراهقات
قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن فقدان الشهية العصبي هو اضطراب أكل يُصيب الشباب بصفة خاصة، لا سيما الفتيات، وهو من الأمراض التي يمكنها أن تؤثر على الصحة.
يعتبر مرض فقدان الشهية العصبي واحدًا من أنواع اضطرابات الأكل التي يصاحبها الخوف الشديد من الزيادة في الوزن مما يجعل الأشخاص المصابين بها على تناول كميات قليلة من الطعام أو إجبار نفسهم على التقيؤ بعد تناول الطعام وهو يصيب بشكل أكبر المراهقات، من خلال التقرير التالي يمكنك أن تتعرف على أسباب وأعراض مرض فقدان الشهية العصبي ومخاطره وكيفية العلاج وأهم النصائح لمساعدة الشخص المصاب بهذا المرض.
ما هو مرض فقدان الشهية؟
فقدان الشهية العصبي هو مرض نفسي معقد وخطير، ووفقاً لتقرير تم نشره في "Current Opinion in Psychiatry" فإن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية أكثر عرضة للوفاة 5 مرات مقارنة بالشخص الطبيعي، ويكون ناتج عن العديد من المضاعفات.
ووفقاً للجمعية الأمريكية لاضطرابات الأكل، فإن فقدان الشهية العصبي هو اضطراب في الأكل يتميز بفقدان الوزن وصعوبة الحفاظ على وزن مناسب للجسم.
وعادة ما يكون الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي لديهم خوف شديد من زيادة الوزن، ما يجعلهم يقيدون السعرات الحرارية وأنواع الطعام التي يتناولونها.
أعراض فقدان الشهية العصبي
عادة يكون مريض فقدان الشهية العصبي لديه الرغبة في التحكم بالوزن ويكون هذا عن طريق تجويع النفس طواعية، مع الإفراط في ممارسة الرياضة أو غير ذلك من وسائل التحكم بالوزن مثل أدوية التخسيس أو الأدوية المدرة للبول.
بالإضافة إلى الاهتمام الزائد عن الحد بحساب السعرات الحرارية للأطعمة المختلفة ووزن الجسم باستمرار وفحص النفس في المرآة، فضلا عن العدوانية والاكتئاب والانعزال الاجتماعي، من أهم الأعراض الجسدية والنفسية ما هو موضح أدناه.
أعراض جسدية:
هناك العديد من العلامات الجسدية لمرض فقدان الشهية العصبي، وتشمل أعراض الإصابة بمرض فقدان الشهية ما يلي:
- فقدان الوزن بشكل كبير وغير مبرر.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل تقلصات المعدة والإمساك والارتجاع الحمضي.
- الأعراض السريرية لسوء التغذية، مثل فقر الدم وانخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية.
- الإصابة بالدوار والإغماء وبطء معدل ضربات القلب.
- الشعور بالبرد طوال الوقت.
- اضطرابات في النوم.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث لدى الفتيات.
- تراجع وزن الجسم رغم النمو.
- مشكلات الأسنان، مثل تآكل المينا والتجاويف وحساسية الأسنان.
- أمراض الجلد والشعر والأظافر.
- تورم حول الغدد اللعابية.
- ظهور شعر ناعم على الجسم (زغب).
- ضعف العضلات.
- برودة اليدين والقدمين أو تورم القدمين.
- صعوبة إلتئام الجروح.
- الإصابة بعدوى متكررة.
- الاهتمام بوزن الجسم واحتساب السعرات الحرارية.
- تناول الملينات والقيء المتعمد بغرض إنقاص الوزن.
أعراض نفسية:
وفقا لموقع "لايف ساينس"، تشمل التغييرات في السلوك لدى مرضى اضطراب فقدان الشهية العصبي ما يلي:
- ارتداء طبقات متعددة لإخفاء الوزن.
- الامتناع عن تناول أطعمة معينة أو استثناء مجموعات غذائية كاملة.
