"أنصار الدولية" بألمانيا.. 9 سنوات من تمويل الإرهاب تنتهي بالحظر
تتخذ من العمل الخيري ستارا، وترسل أموال المتبرعين لجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وحركة حماس.
إنها جمعية أنصار الدولية التي قرر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر حظرها في وقت مبكر صباح اليوم، لتكون سادس منظمة متطرفة يحظرها في أقل من عامين.
وقال ستيف ألتر المتحدث باسم زيهوفر، عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر" الأربعاء، إن "الشبكة تمول الإرهاب حول العالم بالتبرعات" التي تجمعها.
ونقل ألتر عن الوزير زيهوفر قوله: "إذا كنت تريد محاربة الإرهاب، فعليك تجفيف منابع تمويله".
وذكر وزير الداخلية الألماني أن الجماعة ومنظمة أخرى تابعة لها "تنشران نظرة سلفية في العالم وتمولان الإرهاب في مختلف أرجائه تحت ستار المساعدات الإنسانية".
ويشمل الحظر منظمة "أنصار الدولية" وثماني منظمات فرعية، بما فيها الجمعية التي تحمل اسم اسم لاعب كرة القدم التونسي السابق أنيس بن حتيرة، الذي كان في السابق محترفًا في نادي هيرتا برلين لكرة القدم، وينشط في أوساط المنظمة.
فيما كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية أن الشرطة فتشت مباني في عشر ولايات ألمانية في إطار خطوة لحظر نشاط أنصار الدولية.
وفتشت الشرطة 70 هدفا تخص جماعة أنصار الدولية وأفرادها في ولايات شمال الراين وستفاليا ، وبرلين، وبراندنبورغ وسبع ولايات أخرى.
وخلال المداهمات، ركزت السلطات على 35 عنصرًا في ولاية شمال الراين وستفاليا، إذ تأسست المنظمة لأول مرة في عام 2012.
ويقع المقر الرئيسي لجمعية أنصار الدولية التي يديرها الألماني "يول ك"، في مدينة دوسلدورف بشمال الراين ويستفاليا.
وفي برلين، فتش 180 ضابطا غرفًا في أحياء شارلوتنبورغ، وويدينج، وجيسوندبرونين، وأجلينيك. كما تمت مصادرة أربعة حسابات بنكية والعديد من ناقلات البيانات.
في أبريل 2019، داهمت الشرطة حوالي 90 هدف لمنظمة أنصار الدولية في تسع ولايات لجمع مواد ودلائل أدت في النهاية لحظر المنظمة.
وقبل أسبوعين، فتشت الشرطة، بناءً على طلب من مكتب المدعي العام في دوسلدورف، مقرات لمنظمة أنصار الدولية في شمال الراين ويستفاليا وبافاريا "جنوب"، "للاشتباه في تمويل الإرهاب".
وتقول أنصار الدولية على موقعها الإلكتروني إنها تقدم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحروب الأزمات عن طريق بناء مستشفيات أو دور أيتام أو مدارس أو المساهمة في تمويلها، وهو أسلوب تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية.
وتستغل المنظمة صور للأطفال في مناطق الأزمات مثل اليمن وسوريا وقطاع غزة، لجمع أموال ضخمة من المتبرعين في ألمانيا، وفق تقارير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية".
وتملك الاستخبارات الداخلية دلائل تؤكد أن شبكة جمعيات وأفراد أنصار الدولية تستخدم التبرعات التي تجمعها في ألمانيا بشكل أساسي لدعم حركة حماس، ذراع الإخوان في فلسطين، بالإضافة إلى مليشيات مرتبطة بالقاعدة، مثل جبهة النصرة السابقة في سوريا، والتي تعمل الآن في محافظة إدلب في التحالف المتشدد المسمى هيئة تحرير الشام، وحركة الشباب في الصومال، وفق ما نقلته صحيفة تاغس شبيجل الألمانية.
بينما خلصت وزارة الداخلية الألمانية إلى أن أنصار الدولية تنشر النظرة المناهضة للديمقراطية وأفكار المشهد السلفي تحت ستار المساعدات الإنسانية، وتوجه أنشطتها ضد النظام الدستوري في ألمانيا ومبدأ التفاهم الدولي.
وتجمع أنصار الدولية عدة ملايين من اليوروهات في ألمانيا كل عام، ففي عام 2018 وحده، جمعت المنظمة ١٠ مليون يورو من التبرعات.
وتدعي المنظمة أن هذه الأموال تفيد المسلمين المحتاجين في قطاع غزة وسوريا وأفغانستان والصومال ومناطق أخرى.
وبالفعل، يذهب جزء من الأموال إلى مشاريع خيرية، لكن تنفذها منظمات تسيطر عليها حماس وحركة الشباب، فيما يذهب أغلب الأموال لتمويل هذه الحركات بشكل مباشر.
كما تملك أنصار الدولية نشاطا تجاريا، حيث تملك متاجر "الأمة"، التي تبيع ملابس من ماركة "Ansaar Collection"، لكن وزارة الداخلية حظرت هذه المتاجر أيضا.
ووفق الاستخبارات الداخلية الألمانية، فإن خطورة أنصار الدولية تتمثل في أنها تعمل كحلقة وصل بين المشهد السلفي والإخوان المسلمين.
وتتابع الهيئة في تقريرها "تحالف الطرفين من شأنه أن يقوي مشهد التنظيمات الإسلامية المتطرفة في ألمانيا". كما أن السلطات قلقة من نشاط أنصار الدولية في تلقين الأطفال في ألمانيا، وذرع الأفكار المتطرفة فيهم.
بدوره، رحب وزير الداخلية في ولاية برلين أندرياس جيزل، بحظر أنصار الدولية، وقال إن "شبكة أنصار الدولية كانت عبارة عن خزان تجميع للسلفيين وأعداء دولة إسرائيل".
وتابع "كما أننا لا نتسامح مع استخدام التبرعات التي يتم جمعها هنا، لتصدير الإرهاب ودعمه في الخارج".
وحظر أنصار الدولية هو سادس حظر يفرضه زيهوفر منذ بداية عام 2020.
وفي الأشهر الماضية، حظر وزير الداخلية الاتحادي ٥ تنظيمات من الأوساط الإسلامية المتطرفة واليمين المتطرف، أبرزها؛ المنظمة النازية الجديدة "Combat 18"، وجماعة المواطنين الإمبرياليين المتشددة "شعوب وقبائل ألمانية متحدة"، وميليشيا حزب الله.
aXA6IDMuMTM5LjIzNS4xNzcg جزيرة ام اند امز