يحتفي العالم في 8 مارس من كل عام بيوم المرأة، ليكون هذا التاريخ محطة سنوية للتذكير بأهمية دور المرأة في الحياة العامة وفي مسيرة الدول.
يحتفي العالم في 8 مارس من كل عام بيوم المرأة، ليكون هذا التاريخ محطة سنوية للتذكير بأهمية دور المرأة في الحياة العامة وفي مسيرة الدول، وتحفل المنابر بمؤتمرات ومنتديات لمناقشة واقع المرأة والتحديات التي تواجه تقدمها، وتتشارك الجهات والمنظمات المعنية بالتنمية أرقاماً وإحصائيات حول الغبن والظلم والمآسي التي تعاني منها نسب كبيرة من النساء حول العالم.
لسنا نصف المجتمع بالعدد فقط، ولسنا على تنافس مع الرجل ولا على النقيض منه.. نحن كما أرادنا زايد وكما علمتنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بسيرتها ومسيرتها المشرّفة، نحن شريكات في صناعة الغد ورفيقات درب، وأخوات وزميلات وأمهات ورائدات العمل الإنساني
أما في الإمارات فيطل علينا يوم المرأة العالمي ليشكل احتفاءً من نوع آخر، احتفاء بأعوام وعقود من الإنجازات التي سطرتها رائدات إماراتيات يتفاوتن في العمر والتجربة، ويتشاركن مصدر الإلهام نفسه، وهو سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات».. نعم، نحن في الإمارات تربينا على قيم وإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكبرنا وأمامنا قائدة استثنائية لمسيرة النهضة النسائية في الإمارات وراعية التنمية الأسرية بكل أبعادها الإنسانية والتربوية والصحية.
وعندما نُسأل لماذا لا نطرح إشكاليات تمكين المرأة في الإمارات، ولا نتناول تحديات النهوض بواقع المرأة الإماراتية... نقول بكل بساطة لأن مسيرة تمكين المرأة في الإمارات انطلقت منذ تأسيس الاتحاد ومنذ التخطيط لمسيرة النهضة والازدهار، وما حققته المرأة الإماراتية من نجاحات تجاوز هذا الطرح، حيث وصلنا إلى وقت «نُمكّن فيه الاقتصاد والمجتمع بالمرأة» كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
إن باني اتحادنا ومؤسس دولتنا كان يدرك تماماً أن تقدم المجتمع ورقي الدولة وشموخ الوطن، أهداف لا تتحقق إلا إذا اشترك جميع أفراد الوطن وجميع فئات المجتمع في ورشة البناء والتطوير.. لم ينظر زايد الأب وزايد القائد وزايد الإنسان إلى المرأة على أنها كائن ضعيف، ولم تبذل المرأة الإماراتية جهداً للمطالبة بحقوقها.. لأن حقوقها مصانة وثابتة.. فوظفت جهدها في الإبداع والبناء والشراكة في تنمية مجتمعها وتحقيق تميزه.
إمارات زايد نشأت وازدهرت لأن المرأة والرجل كائنان متساويان.. إمارات زايد هي إمارات شريكة عمره ودربه وحلمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.. هي دولة الإنسان من دون تمييز، وبالتالي كل الحقوق والتشريعات التي صيغت وتبلورت في الدولة ارتكزت على مبدأ أن المرأة مكوّن أساسي من المجتمع، عليها واجبات ولها حقوق.
ولا يمكن أن نتحدث عن المرأة في الإمارات من دون أن نذكر هذا الثنائي القائد؛ الذي آمن بأن تحقيق التنمية في الإمارات سيبقى ناقصاً من دون مشاركة المرأة، ببصيرة زايد بعيدة المدى، وحكمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، صيغت استراتيجية تمكين المرأة على أساس صلب قوامه أن الحفاظ على القيم والتراث يبدأ من وعي المرأة لانتمائها الحقيقي للوطن، والتزامها بوصية الأب في تحقيق التوازن بين العمل خارج المنزل ومسؤولياتها تجاه أسرتها.
وإذا نظرنا إلى كل منظومة في الإمارات نجدها مصممة لتستوعب المرأة والرجل على قدم المساواة، فالمنظومة الاقتصادية ترتكز على شراكتهما في التنمية، والمنظومة الاجتماعية تعتمد على شراكتهما في التلاحم الأسري، والمنظومة التعليمية تساوي بينهما في الفرص وتؤهلهما للابتكار والإبداع.
لسنا نصف المجتمع بالعدد فقط، ولسنا على تنافس مع الرجل ولا على النقيض منه.. نحن كما أرادنا زايد وكما علمتنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بسيرتها ومسيرتها المشرّفة، نحن شريكات في صناعة الغد ورفيقات درب وأخوات وزميلات وأمهات ورائدات العمل الإنساني.
في أقل من خمسين عاماً شهد العالم دولة فتية تزدهر وتحقق أعلى المراتب في مؤشرات التنمية، لأن أجيالاً من النساء والرجال قررت أن تتكاتف في الإنتاج والإبداع والعطاء.. وفاءً لوصية قائد أعطى كل فكره وقلبه لوطنه وشعبه من دون تمييز.
وبعد 100 عام من اليوم، سيشهد العالم دولة من أفضل دول العالم، تحتفي بإرث وإنجازات صنعتها أجيال من النساء والرجال، آمنت بأن التنمية الحقيقية والمستدامة تبدأ من احترام إنسانية الإنسان، فحرمان أي فئة اجتماعية من حقها في الطموح والعمل والإنجاز، يخل بميزان الطبيعة ويمس جوهر حقوق الإنسان.
*وزيرة تنمية المجتمع
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة