الصين في COP30.. رهان على التحول الأخضر ودعوة لتعاون دولي لمواجهة المناخ
تمثل قمة مؤتمر الأطراف الثلاثين منصة حاسمة لتحديد مستقبل الطاقة العالمية، في ظل التحديات المناخية المتصاعدة والحاجة الملحة إلى خفض الانبعاثات وتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
تسعى الدول الكبرى إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف، إذ تلعب الصين دورا محوريا في دفع التحول إلى طاقة منخفضة الكربون، مع السعي لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.
أكد وانغ يي، نائب رئيس لجنة الخبراء الصينية المعنية بتغير المناخ، أن الصين ملتزمة بالتحول في مجال الطاقة اللازم لتجنب انهيار المناخ، لكنها لا ترغب في تولي زمام المبادرة بمفردها في غياب الولايات المتحدة.
وأشار وانغ في تصريحاته لصحيفة الغارديان إلى أن الصين ستقدم المزيد من الأموال لدعم الدول المعرضة للخطر، لكن مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي حذر من أن بكين لا تبذل جهودًا كافية لخفض الانبعاثات.
وأوضح وانغ أن الصين تتبنى نهجًا تعاونيًا في التحول نحو طاقة منخفضة الكربون، مشددًا على أن الهدف هو الحفاظ على الزخم الدولي وتحقيق قيادة جماعية، بعيدًا عن تحمل المسؤولية بمفردها.
وأكد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ ملتزم بالتحول طويل الأمد للطاقة النظيفة، رغم معارضة بعض القطاعات الصناعية، وأن الصين ستدعم الجهود الدولية لإظهار فوائد القرارات متعددة الأطراف في مؤتمر COP30.
وتعد الصين أكبر مصدر عالمي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الفحم والنفط والغاز، لكنها أيضًا رائدة في إنتاج توربينات الرياح، والألواح الشمسية، والسيارات الكهربائية، وتسعى لتوسيع هذا القطاع عالميًا.
وأشار وانغ إلى أن الصين ستسعى لتسريع جهودها في توفير المزيد من المنافع العامة العالمية، رغم التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، بما في ذلك الحواجز التجارية أحادية الجانب، واستمرار التعريفات الجمركية.
وأوضح أن استهلاك الفرد من الطاقة في الصين سيرتفع من 7000 كيلوواط/ساعة في 2024 إلى أكثر من 10000، وربما 12000، مع تحول تدريجي بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بما في ذلك الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والسيارات الكهربائية.
وأضاف أن الحكومة الصينية، بقيادة الرئيس شي، أكدت على تسريع نظام الطاقة الجديد خلال السنوات الخمس المقبلة، على الرغم من الصراعات الصناعية الداخلية.
وفي غياب الولايات المتحدة، يُعد دور الصين أكثر أهمية من المعتاد لضمان نجاح أو فشل مؤتمر الأطراف، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى وضع أسس للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وأشار وانغ إلى صعوبة وضع خارطة طريق عالمية للتخفيض التدريجي للانبعاثات، موضحًا أن كل دولة تعتمد استراتيجية ومسارًا مختلفًا بحسب ظروفها الوطنية.
كما حذر من أن ولاية ترامب الثانية قد تؤثر على السياسات المناخية العالمية، في ظل انشغال الاتحاد الأوروبي بالحرب في أوكرانيا والمشاكل الاقتصادية، وتأثير التعريفات الجمركية على تقدم نشر التكنولوجيا الخضراء.
ورغم الفجوة الكبيرة بين خطط الدول وما هو مطلوب للحد من ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، أكّد وانغ أن الصين لا ترغب في مناقشة الأهداف بشكل منفرد في مؤتمر COP30، مع التركيز على التعاون متعدد الأطراف.
وأضاف أن الصين تخطط لزيادة مساهماتها المالية لدول الجنوب العالمي، بما يشمل توفير "مزيد من المنافع العامة العالمية"، بالتوازي مع متابعة الرئاسة البرازيلية لمشروع قرار "mutirao" لمعالجة التمويل والشفافية والتجارة وقصور خطط خفض الانبعاثات الوطنية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز