أنطون تشيخوف.. سيد القصة القصيرة الذي قدّم روسيا للعالم في لوحات بديعة
في مثل هذا اليوم 15 يوليو/تموز، عام 1904، توفي الأديب الروسي أنطون تشيخوف، أحد أعظم كتّاب القصة القصيرة في التاريخ.
وُلد أنطون بافلوفيتش تشيخوف في عام 1860م، وهو ابن لتاجر بسيط. عانى مع عائلته من ضيق المعيشة في سنواته الأولى، إلا أنه تمكن من إنهاء دراسته الثانوية في عام 1879م، وانتقل إلى موسكو ليلتحق بكلية الطب بجامعتها، حيث تخرج في عام 1884م.
أنطوشا تشيخونتي
بدأت موهبته الأدبية في التبلور خلال دراسته في كلية الطب، إذ بدأ بكتابة القصص القصيرة والمشاهد المضحكة ونشرها في عدد من الصحف والمجلات الأسبوعية تحت أسماء مستعارة، أبرزها "أنطوشا تشيخونتي".
في ذلك الوقت، كانت روسيا تعاني من أزمات سياسية واجتماعية، وكانت الحكومة تنتهج سياسة قمعية تجاه الشعب وأي آراء معارضة.
تركت هذه الظروف أثراً كبيراً على كتابات تشيخوف، فبدأ في كتابة قصص قصيرة ساخرة ناقدة للأوضاع في البلاد، وقدم من خلالها لوحات إنسانية معبرة عن معاناة الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية، مما ميز أعماله بجمعها بين الكوميديا الساخرة والتراجيديا.
أبرز أعماله
نجح تشيخوف في ترك بصمة كبيرة في الأدب الروسي من خلال أعماله التي تنوعت بين الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات.
من أبرز أعماله الروائية والقصصية: "حكايات ملبومينا"، و"في الغسق"، و"أناس عابثون"، و"رجل مجهول"، و"الراهب الأسود"، و"حياتي"، و"المنزل ذو العلِّية"، و"السيدة صاحبة الكلب"، و"العروس".
أما في مجال المسرح، فأبدع في كتابة "النورس"، و"الخال فانيا"، و"الشقيقات الثلاث"، و"بستان الكرز"، و"غابة الشيطان".
تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات وحققت شهرة واسعة داخل روسيا وخارجها.
بعد تخرجه من كلية الطب، عمل تشيخوف كطبيب لفترة قصيرة قبل أن ينتقل للعيش في شبه جزيرة القرم في عام 1898 بسبب تدهور حالته الصحية.
تميزت كتاباته بالتركيز على النقد الاجتماعي والسياسي بأسلوب ساخر وناقد، ما جعلها محط اهتمام القراء والنقاد على حد سواء.
استطاع من خلال قصصه ومسرحياته تقديم تصوير دقيق وحساس للحياة في روسيا في تلك الفترة، ما أكسبه مكانة مرموقة في الأدب العالمي.
عاش تشيخوف حياة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنه تمكن من تحويل تلك التحديات إلى إبداع أدبي رائع.
أسهمت أعماله في إثراء الأدب الروسي والعالمي، حيث تناولت قضايا إنسانية واجتماعية بأسلوب فريد ومميز.
تُوفِّي أنطون تشيخوف في عام 1904م عن عمر يناهز أربعة وأربعين عاماً بعد صراع طويل مع مرض السل، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً خالداً لا يزال يحتفى به حتى اليوم.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg جزيرة ام اند امز