موجة تحذيرات من المضادات الحيوية.. مخاطر تصل للوفاة
تصاعدت التحذيرات الطبية بضرورة توخي الحذر عند التعامل مع أدوية المضادات الحيوية، خاصة أنواعا معينة تسبب الحساسية وقد تؤدي إلى الوفاة.
التحذيرات ليست جديدة وشهدت ذروتها بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، إذ حذّرت منظمة الصحة العالمية من التعامل مع المضادات الحيوية لعلاج الفيروسات.
المضادات الحيوية عقاقير قوية وآمنة بشكل عام، ومفيدة جدًا في مكافحة الأمراض، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون ضارة ولها آثار جانبية لذا يجب استخدامها عند الضرورة فقط.
وتعد المضادات الحيوية عقاقير قوية تستخدم لمحاربة الالتهابات، لكنها لا تعالج جميع أنواع العدوى، ففي حين أنها قد تكون فعالة ضد الالتهابات التي تسببها البكتيريا (الجراثيم)، فهي ليست كذلك مع الفيروسات.
انطلقت وزارة الصحة المصرية من التصريحات السابقة لمنظمة الصحة العالمية، وجددت التحذير من التعامل مع المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.
وقالت الوزارة، في منشور عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إن المضادات الحيوية لا تستخدم في علاج الفيروسات مثل تلك المسببة لنزلات البرد والإنفلونزا.
وناشدت الجميع عدم تناول أي مضادات حيوية دون الرجوع لطبيب مختص، وكتبت: "حافظ على صحتك ولا تستعمل المضاد الحيوي دون استشارة الطبيب".
بدورها كشفت هيئة الدواء المصرية سبب التحذير المتكرر من استخدام المضادات الحيوية لقتل الفيروسات، موضحة أنها تسبب انتشارا لبكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
وقالت الهيئة المصرية، عبر صحفتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن كثيرين يستخدمون المضادات الحيوية لقتل الفيروسات وهذا أكبر خطأ؛ لأنها تقتل البكتيريا وليس الفيروسات.
وأضافت أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو استخدامها بشكل خاطئ يوفر الفرصة للبكتيريا للاعتياد على تأثير هذه المضادات والتكيف معها، وبهذا تتكون سلالات أكثر قوة لديها القدرة على مقاومة المضادات الحيوية.
وتابعت: "كما أن علاج العدوى التي تسببها سلالات البكتيريا المقاومة أصعب وأكثر تكلفة، وبعض الحالات لا يمكن علاجها وقد تنتهي بالوفاة".
تحذير من حقن المضادات في المنزل
عميد معهد القلب المصري الأسبق، الدكتور جمال شعبان، وجه تحذيرا مختلفا وإن ظل في نطاق التعامل مع المضادات الحيوية، خاصة حقن "الكيفالسبورين"، كونها قد تسبب الوفاة.
وتحت عنوان "هام وخطير جدا"، كتب الدكتور جمال شعبان محذرا من وصف حقن المضادات الحيوية كلها خاصة "الكيفالسبورين" في روشتات عيادة خارجية لحقنها في الصيدلية أو المنزل.
وأضاف عميد معهد القلب الأسبق، في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "عند حقن المضادات الحيوية في الصيدلية أو المنزل قد تسبب الوفاة بسبب الحساسية الحادة".
ومن المعروف أنه لا يتم عمل اختبار الحساسية قبل إعطاء هذا النوع من المضادات الحيوية بالمنزل أو في الصيدلية، وبالتالي يعرض هذا التصرف الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه هذه المادة للإصابة بصدمة وعائية وانسداد في الشعب الهوائية.
عند إصابة أي شخص بحساسية حادة تجاه مكونات المضادات الحيوية فإنه يحتاج إلى أدوية متخصصة غير متوافرة سوى بالمستشفيات، لذا لا يجب الحصول عليها سوى بالمراكز والمستشفيات الصحية.
أيضا بعض الحالات تحتاج إلى إنعاش الدورة الدموية والقلب نتيجة الإصابة بنوبات الحساسية الحادة، أو تحتاج إلى أكسجين والدخول للرعاية المركزة، وبالتالي يجب عدم إعطاء المرضى الحقن الوريدية إلا داخل المستشفى لسرعة التدخل الطبي حال حدوث أي عوارض.
معلومات مهمة عن المضادات الحيوية
قدم موقع clevelandclinic المختص مجموعة من المعلومات المهمة التي يجب معرفتها عن المضادات الحيوية، ومنها:
- المضادات الحيوية من بين الأدوية الأكثر شيوعًا، ومع ذلك فإن ما يصل إلى 50% من المضادات الموصوفة للأشخاص ليست ضرورية وليست فعالة كما هو مأمول.
- الإفراط في استخدام المضادات الحيوية هو العامل الوحيد الأكثر أهمية الذي يؤدي إلى مقاومة المضادات الحيوية.
- كل عام في الولايات المتحدة، يصاب ما لا يقل عن مليوني شخص بعدوى خطيرة بالبكتيريا التي تقاوم واحدًا أو أكثر من المضادات الحيوية المصممة لعلاج تلك العدوى.
- يموت ما لا يقل عن 23000 شخص كل عام كنتيجة مباشرة لهذه العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، بينما يحتاج ما يقرب من 250000 شخص كل عام إلى رعاية في المستشفى لعلاج عدوى (المطثية العسيرة)، مع العلم أنه يصعب علاج هذه العدوى.
- يموت ما لا يقل عن 14000 شخص كل عام في الولايات المتحدة من عدوى المطثية العسيرة، حيث كان استخدام المضادات الحيوية هو السبب الرئيسي وراء تطور هذا المرض.
- الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو استخدامها بشكل غير مناسب يمنح البكتيريا فرصة للتكيف، وعندما يحدث هذا فإن المضادات الحيوية لا تعد تعمل بشكل جيد لعلاج العدوى وتصبح البكتيريا "مقاومة" للمضادات الحيوية.
- يمكن أن يكون للمضادات الحيوية آثار جانبية بما في ذلك ردود الفعل التحسسية والإسهال الخطير الذي قد يهدد الحياة الناجم عن بكتيريا (جرثومة) المطثية العسيرة (C. diff)، وقد تتداخل المضادات الحيوية أيضًا مع الأدوية الأخرى التي قد تتناولها.
- الآثار الجانبية للمضادات الحيوية مسؤولة عن زيارة واحدة من كل خمس زيارات لقسم الطوارئ، وهي السبب الأكثر شيوعًا لزيارات قسم الطوارئ للأطفال دون سن 18 عامًا.
- عندما تتناول مضادًا حيويًا لا تحتاجه، فأنت تتعرض بلا داع للآثار الجانبية للدواء ولا تحصل على أي فائدة منه.