عقار للالتهابات يطيل فاعلية المضادات الحيوية
نجح فريق من الباحثين في كلية بايلور للطب بالولايات المتحدة الأمريكية في تقديم حل لمشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وذلك عن طريق الاستعانة بأحد أدوية الالتهابات.
يتحسن معظم الأشخاص المصابين بالعدوى البكتيرية بعد إكمال العلاج بالمضادات الحيوية، ولكن هناك أيضاً العديد من الحالات التي يتراجع فيها الأشخاص بسبب تطوير البكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي، وبالتالي يصبح عاجزاً عن قتلها.
وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية "ساينس أدفانسيس"، بحث الفريق البحثي، عن الأدوية التي يمكن أن تمنع أو تبطئ بكتيريا "الإشريكية القولونية" من تطوير مقاومة للمضاد الحيوي المعروف باسم "سيبروفلوكساسين" أو "سيبرو"، وهو ثاني أكثر المضادات الحيوية الموصوفة في الولايات المتحدة، ووجدوا أن عقار "كلوريد الديكوالينيوم"، المستخدم في الأساس لعلاج الالتهابات المهبلية والتهابات الحلق، وغيرها من الالتهابات، يمكن أن يقوم بهذا الدور، حيث كان قادراً في التجارب المعملية والنماذج الحيوانية، على التقليل من قدرة البكتيريا على تطوير مقاومة للمضادات الحيوية، مما قد يطيل من فاعلية المضادات الحيوية.
وترتبط المقاومة البكتيرية للمضاد الحيوي، بحدوث طفرات جينية جديدة بها أثناء العدوى، ووجد الفريق البحثي أن عقار "كلوريد الديكوالينيوم" يقلل من سرعة تشكل تلك الطفرات الجديدة.
واختبر الفريق البحثي خلال تلك الدراسة، 1120 عقاراً معتمداً للاستخدام البشري، ووجدوا أن عقار "كلوريد الديكوالينيوم"، كان أفضلها في تحقيق هذا الهدف.
ويتفق هذا الحل الذي قدمه الفريق البحثي، مع توجه عالمي نحو إعادة توظيف الأدوية القديمة لحل مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، كما يقول خالد أبو الفتوح، المدرس بكلية الصيدلة جامعة الزقازيق (شمال شرق القاهرة) لـ"العين الإخبارية".
وتأخذ الحلول الأخرى للمشكلة مثل البحث عن مواد جديدة وقتاً في الاكتشاف، ثم اعتماد الدواء، قد يصل إلى 20 عاماً، بينما المشكلة تتطور وتحتاج إلى علاج سريع، ولكن الحل الذي قدمته الدراسة لا يحتاج لوقت من أجل اعتماده، لأنه قائم على دواء معتمد.
وتسببت مشكلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية فيما يقرب من 1.3 مليون حالة وفاة سنوياً في جميع أنحاء العالم عام 2019، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.