جسم مضاد يساعد سم الثعبان على غزو الجسم.. لغز يبحث عن حل (خاص)
حقق الباحثون في جامعة الدنمارك التقنية اكتشافا مهما في دراسة الأجسام المضادة المصممة لمكافحة سم الثعبان.
وفي تجربة، شملت جسما مضادا كان يعتبر سابقا واعدا كترياق لسم الثعبان، وجد الباحثون أن الجسم المضاد، عند تناوله بشكل مختلف، يعزز فاعلية السم بدلاً من تحييده، وهذه الظاهرة، المعروفة باسم تعزيز السمية المعتمدة على الأجسام المضادة (ADET)، لم يتم ملاحظتها من قبل فيما يتعلق بالسموم الحيوانية.
وخلال الدراسة، التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، تم تجربة خلط سم الثعبان والأجسام المضادة معا لمدة 30 دقيقة قبل حقنهما في الأنسجة العضلية للفأر، وهذه الطريقة تشبه قليلاً علاج لدغات الأفاعي الحقيقية، وفي تجربة أخرى، قام الباحثون بإعطاء مضاد السم بعد لدغة الأفعى، حيث قاموا أولاً، بحقن السم في الأنسجة العضلية للفأر، وبعد 3 دقائق، حقنوا الجسم المضاد في أوردة الفأر.
ووجد الباحثون أنه في التجربة الأولى، تم تحييد التأثير الضار على الأنسجة العضلية من سم بوثروبس أسبر، وهو ثعبان كوستاريكي، كما هو متوقع، لكن في التجربة الثانية، عزز الجسم المضاد فاعلية سم الثعبان، بحيث لم يعد يؤثر على الأنسجة العضلية فحسب، بل انتهى به الأمر إلى قتل الفئران.
وتشير الدراسة إلى أن توقيت وطريقة إعطاء الجسم المضاد يلعبان دورا حاسما في تحديد فاعليته.
ويأمل الباحثون أن يساهم هذا الاكتشاف في تطوير مضاد سموم أكثر فاعلية وسرعة ضد سموم الثعابين الأكثر خطورة في العالم.
وعلى الرغم من عدم فهم سبب تحول الأجسام المضادة لتقوم بدور سلبي، يؤكد الباحثون أهمية أخذ هذا العامل في الاعتبار في أبحاث الأجسام المضادة المستقبلية لتسريع تطوير علاجات مثالية لمضادات السموم.
انقلاب السحر على الساحر
ومن جانبه، يثني خالد محمدي، المدرس بكلية الصيدلة جامعة جنوب الوادي في مصر على نتائج الدراسة، كونها فتحت الباب لتساؤلات حول الآثار الأوسع للأبحاث المتعلقة بالأجسام المضادة، ليس فقط في سياق سم الثعابين، ولكن أيضا في مجالات أخرى.
ويقول محمدي لـ"العين الإخبارية": "قد يحتاج الباحثون، وفق نتائج هذه الدراسة، إلى استكشاف كيفية تصرف الأجسام المضادة في سيناريوهات مختلفة والنظر في الآثار الجانبية المحتملة أو النتائج غير المتوقعة".
لكن، ورغم الإشادة، يشدد محمدي على أن الدراسة كان ينبغي أن تقدم توضيحا للأسباب التي تجعل السحر ينقلب على الساحر، ليؤدي الجسم المضاد دورا سلبيا، بدلا من الدور الإيجابي، فلا تزال الآلية الكامنة وراء هذه الظاهرة مجهولة.
كذلك من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، هو ما أشار إليه الباحثون حول أهمية توقيت وطريقة إعطاء الأجسام المضادة.
ويوضح محمدي: "لم نفهم أيضا ما سبب فاعلية الأجسام المضادة في الوقت الذي حدده الباحثون، وهذا أيضا يحتاج إلى توضيح".
ويختم بالإشارة إلى أن فهم هذه العوامل يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة لتحسين استخدام الأجسام المضادة كمضادات.
aXA6IDMuMTQ1Ljk1LjIzMyA= جزيرة ام اند امز