كيف أعاد كونتي إنتر ميلان إلى القمة رغم البداية الكارثية؟
منذ قدوم أنطونيو كونتي إلى قيادة فريق إنتر ميلان في صيف 2019 بدا أن هيمنة يوفنتوس على الكرة الإيطالية في طريقها للانزواء.
لكن هذا الأمر لم يكن باليسير، حيث عانى كونتي في موسمه الأول مع إنتر ميلان، وفشل في التتويج بأي لقب، ولم تكن البداية بعيدة عن ذلك في الموسم الثاني، الذي شهد توديع دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، والخروج من كأس إيطاليا ضد يوفنتوس.
لكن الإنتر نجح في النصف الثاني من الدور الأول في تحويل نتائجه في البطولة المحلية بشكل لافت للنظر، حتى وصل به الأمر لتصدر جدول ترتيب الدوري الإيطالي حاليا، بفارق 6 نقاط عن أقرب ملاحقيه ميلان، قبل 12 جولة من النهاية.
وفي تحليلها للتحول الذي حدث للنيراتزوري، قالت صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" إن أدوار المدافعين قد تحولت في الفريق عقب الخسارة 0-2 من ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، في نوفمبر/تشرين ثان الماضي.
كما أكدت أن المردود الدفاعي للظهيرين أشرف حكيمي وكريستيان إريكسن، والجناح إيفان بريسيتش، تحسن بشكل كبير مما عاد بالنفع على الفريق، وانعكس على نتائجه.
وقد تسبب هذا الأمر في تحول كبير، حيث لم يستقبل الإنتر على مدار شهرين إلا هدفا واحدا من اللعب المفتوح في الدوري الإيطالي، جاء في لقاء بارما الذي انتهى لصالح النيراتزوري، كما نجح الفريق في الحفاظ على نظافة شباكه 7 مرات في 9 مباريات، ولم يتلق إلا هدفين في تلك الفترة.
وتحول إريكسن من لاعب لا يريده كونتي مطلع الموسم الحالي إلى محور رئيسي في خطة المدير الفني السابق لتشيلسي الإنجليزي، وهو جزء من الطبيعة الدرامية للعبة كرة القدم وكيفية التحول من السيئ إلى الأفضل والعكس في أسابيع قليلة.
وقد أثبتت المقارنات مع أرتورو فيدال أن إريكسن يمنح الفريق قوة إيجابية في الخط الأمامي وفي أداء الأدوار الدفاعية أكثر من المندفع التشيلي، حتى إن صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية قالت إن غياب إريكسن يعقد الأمور لكونتي في تطبيق فكره الفني.
ونجح إريكسن في فرض نفسه على تشكيلة الإنتر ليشارك حتى الآن في 23 مباراة سجل فيها هدفاً جاء في ديربي كأس إيطاليا ضد ميلان.
الاسم الثاني هو أشرف حكيمي المدافع المغربي، الذي عانى في بداية الموسم من بداية سلبية كادت تنهي مشواره مع الإنتر مبكراً، بل إن تقارير في الصحافة الإنجليزية زعمت أن هناك اتجاها لبيعه.
وقد ارتكب حكيمي خطأ قاتلا ضد فريقه السابق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، لكن المدافع العربي حظي بدعم مدربه كونتي، الذي قال عنه: "لقد لعب موسمين في دورتموند والدوري الألماني أقل تكتيكياً من الإيطالي".
وقد ثبتت فيما بعد صحة كلام كونتي بعدما تحسن المردود الدفاعي للفريق في آخر شهرين.
أما العنصر الثاني فتمثل في القوة الهجومية للإنتر، المتمثلة في لاوتارو مارتينيو (13 هدفاً) وروميلو لوكاكو (18 هدفاً)، والتي تمنح الفريق أفضلية عن يوفنتوس وميلان اللذين يعتمدان في الأساس على الثنائي البرتغالي كريستيانو رونالدو والسويديزلاتان إبراهيموفيتش فقط.
العنصر الثالث يتمثل في خبرة الفريق الجماعية ككل، ويقول كونتي عن ذلك: "لقد تعلمنا متى نختار أن نهدأ ومتى يجب أن نندفع، لقد قمنا بعمل كبير لنصنع هذا الخليط الرائع، كان يجب أن نأخذ هذه الخطوة وأن نكون أكثر ثباتاً دفاعياً وهجومياً".
وشدد كونتي على أن تتويج الإنتر بالدوري الإيطالي يحتاج "أن نتعامل مع كل المباريات الـ12 المتبقية كأنها نهائيات، لقد نضجت هذه المجموعة خاصة فيما يخص الرغبة والجوع للنجاح".
ولم يحقق الإنتر لقب الدوري منذ آخر تتويج له في موسم ثلاثية البرتغالي جوزيه مورينيو 2009-2010، بينما فاز ميلان باللقب في الموسم التالي، ثم احتكر يوفنتوس البطولة منذ ذلك الحين.