أنطاليا على مفترق طرق المناخ والسياحة.. بين استضافة COP31 وطفرة الزوار العالمية
تتألق أنطاليا كوجهة سياحية عالمية على البحر المتوسط، بينما تتجه الأنظار إلى المدينة لاستضافة مؤتمر COP31، مع تحديات مناخية تؤكد الحاجة للتكيف والاستدامة في قلب تركيا الساحر.
من المقرر أن يقام مؤتمر COP31 العام المقبل في مدينة أنطاليا السياحية الخلابة على البحر الأبيض المتوسط، التي تتميز بتاريخ عريق يمتد إلى عصور اليونان وروما القديمة.
لكن تداعيات أزمة المناخ تركت أثرها على المدينة في السنوات الأخيرة، إذ شهدت أنطاليا والمقاطعة المحيطة بها حرائق مروعة وفيضانات عارمة. وكغيرها من دول البحر المتوسط، ليست تركيا بغريبة عن الطقس العنيف الذي يزداد سوءا نتيجة تلوث الكربون.
وقد أظهر تحليل أجرته منظمة "التنبؤ بالطقس العالمي" هذا الصيف ونقلته صحيفة الغارديان، أن الظروف الجوية التي تؤدي إلى حرائق غابات مميتة في يوليو/تموز في تركيا وقبرص واليونان ازدادت احتمالية حدوثها بعشر مرات بسبب تغير المناخ.
في الوقت نفسه، تشهد أنطاليا طفرة سياحية غير مسبوقة، مع أرقام قياسية جديدة تجعلها وجهة عالمية جاذبة للزوار الأجانب. ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أفضل أعوامها، مع تحطيم جميع الأرقام القياسية السابقة.
وفقا لبيانات نقلها موقع "travel and tour world"، في أكتوبر/تشرين الأول 2025، استقبلت أنطاليا أكثر من 2.2 مليون زائر دولي، بزيادة قدرها 8% عن الشهر نفسه من عام 2024، ليصل إجمالي عدد الزوار الأجانب خلال الأشهر العشرة الأولى من العام إلى 16.3 مليون زائر، بزيادة قدرها 176884 زائراً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
لطالما كانت أنطاليا وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين، لا سيما من روسيا وألمانيا والمملكة المتحدة، إضافة إلى زوار من بولندا وأوكرانيا وكازاخستان. حيث يتوقع وصول نحو 3.9 مليون زائر روسي، و3.34 مليون ألماني، و1.47 مليون من المملكة المتحدة بحلول 2025، ما يبرز قوة المدينة الثقافية والاقتصادية إلى جانب مكانتها السياحية.
ويُعزى صعود أنطاليا إلى مزيجها الفريد من المناخ الاستثنائي، التاريخ الغني، والبنية التحتية الحديثة، إضافة إلى استغلالها أسواقًا متخصصة في السياحة الشتوية والرياضية والثقافية. وتستفيد مناطق مثل بيليك من ملاعب الجولف العالمية وإطلالاتها الساحلية، فيما تقدم كيمر تجارب سياحية صديقة للبيئة ومغامرات في الهواء الطلق.
كما ارتفع متوسط الإنفاق السياحي اليومي للفرد من حوالي 70 دولارًا إلى أكثر من 100 دولار، مما يدل على جذب المدينة لسياح يبحثون عن تجارب فاخرة ومميزة. وتخطط السلطات لتمديد الموسم السياحي خلال أشهر نوفمبر وديسمبر، مستفيدة من المناخ المعتدل والأنشطة الثقافية الخارجية، مع توفير باقات سياحية متنوعة لضمان بقاء الزوار لفترة أطول.
وبينما تستعد أنطاليا لمواصلة النمو المستدام، برزت المدينة أيضًا في مفاوضات المناخ الدولية. توصلت تركيا وأستراليا إلى اتفاق مبدئي يمنح الأولى تنظيم مؤتمر COP31، وفق ما أفادت مصادر مطلعة لوكالة فرانس برس. وقد أبدت أستراليا استعدادها للتنازل عن استضافة المؤتمر، مع استمرار مناقشة ترتيب رئاسة المفاوضات لعام 2026.
ورُشحت أنطاليا لاستضافة المؤتمر على ساحل البحر المتوسط، فيما يُتوقع عقد اجتماع تحضيري في منطقة المحيط الهادئ التي كانت أستراليا ترغب في إشراكها. وقال يوشين فلاسبارث، وزير الدولة الألماني للبيئة: "إنه اتفاق مبتكر، ولكن لم يتم اتخاذ القرار الرسمي بعد".
ومن المقرر تنظيم اجتماع جديد في بيليم للمصادقة على أي اتفاق، فيما أكد وزير المناخ الأسترالي كريس بوين: "هناك تقدم محرز. نحن نبحث عن حل يناسب أستراليا والمحيط الهادئ والعملية متعددة الأطراف. سيكون لدينا المزيد لنعلنه قريبًا جدًا".
ومن جهته، صرح أحد أعضاء الوفد التركي: "لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد". وفي نهاية المطاف، سيتطلب أي قرار موافقة إجماع حوالى 200 دولة خلال مؤتمر COP30 في البرازيل.
وتُنظم مؤتمرات المناخ التابعة للأمم المتحدة بالتناوب بين خمس كتل إقليمية، والتي تختار الدولة المضيفة بالإجماع، وهو ما أدى سابقًا إلى خلافات لكنها نادرًا ما كانت بهذا الحجم. وقد اختيرت البرازيل لحساب كتلة أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هذا العام، فيما ستستضيف إثيوبيا المؤتمر عام 2027 ضمن الكتلة الإفريقية.
أما بالنسبة لعام 2026، فما زالت الخلافات مستمرة داخل كتلة "أوروبا الغربية ودول أخرى"، التي تضم دول أوروبا وتركيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة ونيوزيلندا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjcg جزيرة ام اند امز