عاشت المغنّية السورية "أسمهان" فترة قصيرة، لكنها تركت أثرا كبيرا في عالم الفن، بفضل صوتها المختلف العابر للقلوب.
لم تحقق أسمهان شهرتها الواسعة بسبب صوتها، وإنتاجها الغنائي فقط، ولكن بسبب وفاتها أيضا والتي وقعت إثر حادث غامض، ومضت أيام وتعاقبت سنوات، ولم تظهر الحقيقة، ولم يعرف عشاق ساحرة الغناء من الجاني حتى هذه اللحظة.
وبمناسبة ذكرى وفاة أسمهان التي تحل الأحد 14 يوليو/ تموز 2024، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على جوانب مهمة من حياتها الشخصية والفنية.
من هي أسمهان؟
اسمها الحقيقي، آمال إسماعيل فريد الأطرش، ومن مواليد عام 1912، سورية الأصل، اضطرت مع أمها إلى مغادرة سوريا والاتجاه نحو مصر وهي طفلة، عقب نشوب الثورة الدرزية وانطلاق الثورة السورية الكبرى.
وفي العاصمة المصرية القاهرة، واجهت والدة أسمهان "علياذ المنذر" صعوبة كبيرة في مواجهة الحياة، واضطرت للعمل في الأديرة والغناء في "الأفراح"، وابتسم القدر للأسرة العريقة، عندما اكتشف الموسيقار داود حسني موهبة "آمال"، لتنطلق بعد ذلك في عالم الغناء وتتخلى عن اسمها القديم وتختار "أسمهان".
الحب والزواج
تزوجت أسمهان من الأمير حسن الأطرش عام 1933، وعاشت معه عدة سنوات في جبل الدروز، وعندما دبت الخلافات بينهما عادت للقاهرة، وأثمرت هذه الزيجة عن طفلة وحيدة هي "كاميليا".
بعد ذلك تزوجت من المخرج أحمد سالم، وقررت التركيز في الغناء والسينما، وعقب انفصالها عنه طالتها شائعات كثيرة منها السقوط في حب الصحفي الكبير آنذاك محمد التابعي، وتردد أيضا أنها تعاونت مع أجهزة استخباراتية بين الحرب العالمية الأولى والثانية.
من قتل أسمهان؟
عام 1944، تحمست أسمهان لبطولة فيلم من إنتاج الفنان الكبير يوسف وهبي وهو "غرام وانتقام" وبعد فترة من التصوير قررت الحصول على راحة، وطلبت إجازة قصيرة للسفر إلى مدينة رأس البر، وافق المنتج يوسف وهبي على منحها راحة.
وفي 14 يوليو سافرت رفقة مديرة أعمالها ماري قلادة، واستقلت سيارة "استديو مصر"، وشاء القدر أن تنحرف السيارة عن مسارها وتسقط في ترعة عند مدينة طلخا، وماتت وصديقتها عن عمر ناهز الـ 32 عاما.
وقيل وقتها إن الحادث مدبر، ووجهت أصابع الاتهام إلى زوجها الأول حسن الأطرش، والثاني أحمد بدر خان والثالث أحمد سالم، وقيل أيضا أن مخابرات دولية تقف وراء الحادث.
أعمال أسمهان
حققت أسمهان شهرة واسعة بمجموعة مميزة من الأغنيات منها "عاهدني يا قلبي، ليالي الأنس في فينا، بدع الورد، أنا اللي استاهل، إمتى حتعرف إمتى، الليل، الشروق والغروب، اعمل إيه عشان أنساك".
كما قدمت للسينما فيلمين فقط، الأول بعنوان "انتصار الشباب" إنتاج عام 1941، وشاركها البطولة شقيقها فريد الأطرش، والثاني فيلم "غرام وانتقام" بطولة وإخراج يوسف وهبي ورحلت قبل أن تنتهي من تصوير مشاهدها بالكامل.