أمريكيون يستكشفون الصين.. سرّ صمود الحزب الشيوعي 100 عام
بينما يحتفل الحزب الشيوعي الصيني (CPC) بعيد ميلاده المائة هذا العام، يسافر شاب شيوعي أمريكي في أرجاء الصين لاستكشاف كيفية عمل الحزب.
وطبقًا لصحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، كثير من الأشخاص الذين تحدثوا مع إيان جودروم خلال رحلته ذكروا فلسفة البلاد القائمة على الشعب أولًا، التي لعبت دورًا أساسيًا في مسيرة الحزب الشيوعي الصيني على مدار قرن من الزمان نحو النجاح والعظمة.
وقال تشن شوجوانج، الأستاذ بمدرسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني: "منذ تأسيسه، كان الحزب الشيوعي الصيني يمثل مصالح الشعب".
وسبق أن أبرز الرئيس شي جين بينج هدف الحزب الشيوعي الصيني وهو تلبية تطلعات الناس نحو حياة كريمة. ومع أخذ هذا الهدف في الاعتبار، دائمًا ما يبقى الحزب في تناغم مع احتياجات الناس الأشد إلحاحا.
ومؤخرًا، خلال الكفاح ضد كوفيد-19، أولت الصين الأولوية لحياة الناس وصحتهم قبل كل شيء.
وقال تاو وينشاو، نائب عميد كلية الدراسات الماركسية بجامعة رينمين الصينية: "كلمة الناس التي نقولها هنا لها معنى واسع جدًا. تشتمل على الجميع، لاسيما الضعفاء مثل كبار السن، والأطفال، والفقراء."
وقارن تاو بين مفهوم الشعب أولًا مع المفاهيم الغربية لـ"الحرية"، مضيفًا: "يبدو أن بعض الدول تأخذ حرية الناس بعين الاعتبار، وتعامل الجميع على أنهم متساوون عندما يتعلق الأمر بسياسات مكافحة الفيروس."
واستدرك: "لكن في الحقيقة، يمتلك الأثرياء الكثير والكثير من الخيارات في حين أن الفقراء، وبالرغم من تمتعهم بالحرية كما يبدو، يقعون بوضع العاجز بالنظر لعدم امتلاكم لا المال ولا القوة."
وفي إطار جهودها لمعاملة الجميع بشكل عادل ومنصف، تقدم الصين لمرضى كورونا العلاج بالمجان وسواء حالات مؤكدة أو مشتبه فيها، يتلقى المصابون إعانات من أموال الدولة لأي فواتير طبية لا يغطيها التأمين الطبي الأساسي، أو تأمين الأمراض الخطيرة، أو صندوق المساعدة الطبية.
وعلاوة على ذلك، تعطي الصين لقاحات كوفيد-19 لجميع المواطنين بالمجان.
وتحدث رئيس حزب شعبي عما ركز عليه الخبراء؛ فعند سؤاله بشأن السبب وراء صمود الحزب الشيوعي الصيني بعد مائة عام، قال ليو يوجو، رئيس حزب ورئيس قرية دونجليوتشوانج في منطقة تونجتشو ببكين: "لأن الحزب الشيوعي الصيني دائما ما يضع الشعب أولًا."
ويمكن رؤية هذا المفهوم على مر تاريخ الحزب الشيوعي الصيني.
وشهدت إيزابيل كرووك (105 أعوام) الكثير من هذا التاريخ شخصيًا. فباعتبارها واحدة من أكبر أصدقاء الصين الأجانب، أمضت إيزابيل معظم حياتها في الصين.
وأحد الأمثلة التي استشهد بها ابنها مايكل كان في تخصيص أماكن معيشة، وتمت دعوة أعضاء الحزب الشيوعي الصيني لاختيار الغرف ذات الدفء والإضاءة الأقل.
وقال مايكل: "الحزب لم يكن يناضل من أجل امتياز. بالعكس، كان يتحمل المصاعب."
على مدار تاريخ الحزب، تقدم الأعضاء لخوض المعارك الصعبة قبل أي شخص آخر. سواء صد الغزو، أو التخفيف من حدة الفقر، أو مواجهة الكوارث الطبيعية، يكون أعضاء الحزب هم أول من يواجه هذا التحدي.
ويقود الحزب الشيوعي الصيني قيمه الأصلية، وليس مكاسب أو أرباح شخصية. وهذا أحد مفاتيح نجاحه المستمر، وتعلم جودروم هذا والمزيد خلال رحلته.
وقاد الحزب، الذي تأسس عام 1921، الشعب الصيني خلال 28 عاما من المعارك وأطاح بجبال الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية، التي كانت تجثم فوق صدر الشعب الصيني وتثقل كاهله، وأسس جمهورية الصين الشعبية، مُنهياً حالة "الصين المقسّمة"، وحقق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب، واستكمل الانتقال التاريخي من نظام إقطاعي استبدادي إلى نظام ديمقراطي شعبي.