معاناة عمالقة التكنولوجيا في آسيا إثر هبوط شعبية "آيفون" في الصين

هبوط مبيعات الهواتف الذكية في الصين خصوصا آيفون يضرب أرباح الشركات الآسيوية مصنعة مكونات الهواتف.

هبطت شحنات الهواتف الذكية في الصين إلى أقل معدل في 6 سنوات خلال فبراير/شباط الماضي، وهي علامة على نشوب أزمة جديدة تواجه "سامسونج" الكورية و"أبل" الأمريكية، اللتين تسبب تراجع مبيعاتهما في الصين والعالم بشكل أشمل في معاناة عمالقة التكنولوجيا بآسيا. 

وتراجعت شحنات الهواتف الذكية إلى الصين خلال فبراير/شباط الماضي بنسبة 20% عن الشهر نفسه في 2018، بإجمالي 14.5 مليون هاتف فقط، حسب أكاديمية الصين للمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، وهو أقل معدل منذ فبراير/شباط 2013 عندما كانت الشحنات 20.7 مليون هاتف فقط.

• الصين.. حي ديجيتال بدعم من الشركة المصنعة لـ"آي فون"
• أستراليا تقاضي أبل بتهمة "الخداع" بسبب آي فون

وكانت "أبل" قد صدمت أسواق البورصة العالمية في مطلع العام الجاري بتحذيرها من الهبوط الشديد لمبيعات "آيفون" في الصين، ما سيجعلها تخفق في تحقيق المبيعات المستهدفة ربع السنوية للمرة الأولى منذ 15 عاما.

لكن بالنسبة إلى شركات التكنولوجيا الآسيوية التي تمد "أبل" ومصنعين آخرين للهواتف الذكية بالرقاقات والمكونات، فإن إخفاق "أبل" كان واضحا منذ شهور، بداية من مصنعي الرقاقات وحتى الصفائح شهد آخر ربع في 2018 هبوطا مفاجئا وسريعا في الطلب، خاصة في الصين.

وبين تلك الشركات كانت "نانيا" التكنولوجية، وهي أحد أضخم مصنعي نوع من رقاقات الذاكرة يدعى "ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية"، التي شهدت تجميدا مفاجئا في الطلب منذ الربع الثالث خلال العام الماضي، وما زالت تواجه أزمات تدفعها إلى تعديل الأسعار حتى الآن، حسب ما قاله رئيس الشركة لي بينج.

وأشارت وكالة "نيكي آسيان ريفيو" اليابانية إلى أن شركات التكنولوجيا في آسيا تواجه مشكلتين متداخلتين ومتشابكتين، هما هبوط مبيعات الهواتف الذكية وتباطؤ الطلب في الصين.

وانخفضت شحنات الهواتف الذكية إلى 1.44 مليار وحدة خلال 2018، في هبوط بنسبة 4.1% عن 2017، وهو ما يعد ثاني عام على التوالي تعاني صناعة الهواتف الذكية من تراجع الطلب، لكن ما أزعج الصناعة أكثر هو تراجع الطلب بنسبة 20% في الصين، أكبر أسواق الهواتف الذكية في العالم.

وينعكس ذلك على توقعات الأرباح التي كان يعتقد المحللون أنها ستدفع 300 شركة آسيوية إلى عام آخر من النجاح المبهر بعد 2018، لكن حاليا يقدر المحللون أن إجمالي نمو الأرباح خلال 2019 قد يبلغ 4.4% فقط لتفقد الصناعة الزخم.

وألحق هذا التراجع الحاد أضرارا هائلة لمصنعي مكونات الهواتف الذكية، فهبوط الطلب في الصين كان كبيرا جدا لدرجة أن أكبر 3 شركات مصنعة لشاشات الهواتف "إل جي" و"إنولوكس" و"إيه يو أوبترونكس" انخفضت أرباحها بإجمالي 3.7 مليار دولار أمريكي خلال العام الماضي.