تسريب التشكيلة الحكومية يشعل سجالا بين عون وميقاتي
تبادل الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي الاتهامات بشأن تسريب التشكيلة الحكومية التي قدمها الأخير.
وكان ميقاتي سارع، صباح الأربعاء، وبطريقة مفاجئة إلى تقديم تشكيلة حكومية إلى رئيس البلاد، ولم يكشف عن تفاصيلها تاركا الأمر في عهدة رئيس البلاد.
- حكومة لبنان.. ميقاتي قدّم تشكيلته بانتظار "رأي عون"
- الراعي يدعو للإسراع بتشكيل حكومة لبنان وصولا لـ"رئيس إنقاذي"
وقال ميقاتي، في تصريح مقتضب بعد اللقاء: "سلّمت التشكيلة الحكومية التي أراها مناسبة في هذه الظروف"، مشيرا إلى أن "عون طلب وقتا لدراستها".
ولم يمض وقت طويل حتى بدأت التسريبات عن التشكيلة، فيما نشرت إحدى وسائل الإعلام المحلية التشكيلة كاملة بخط ميقاتي مرفقة بملاحظات بخط اليد يبدو أن عون قد وضعها.
وبينت التسريبات تعديلا وزاريا طفيفا على الحكومة الحالية طال بشكل أساسي وزير الطاقة المحسوب على رئيس الجمهورية، وليد فياض، حيث استبدله ميقاتي بوزير مقرب منه هو وليد سنو، ووزير الاقتصاد أمين سلام، المقرب من جبران باسيل صهر الرئيس، وتم استبداله بوزير الصناعة في الحكومة الحالية جورج بوشكيان، وترافقت التسريبات بحملة من أنصار "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه باسيل، على ميقاتي.
وقال التلفزيون الناطق باسم رئاسة الجمهورية و"التيار الوطني الحر" إن "تشكيلة ميقاتي قُدمت بقصد عدم الموافقة عليها وهي مؤشر أولي على أنه لا يريد حكومة قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون".
واتهم المستشار الإعلامي لميقاتي فارس الجميل دوائر القصر بتسريب الرسالة وقال: "ما حدث من تسريب هذا المساء للتشكيلة الحكومية الجديدة معيب".
وأضاف: "هذه التشكيلة كان يفترض أن تبقى سرية بين الرئيسين، ونقول لمن سربها إذا كان المقصود بالتسريب تعطيل عملية تشكيل الحكومة فالرسالة وصلت".
واعتبر في تصريح آخر أن "التشكيلة الحكومية التي قدمها ميقاتي إلى عون هي للتشاور وإبداء الرأي، وليس صحيحا أنه قدمها من منطلق الفرض أو عدم الرغبة بتشكيل الحكومة".
ولفت إلى أن "عون يجب أن يكون أكثر المستعجلين لتشكيل حكومة جديدة تواكب الأشهر الأخيرة من عهده".
تصريح الجميل استدعى ردا من مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية، أكدت فيه أن "القصر الجمهوري ليس مصدر تسريب التشكيلة الحكومية التي وزعت بعد ظهر اليوم على وسائل الإعلام".
وأشارت إلى أنه "ليس من عادة دوائر القصر اعتماد هذا الاسلوب وأن ما تريد قوله أو نشره، توزعه بالطرق الرسمية ووفقا للأصول".
إلّا أن السجال لم ينته عند هذا، فقد أصدر المكتب الإعلامي لميقاتي بياناً موجهاً إلى "مَنْ نفى التسريب" وعمد إلى توزيع خبر عبر أحد المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي مفاده بأنّ "الفريق المحيط بالرئيس ميقاتي هو من سرّب المسودة".
وأوضح أنّ "أسماء من سرّب التشكيلة ومن سُرّبت إليه من الصحفيين معروفة وموثقة بالوقائع والأدلّة، ومن الأفضل ألّا يلعب المسرّبون بنار تؤذي زملاء نحترمهم ونقدرهم".
وأكد أنّ "عجلة التسريب فضحت المسرِّب الذي أبقى على علامات بالغة الدلالة على النسخة المسرّبة، ففضحته".
كما أكد البيان أنّ "القصد من تسريب التشكيلة واضح للعموم، والرسالة وصلت، ونعلن وقف السجال لإنجاح السعي الحثيث لتشكيل الحكومة وصونا لمقام رئاسة الجمهورية".
وكان ميقاتي أعلن في وقت سابق أن "قرار تقديم التشكيلة لرئيس الجمهورية اتخذه ليلاً وكتبه بخط يديه بعد أن تعفف الجميع عن المشاركة وأصبحت الخيارات ضيقة".
ويشي السجال بصعوبة الاتفاق على حكومة، على الرغم من أن ولاية هذه الحكومة الدستورية في حال تشكلت لا تتجاوز 4 أشهر، بحيث تصبح بحكم الساقطة دستوريا عند انتخاب رئيس جمهورية جديد فور انتهاء ولاية عون في 30 أكتوبر/تشرين الأول، فيما يرجح مطلعون أن تبقى حكومة تصريف الأعمال الحالية حتى انتهاء عهد عون.