ناسا ترصد تغييرات "غريبة" بأجسام رواد الفضاء
دراسة على رائدي فضاء توأم تكشف أن إقامة أحدهما في الفضاء لمدة عام تسببت في تغييرات جسدية واضحة عليه مقارنة بشقيقه
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في دراسة جديدة، أن الفضاء يفعل بعض الأشياء "الغريبة" لأجسام رواد الفضاء.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الدراسة أجريت بشكل خاص على رائدي الفضاء التوأم سكوت ومارك كيلي، في محاولة لفهم آثار رحلات الفضاء على صحة الناس وعلم وظائف الأعضاء، بعد ظهور تغير ملحوظ على أحدهما بعد رحلته الأخيرة.
وأوضحت أن أحد التوأمين، ٥٠ عاما، بقي على الأرض بينما عاش آخر في محطة الفضاء الدولية لأكثر من عام، وأظهرت النتائج المبكرة للدراسة مجموعة من التغييرات غير العادية التي حدثت لسكوت عندما توجه إلى الفضاء، حيث تبين مبدئيا عدم تأثر صحته بشكل كبير على الإطلاق بعد الإقامة لفترة طويلة في الفضاء.
ونظر الباحثون كذلك في عمر رواد الفضاء عندما كانوا على متن المحطة الفضائية الدولية، حيث فحصوا تيلوميرات التوأم، وهي أغطية الحماية التي توجد في نهاية الكروموسومات وتعكس عملية الشيخوخة في الجسم، والتي تقصر عادة مع تقدم العمر.
وأكثر ما أثار دهشة العلماء بهذا الشأن هو طول امتداد التيلوميرات لدى سكوت عندما كان في الفضاء، ووجدوا أيضا أنه ازداد طولها مرة أخرى بشكل كبير عند العودة، في حين أن معظم التيلوميرات استقرت مرة أخرى مع مرور الوقت وعادت إلى طبيعتها، وأصبح لدى سكوت الآن تيلوميرات قصيرة أكثر مما كان عليه عندما انطلق في رحلته، مما يشير إلى أن رحلات الفضاء يمكن أن ترتبط بالظروف المرتبطة بالعمر.
ووجدت الدراسة أن آثار الرحلة لمدة عام كانت مشابهة إلى حد كبير للوقت الذي يقضيه الإنسان في أي بيئة أخرى مثيرة للضغوط، وتم العثور على تغييرات في مستويات التعبير الجيني لدى سكوت ومكونات الأمعاء، على سبيل المثال، ولكن بعد 6 أشهر على الأرض استقرت مرة أخرى وعادت إلى وضعها الطبيعي.
وأعرب العلماء عن اعتقادهم بأن النتائج يمكن أن تساعد في التنبؤ بالمضاعفات الصحية المحتملة خلال بعثات طويلة الأجل.