مسؤول في قوة الفضاء الأمريكية لـ"العين الإخبارية": أؤمن بوجود حياة أخرى في الفضاء (حوار)
كشف اللواء جون أولسون، المساعد لرئيس العمليات الفضائية في قوة الفضاء الأمريكية، عن نتائج التحقيقات الأمريكية المتعلقة بالظواهر الجوية المجهولة في الولايات المتحدة.
وقال أولسون في مقابلة مع "العين الإخبارية" إنه لا يزال هناك العديد من الظواهر التي لا يمكن تفسيرها، ويرى من منظور الاحتمالية وجود حياة أخرى في الفضاء نظرًا لحجم الكون الشاسع.
وأشار إلى وجود حوارات مستمرة مع العديد من دول الشرق الأوسط، خصوصًا دولة الإمارات، بشأن التعاون في مجالات الفضاء، وأكد وجود فرع للقوات الفضائية ضمن نطاق عمل القيادة المركزية الأمريكية التي تنفذ العمليات في الشرق الأوسط.
وأوضح أن توسيع دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء قدراتها الفضائية الخاصة يفتح آفاقًا واسعة للتعاون الفضائي المستقبلي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الشرق الأوسط، وعلى رأسها الإمارات.
وأشار إلى أن الإمارات تعمل على تطوير وتوسيع وكالاتها الفضائية الخاصة، وتسعى للتوسع في الاقتصاديات القائمة على المعرفة.
وأكد أن هذا الاتجاه العام موجود في المنطقة، حيث تسعى دول أخرى مثل السعودية وقطر إلى الانخراط فيه.
وتُعدُّ القوة الفضائية الأمريكية، أو "الحراس" كما يُشار إليهم، أحدث فرع عسكري في الجيش الأمريكي، حيث تأسست رسميًا في 20 ديسمبر/كانون الأول 2019، لتصبح أول فرع جديد للقوات المسلحة الأمريكية منذ 73 عامًا، حيث انفصل سلاح الجو عن الجيش في عام 1947، وهي بذلك الفرع السادس في القوات المسلحة الأمريكية بعد القوات الجوية والجيش والبحرية وسلاح مشاة البحرية وخفر السواحل.
وفي حديثه لـ "العين الإخبارية" من العاصمة الأمريكية واشنطن، كشف الجنرال أولسون عن عقد لقاء خاص بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط لبحث التعاون الفضائي، تحت عنوان منتدى الفضاء بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، في فبراير/شباط الماضي. كما تم عقد دورات وتدريبات مشتركة مع دول المنطقة مثل Space Force 101.
وأوضح: "تعتمد استراتيجية القوة الفضائية الأمريكية على ثلاثة محاور، الأول هو إعداد قوات قتالية جاهزة لتنفيذ المهام الفضائية، والثاني هو استراتيجية الحراسة والتأهب، أما المحور الثالث فهو الشراكة من أجل الفوز، ويتمثل في بناء علاقات دولية وصناعية ومشتركة بين الوكالات الفضائية في جميع أنحاء العالم".
وقال: "إن بناء العلاقات الدولية هو الأولوية الأساسية لقوة الفضاء الأمريكية".
وأضاف: "نعتقد أن الشراكات الدولية التي تربح الجميع أو تعود بالفائدة على جميع الأطراف ستجعلنا أقوى وأفضل وأكثر ثراءً وتنوعًا. وعلاوة على ذلك، فقد تم إنشاء وكالة فضائية لحلف شمال الأطلسي حديثًا، وهناك نمو في وكالات الفضاء الدولية في فرنسا وألمانيا وأستراليا، بالإضافة إلى نجاح اليابان في بعض الأعمال الرائعة. وهناك العديد من برامج التعاون مع النرويج واليابان في مجالات إطلاق الأقمار الصناعية والاتصالات والتشغيل البيني والمشاركة".
الظواهر الجوية المجهولة
وبسؤال مساعد التعبئة لرئيس العمليات الفضائية في القوة الفضائية الأمريكية عن الظواهر الجوية المجهولة، صرح بأنه بعد طيران 83 طائرة مختلفة لساعات طويلة، لا يزال لدينا العديد من العناصر غير المفسرة، قائلاً: "إذا نظرنا إلى الأرض، فهي تلك النقطة الزرقاء الصغيرة في كون غير محدود، والكون وعالم الفضاء كبير جدًا، وأعتقد بشكل شخصي أن هناك بالتأكيد، من وجهة نظر الاحتمالية، حياة هناك".