- التغير في طقوس الطعام مثل الإفراط في المضغ أو تناول الأطعمة بترتيب معين.
- الإدلاء بتعليقات متكررة حول الشعور بالوزن الزائد على الرغم من فقدان الوزن.
- إنكار الشعور بالجوع واختلاق الأعذار باستمرار لتجنب المواقف التي تنطوي على الطعام.
- إعداد وجبات للآخرين وعدم تناولها.
- ممارسة التمارين الرياضية المفرطة.
- الميل إلى العزلة والانسحاب بسرية.
- المقاومة للحفاظ على وزن مناسب للجسم.
- الخوف الشديد من زيادة الوزن، مهما كان وزنه ناقصًا.
- الحاجة القوية للسيطرة ومواجهة صعوبة في التعبير عن المشاعر.
- الوسواس القهري.
- انخفاض الثقة بالنفس وتراجع تقدير الذات.
- سرعة الاستثارة والعدوانية.
وفي حال ملاحظة هذه الأعراض ينبغي استشارة طبيب نفسي على وجه السرعة للخضوع للعلاج في الوقت المناسب.
أسباب مرض فقدان الشهية العصبي
اضطراب في جينات السيروتونين وهو ناقل عصبي مهم مسؤول عن استقرار الحالة المزاجية وغالبًا ما يفتقر إليه المصابون بالاكتئاب والقلق.
وأوضحت "الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين" أن أسباب الإصابة بفقدان الشهية العصبي تتمثل في العوامل البيولوجية والجينية والأحداث الحياتية الصعبة كانفصال الوالدين، بالإضافة إلى التأثر الشديد بنجوم الفن والرياضة والمجتمع والرغبة الشديدة في محاكاة مظهرهم وشكل أجسامهم المثالية.
وفقا لتقارير ذكره موقع "medical news today" فإن ما يصل إلى نحو 75% من الحالات يكون فقدان الشهية العصبي مصحوبًا باضطرابات نفسية أخرى، حيث أظهرت العديد من الدراسات وجود صلة قوية ثنائية الاتجاه بين فقدان الشهية العصبي واضطرابات القلق.
ربطت مجلة "Clinical Psychology Review" بين فقدان الشهية العصبي واضطراب تشوه الجسم، وقد ذكرت أن الأشخاص المصابون بطيف التوحد معرضون للإصابة بفقدان الشهية العصبي.
التعرض إلى صدمة أثناء فترة الطفولة له دورًا مهمًا في تحفيز ظهور هذا المرض.
وجود أفراد في العائلة يعانون من الزيادة في الوزن أو نتيجة العوامل الوراثية للإصابة باضطرابات الأكل أو المزاج.
المعاناة من ظروف حياتية تجعله يصاب بالضغط النفسي والتوتر والقلق مثل موت شخص عزيز أو الطلاق.
من الأشخاص الأكثر عرضة لمرض فقدان الشهية النساء والمراهقين وخاصة الفتيات، حيث أنه يصيب النساء بنسبة 90% من الأشخاص الذين يعانون منه.
مخاطر مرض فقدان الشهِية
بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل يمارسون الرياضة بشكل قهري أيضًا، وبعضهم يجبرون أنفسهم على التقيؤ أو استخدام الملينات ومدرات البول وتطهير القولون، مما قد يتسبب تعرض حياتهم للخطر، وتتضمن مضاعفات مرض فقدان الشهية العصبي ما يلي:
- سوء التغذية.
- الإصابة بفقر الدم والأنيميا
- الضعف الإدراكي.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- الأمراض القلبية.
- خلل في الجهاز العضلي الهيكلي.
- عدم انتظام الدورة الشهرية لدى الفتيات
- انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية.
- هشاشة العظام.
علاج فقدان الشهية العصبي عند المراهقات
يعتبر فقدان الشهية العصبي عند المراهقات من المشكلات الصحية النفسية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الفتاة ونموها الجسدي والعقلي، وقد تظهر العديد من علامات فقدان الشهية العصبي عند المراهقات والتي تتمثل في:
- التحكم بالوزن عن طريق تجويع النفس طواعية.
- الإفراط في ممارسة الرياضة.
- استخدام وسائل التحكم بالوزن ومنها تناول أدوية التخسيس أو الأدوية المدرة للبول.
- الاهتمام الزائد عن الحد بحساب السعرات الحرارية للأطعمة المختلفة ومراقبة وزن الجسم باستمرار.
- فحص النفس في المرآة دائمًا، فضلاً عن العدوانية والاكتئاب والانعزال الاجتماعي.
- ظهور بعض الأعراض الجسدية مثل جفاف الجلد وتكسر الأظافر وترقق الشعر وتآكل مينا الأسنان
ولعلاج فقدان الشهية العصبي لدى المراهقات، فمن المهم اتباع بعض الأمور مثل:
1- استشارة الطبيب النفسي على وجه السرعة لعلاج فقدان الشهية العصبي في الوقت المناسب، حيث يهدف العلاج النفسي والذي يتمثل في العلاج السلوكي المعرفي إلى تغيير منظور الحياة وزيادة الثقة بالنفس ورفع درجة تقدير الذات من خلال تقبل شكل أجسامهم.
2- التشجيع على اتباع العادات الغذائية الصحية ومن الأفضل المتابعة مع اخصائي تغذية.
3- في الحالات الخطيرة تنقل المريضة إلى المستشفى حتى يتم تغذيتها عن طريق الأنابيب الأنفية المعدية أو عبر الوريد.
نصائح لمساعدة شخص مصاب بمرض فقدان الشهية
- يمكن تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة يتم تناولها على مدار اليوم، بدلاً من تناول الوجبات الرئيسية حيث يمكن لهذا أن يساعد على تحفيز الشهية.
- يجب تناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية والغنية بالعناصر الغذائية المهمة مثل البروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات الجيدة، مثل الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
- يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والتي لا توفر القيمة الغذائية الكافية.
- يمكن تقديم الأطعمة المفضلة للشخص المصاب بفقدان الشهية، حيث يمكن أن يزيد ذلك من رغبته في تناول الطعام.
- يجب شرب كميات كافية من السوائل بين الوجبات لتجنب الإصابة بالجفاف بالإضافة إلى أنه يساعد في تحفيز الشهية.
- يجب الحرص على الحصول على قدر كافٍ من النوم، حيث يمكن أن يؤثر النوم الجيد على الشهية.
- الحرص على القيام بالنشاط البدني المعتدل.
- البحث عن الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة والمتابعة مع الطبيب النفسي.
اختبار فقدان الشهية العصبي
عند اللجوء إلى الطبيب النفسي لعلاج فقدان الشهية العصبي قد يلجأ إلى أحد الإختبارات التي تحتوي على أسئلة هامة من شأنها أن تفيده في مرحلة العلاج ومن ضمن هذه الأسئلة:
- هل أحد أفراد الأسرة المقربين يعاني أو كان يعاني من اضطراب الأكل؟
- هل تحاول إخفاء طعامك؟
- عندما تتناول الطعام فإنك تتناول كمية كبيرة جدًا أم تستطيع السيطرة على ذلك؟
- عندما ينتقدك الآخرين للضغط عليك لتناول المزيد من الطعام هل هذا يشعرك بالانزعاج الشديد؟
- هل أنت راضي عن عاداتك الغذائية؟
- هل تفرط في تناول الطعام قبل أن تجبر نفسك على التقيؤ؟
- هل عانيت في الماضي من اضطراب الطعام؟
- هل تتحكم في وزنك باستخدام الأدوية مثل مدرات البول أو المسهلات؟
- هل تمارس الرياضة فقط لفقدان الوزن؟ وهل تشعر بالضيق الشديد بعد التمرين؟
- هل تصدق عائلتك عندما تصفك بالنحافة أو انخفاض وزنك عن المعدل الطبيعي؟
- هل شكلك الخارجي أو الوزن يحدد شعورك تجاه نفسك؟