مدثر عبدالرحيم.. مناهض العنصرية وراعي الحقوق في السودان
خبراء سودانيون يؤكدون أن اختيار مدثر عبدالرحيم شخصية العام بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب رد جميل للعلماء الذين أثروا في الحياة العامة
برز في المشهد السوداني كواحد من أقوى المناهضين للتمييز العنصري ومدافع عن حقوق المرأة، وأديب مثقف أثرى مؤسسات التعليم بالعناوين القيمة والرصينة.. إنه البروفيسور مدثر عبدالرحيم الطيب الذي جرى اختياره ليكون شخصية عام 2019 لمعرض الخرطوم الدولي الذي انطلقت فعالياته الخميس، وتستمر حتى 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واختيار شخصية العام في معرض الخرطوم الدولي للكتاب هو تقليد درجت عليه وزارة الثقافة السودانية سنويا للاحتفاء بالشخصيات التي تكون لها إسهامات بارزة في الحياة العامة لأجل تسليط الضوء عليها وعلى الأدوار التي تقوم بها.
واعتبر خبراء أن اختيار عبدالرحيم بواسطة وزارة الثقافة والإعلام بالسودان شخصية العام في معرض الخرطوم الدولي للكتاب هذا العام، رد جميل للعلماء الذين كان لهم تأثير بارز في الحياة العامة.
وينحدر عبدالرحيم من أسرة ضاربة الجذور في العلم والمعرفة، فهو ابن أخ العلامة السوداني الراحل البروفيسور عبدالله الطيب، وهو من مواليد مدينة الدامر شمال السودان عام 1932، وعمل في مجالات مختلفة بينها الدبلوماسية والتدريس بالجامعات السودانية والعالمية، ويعمل حاليا مستشارا في معهد الدراسات والبحوث بجامعة أفريقيا العالمية بالسودان.
وبدأ تدريس العلوم السياسية في جامعة الخرطوم في يوليو/تموز عام 1958 ثم أصبح المؤسس ورئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة في الستينيات، وعمل أستاذ ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالجامعة الإسلامية في ماليزيا، كما شغل منصب أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية في عدد من الجامعات والكليات من عام 1997 إلى عام 2013.
ودرّس عبدالرحيم في وقت سابق في مختلف جامعات العالم مثل مانشستر، تمبل، محمد الخامس، ماكيريري، بايرو كانو، والخرطوم.
وحصل على منصب نائب مستشار جامعة أم درمان الإسلامية في الفترة من عام 1988 إلى عام 1991 وتأسست في عهده كليات الطب والهندسة والزراعة، وشاركَ كمندوب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة في الستينيات.
وشارك في المناقشات التي أدت إلى اعتماد الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري عام 1965، فضلا عن العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966 ثم العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في العام نفسه.
وبحلول عام 1967 شارك البروفيسور مدثر عبدالرحيم في صياغة البيان الثالث لليونسكو بشأن العنصر النسوي والتحيز العنصري، كما يُعدّ العضو المؤسس والأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان السودانية التي أُنشئت في الخرطوم عام 1967، وحصل على الوسام الملكي الأردني في أغسطس/آب 2013 بسبب إسهاماته الكبيرة والمتميزة في كل المجالات.
وفوق تلك المساهمات يضع البروفيسور مدثر عبدالرحيم في رصيده عددا من المنشورات، بينها كتاب "الإمبريالية القومية في السودان"، و"حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق"، و"تقليد حقوق الإنسان في الإسلام". بجانب كتب "الإسلام في السودان"، و"الإسلام في أفريقيا" و"الفكر السياسي الغزالي: طبيعته وأهمية المعاصرة".
ويقول الدكتور آدم يوسف موسى، وهو زميل بروفيسور مدثر عبدالرحيم الطيب في جامعة أفريقيا العالمية، لـ"العين الإخبارية"، إن مدثر له مساهمات بارزة منذ أن أكمل تعليمه في جامعة الخرطوم، وعمل أستاذا بعدد من الجامعات المحلية والعالمية، بينها جامعة مانشستر التي التقى فيها الداعية الإسلامي الأمريكي مالكوم إكس.
وأوضح أن عبدالرحيم بعد أن عمل بجامعة أم درمان الإسلامية واجه تحديات كبيرة من المتزمتين والمتشددين حينما أراد أن يؤسس الكليات العلمية بالجامعة.
وكان المتشددون يرون أن الجامعة مختصة بدراسة أصول الإسلام لكن بعد جهود متواصلة من البروفيسور مدثر استطاع أن يقنع المتزمتين بإدخال كليات الهندسة والطب وغيرها من المجالات العلمية.
وأشار إلى أن جميع أعماله المكتوبة تمت ترجمتها لأكثر من 30 لغة بينها الصينية والماليزية، مؤكدا أن كتاب "الإسلام في أفريقيا" وضع مقدمته الرئيس الماليزي مهاتير محمد.
وشغل البروفيسور مدثر عبدالرحيم منصب سفير السودان لدى عدد من الدول مثل السويد، النرويج، الدنمارك ثم فنلندا كما شغل منصب سفير اليونسكو عام 1974-1975 وكان أيضا كبير خبراء العلوم الاجتماعية في قسم البحوث وتنمية الموارد، وفي طنجة بدولة المغرب من عام 1971 إلى عام 1973.
ويقول الصحفي السوداني المتخصص في المجال الثقافي عيسى جديد لـ"العين الإخبارية": "سيتم إقامة ليلة تبحث عن سيرة ومسيرة وإنجازات البروفيسور مدثر عبدالرحيم يتحدث فيها زملاؤه وبعض المهتمين بالشأن الثقافي، ما يعد عرفانا ووفاء لعلماء وأدباء سودانيين ظلوا منسيين من ذاكرة الوطن".
وافتتح وزير الثقافة والإعلام السوداني فيصل محمد صالح، الخميس، الدورة الـ15 لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب بمشاركة 200 دار نشر من داخل وخارج السودان تعرض 200 ألف عنوان كتاب.
ومن بين الدول المشاركة مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان وسوريا والمغرب والصين وجنوب السودان.
aXA6IDMuMTQ1Ljk1LjIzMyA=
جزيرة ام اند امز