وأشار إلى أن فرق العمل المتخصصة في مراقبة الظواهر الجوية المجهولة تعد نهجاً جاداً للتحقيق في هذه الأمور وفهمها بشكل منهجي، حيث إن العناصر غير المحددة بطبيعتها تشكل مصدر قلق للأمن القومي وتهديد لسلامة الرحلات الجوية وتشكل خطرًا يتطلب متابعة جدية.
وأكد أن السؤال المهم حول الظواهر الجوية المجهولة يتمثل في قدرتنا على تخصيص المزيد من التمويل والدعم الهيكلي، وأن السعي الدائم للتعلم والفهم والاستكشاف يؤكد رغبتنا المستمرة في البحث والاكتشاف وإرسال مجساتنا إلى مجموعتنا الشمسية والقمر وحتى خارج النظام الشمسي لاستكشاف إمكانية وجود حياة أخرى وما يعنيه ذلك للبشرية.
وكشف عن تبادل للبيانات والمعلومات مع جميع دول العالم، حول الظواهر الجوية المجهولة، لا سيما مع تكرار مثل تلك الظواهر خارج الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الجهد الأمريكي لتقصي حقيقة تلك الظواهر يعد نشاطًا مفتوحًا وشفافًا من خلال الكونغرس، معربًا عن أمله لمزيد من التعاون الدولي، لإنتاج تقنيات مختلفة تساعد في إزالة الغموض أو توضيح مثل تلك الظواهر.
العودة إلى القمر
وحول أهمية برامج عودة البشر إلى القمر، أوضح الجنرال أولسون أن الولايات المتحدة توجهت إلى القمر في عام 1969، ولكن بعد ذلك لم يتم إرسال بشر آخرين إليه. ولذلك، ركزت وكالة ناسا على مهمات Artemis بهدف إعادة البشرية إلى سطح القمر، إذ يُعَد هذا البرنامج ذو أهميةٍ كبيرة.
وتدعم وكالة ناسا وقوة الفضاء هذه الأنشطة الفضائية المدنية الواسعة، وعبر التاريخ كان هناك دائمًا حاجة لحماية هذه الأنشطة، ويقع ذلك بالكامل ضمن نطاق مهام قوة الفضاء الأمريكية، كما أوضح أولسون.
وأشار أولسون إلى أن برنامج Artemis يُعَد إثباتًا لمدى أهمية القمر بالنسبة للاقتصاد الأرضي، وأشار إلى أن الصين تقوم أيضًا باستثمارات غير عادية في استكشاف القمر، كما وضعت كل من روسيا والصين خططًا مشتركة لإنشاء قاعدة قمرية مشتركة، وأضاف أولسون أن الثراء العلمي والتقني الناتج عن التعاون الدولي يمكن أن يؤدي إلى اكتشافات علمية استثنائية واختراعاتٍ تفيد البشرية بشكلٍ عام، على غرار ما حدث في محطة الفضاء الدولية.
وشدد أولسون على أن اتفاقيات أرتميس كانت بناءةً بشكلٍ غير عادي، إذ اشتملت على التركيز على المعايير والسلوكيات الجيدة ونهجٍ مشابهٍ لسيادة القانون والنظام الدولي في الفضاء.
مسؤوليات القوة الفضائية
وعند سؤال الجنرال أولسون عن مسؤوليات قوة الفضاء الأمريكية، أوضح أنه تأسست القوة الفضائية الأمريكية بناءً على الإدراك الحقيقي لأهمية الفضاء في حياتنا الحديثة، ولاسيما فيما يتعلق بدفاعنا عن الولايات المتحدة وحلفائنا ومصالحنا.
وبالنسبة لمسؤولياتها، فإن قوة الفضاء الأمريكية تشمل مراقبة الأقمار الصناعية والتحذير الصاروخي ومسار الصواريخ ومراقبة الأرض والاستطلاع ونقل البيانات الفضائية وغيرها من الوظائف.
وأشار إلى النمو الهائل الذي شهده القطاع في السنوات الأخيرة في عمليات الإطلاق والمركبات الفضائية، الأمر الذي يؤكد أهمية الفضاء بشكل حاسم في جوانب حياتنا الحديثة، والتي تشمل الطقس والتنقل وتحديد المواقع عبر GPS وحتى الخدمات المصرفية والأمنية. وبناءً على ذلك، يعتبر المجال الفضائي عاملًا مهمًا في وضعنا الأمني. ولتحقيق هذه المسؤوليات، فإن القوات الفضائية الأمريكية تسعى للردع والدفاع والأمن والتعاون والتحقق، وتعمل على الحفاظ على بيئة فضائية سلمية وآمنة، كما أنها مستعدة للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها بشكل هجومي أو دفاعي.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg
جزيرة ام اند امز