خبراء لبنانيون عن انتقاد عون لـ"حزب الله": "مسرحية" بين حليفين
اعتبر خبراء وسياسيون لبنانيون، أن انتقاد الرئيس ميشال عون لـ"حزب الله" ما هو إلا "مسرحية جديدة" بين حليفين، بحسب وصفهم.
وفي خطوة نادرة، انتقد الرئيس اللبناني ميشال عون حليفه الوحيد "حزب الله" في كلمة متلفزة، سماها كلمة مصارحة للبنانيين.
وفي تصريحات واضحة، تحدث عون عن سلاح الحزب، وأشار إلى أن المسؤولية الأساسية هي للدولة اللبنانية، التي تضع وحدها الاستراتيجية الدفاعية وتسهر على تنفيذها.
وانتقد الرئيس اللبناني تعطيل "حزب الله" الحكومة، متسائلاً: "بأي شرع أو منطق أو دستور، يتم تعطيل مجلس الوزراء، ويُطلب منه اتخاذ قرار ليس من صلاحياته، ويتم تجميد عمله بسبب مسألة لا تشكّل خلافاً ميثاقياً؟" بحسب قوله.
ويعطل "حزب الله" الحكومة اللبنانية بسبب إصراره على اتخاذها قرارا بتغيير المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، وهو ما يرفضه عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بسبب عدم قدرة السلطة التنفيذية التدخل في عمل القضاء.
جزيرة منعزلة
وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد نمر، إن عون "أطل بمسرحية جديدة لا تختلف عن سابقاتها."
وقال نمر لـ"العين الإخبارية": "كالعادة الرئيس (اللبناني) كان يخاطب نفسه، يتحدث عن مشاكل وأزمات كان جزءاً من صناعتها، ويسأل عن الأسباب وكأنه يعيش في جزيرة معزولة، وكأنه ليس رئيساً للجمهورية أو مسؤولاً في هذا البلد".
وأضاف: "رئيسنا في لبنان شارك في حماية سلاح حزب الله في المحافل الدولية وأمام الأمم المتحدة، ويأتي اليوم ليتحدث عن استراتيجية دفاعية"، مع الإشارة إلى أن من وعود ميشال عون عند انتخابه تمثلت ببحث الاستراتيجية الدفاعية، ولكن مرت 5 سنوات ولم يبحث أي شيء "بل رمى الجمهورية (اللبنانية) بحضن حزب الله وإيران".
وأشار المحلل السياسي اللبناني إلى أن "عون تسبب بأزمات مع دول الخليج سواء عبر صهره، وخطف وزارة الخارجية، وعدم إدانة الهجمات التي تتعرض لها دول الخليج وخصوصا السعودية أو عبر سياسة الارتماء بالحضن الإيراني أو عبر وزير خارجيته شربل وهبة وتصريحاته، واليوم يأتي ليقول إنه يريد أفضل العلاقات مع دول الخليج".
وتابع: "عون فشل في أن يكون رئيسا لجميع اللبنانيين، وحوّل القصر الرئاسي إلى مركزا حزبيا للعائلة والتيار الوطني الحر، والآن يدعو إلى حوار وطني".
وختم: "كان الأجدى برئيس الجمهورية أن يعلن استقالته بدلا من هكذا خطاب انتخابي خفيف من خطابات دعم صهره وتياره".
استخفاف بالشعب
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري إنه "بأسلوب مشوّق أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مركز البطريركية المارونية في بكركي يوم عيد الميلاد، أن الكلام لن يكون من الصرح بل انتظروني الإثنين 27/12/2021، فحبس اللبنانيون الأنفاس لتأتي الكلمة دون مستوى الأزمة التي تعصف بالبلاد".
وأضاف العاقوري في حديث لـ"العين الإخبارية": "فهو كعادته لجأ إلى الشعارات والطروحات المدغدغة التي في غير وقتها، ولم يسم الأشياء بأسمائها، كأنه يصرّ على لعب دور الوسيط، عوضا عن أن يفرض نفسه كرئيس جمهورية ويحكم كرجل دولة".
وتابع: "المؤسف أن عون يستخفّ بعقول اللبنانيين حين يضع نفسه خارج المنظومة، ويتحدث عن أنه (دعا إلى أكثر من لقاء ومؤتمر وطرح حلولاً) ولكن أهل المنظومة رفضوا أن يتخلوا عن أي مكسب، ولم يحسبوا أي حساب للناس".
ورأى أن عون "يصرّ على ممارسة الإنكار، ويدعو إلى الحوار وهو يدرك أن ثقة الشعب اللبناني والمجتمعين العربي والدولي مفقودة به وبكل الطبقة الحاكمة من جهة، وأنه هو وحليفه (حزب الله) انقلبا على طاولة الحوار الوحيدة المنتجة، والتي أثمرت في زمن الرئيس ميشال سليمان عام 2012 عن إعلان بعبدا الذي ارتكز على مبدأ الحياد من جهة أخرى".
وتابع العاقوري: "قبل أن يطرح (عون) مسألة الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، ليته يسأل حليفه حزب الله لماذا رفض تقديم تصوره عن هذه الاستراتيجية خلال طاولة حوار 2012؟".
وأكمل: "يشكو العماد عون من تعطيل البلاد، ولم ينس الشعب اللبناني كيف برّر لحليفه الثنائي الشيعي تعطيل البلاد لسنتين عام 2006، وكيف تعطلت البلاد لسنتين كي يصل إلى بعبدا وكيف جاهر بتعطيل تشكيل الحكومة لأشهر من أجل تعيين صهره النائب الحالي جبران باسيل وزيرا".
وختم العاقوري "يسأل ما هو المبرر لتوتير العلاقات مع الدول العربية والتدخل في شؤون لا تعنينا؟ أليس الأجدى أن يسأل حليفه "حزب الله" الذي لا يفوت فرصة للهجوم عليها؟".
لا مصداقية
ورداً على دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى الحوار، غرّد الرئيس السابق ميشال سليمان عبر "تويتر": "لا مصداقية لأي حوار لا يبدأ من حيث انتهى الحوار الذي سبقه"، ويقصد إعلان بعبدا الذي دعا إلى تحييد لبنان.
وغرد عضو كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه وليد جنبلاط، النائب فيصل الصايغ قائلاً: "بالنسبة لمواضيع التعطيل التي ذكرتها، أقلّه نصفها مسؤول عنها صهرك ورفاقه.! والنصف الباقي مسؤول عنه حلفاؤكم.! هذه هي الحقيقة."
وعلّق النائب اللبناني السابق فارس سعيد على كلمة عون بتغريدة كتب فيها: "المسؤول يطرح حلّا فخامة الرئيس، الحلّ واحد استقالتك ضرورة لأنك أعلنت الليلة عجزك عن تأمين مصلحة لبنان.. نحترمك احترمنا".
أما العميد المتقاعد خليل الحلو، فكتب عبر صفحته على فيسبوك: "حضرتك فخامة الرئيس رفضت الدخول في الاستراتيجية الدفاعية منذ بداية عهدك، تماشيا مع رغبة حليفك اللامشروط حزب الله، الذي كان قد رفض بدوره الدخول بها على طاولة الحوار في عهد الرئيس العماد ميشال سليمان، وقد نسف في حينه هو وإياكم طاولة الحوار، وسقط صاروخان على قصر بعبدا مثيران للريبة".
وأضاف: "والآن بعد انقضاء أكثر من 5 سنوات من عهد حضرتكم لا أعتقد أن دعوتكم لوضع استراتيجية دفاعية هي جدّية".
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA= جزيرة ام اند امز