الصين.. حي ديجيتال بدعم من الشركة المصنعة لـ"آي فون"
الحي سيتم تزويده بأحدث نظم الكشف عن الدخان، وبرامج التعرف على الوجه من خلال غرف تحكم مركزية
تسعى شركة "فوكسكون" المتخصصة في صناعة الإلكترونيات، إلى إدخال التكنولوجيا إلى كل الخدمات في أحد الأحياء السكنية العتيقة بشنغهاي، ليصبح "حي ديجيتال" ، وذلك بموجب إتفاق تعاون مع حكومة المدينة.
وشركة "فوكسكون" تعد أكبر مصنَع للمكونات الإلكترونية في العالم، والتي تعمل على تصنيع منتجات مثل هاتف "آي فون" وبلاك بيري، آي باد، آي بود، بلاي ستيشن3 و4، واكس بوكس لصالح شركاتهم.
وذكرت صحيفة "ساوت تشاينا مورنينج بوست" أنه بموجب الاتفاق، ستقوم الشركة بتجهيز مبان من حقبة الثمانينيات في منطقة يانج بو ببلدية بشنغهاي بأحدث نظم الكشف عن الدخان من أجل تحسين السلامة من الحرائق، وبرامج التعرف على الوجه التي يمكنها الكشف عن المتسللين المحتملين والاطلاع على بياناتهم من خلال غرف تحكم مركزية.
وقال لوو رينجي، المدير التنفيذي لوحدة الأعمال السحابية والشبكية بشركة فوكسكون، في مقابلة صحفية مع الصحيفة: "إننا نعمل على تضمين أجهزة إنذار الحريق وكاشفات الدخان وأجهزة استشعار درجة الحرارة وكاميرات التعرف على الوجه وعرض كل تلك البيانات على شاشة كبيرة مثبتة في غرف تحكم المركزية داخل المباني".
وأضاف لوو، أن الشركة تُجري محادثات مع حكومة شنغهاي حول توسيع المشروع التجريبي، إلا أنه رفض الإفصاح عن الأمور المالية للمشروع.
وكان المخططون الحضريون وسلطات المدن في جميع أنحاء العالم قد اعتمدوا تطبيق تكنولوجيا المعلومات لحل المشاكل المحلية منذ سنوات، ابتداءً من صناديق القمامة التي يمكن أن تُخطر شاحنات النفايات عندما يحين الوقت لجمع القمامة، إلى الإضاءة التلقائية بالشوارع المظلمة.
ولذلك وجدت فوكسكون، فرصتها لدفع أعمالها التجارية من خلال الربط بين العالم المادي والرقمي، عبر تقنية تُسمى "إنترنت الأشياء"، وهي تقنية يُقصد بها تواصل الأشخاص مع الحواسيب والهواتف الذكية عبر شبكة عالمية واحدة، ومن خلال بروتوكول الإنترنت التقليدي المعروف، إلا أن ما يميز إنترنت الأشياء أنها تتيح للإنسان التحرر من المكان، أي أن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى التواجد في مكان محدّد للتعامل مع جهاز معين.
وكان قد حظيت تكنولوجيا التعرف على الوجه باهتمام كبير في الصين والخارج، حتى أصبحت تُستخدم في محلات السوبر ماركت غير المأهولة وأجهزة الصراف الآلي، بل أصبحت تُستخدم أيضا كأداة أمنية لأجهزة الأمن العام وحتى على مستوى الأحياء السكنية من قبل شركات إدارة الممتلكات.
وتسعى شركة بكين سنسينغ تكنولوجي، وهي شركة ناشئة تعمل في المجتمعات الذكية، إلى كسب عقود من مطوري العقارات السكانية وشركات الإدارة لتضمين أنظمتها الأمنية في المجتمعات السكنية.
وقال ليانغ شيانس، وهو مدير منتج في شركة سنسينغ تكنولوجي، إن من شأن هذه الأنظمة جعل المجتمعات أكثر ذكاء وأكثر أمانا، فعلي سبيل المثال في أحد مشاريع التي تعمل بها الشركة في ينتشوان بشمال غرب الصين، فإن أبواب المباني تُفتح تلقائياً عند التعرف على السكان، ولا تُفتح قط للغرباء وذلك من خلال استخدام تقنية التعرف على الوجه.
وكذلك تسعى "فوكسكون" في مشروعها بالحي السكني بشنغهاي إلى تضمين أحدث تقنيات الكشف والترصد، على سبيل المثال، عندما تحدث أي واقعة حريق بمطبخ إحدى الشقق، يمكن لغرف التحكم تحديدها في غضون ثوانٍ، ما يسرع في عملية استدعاء لرجال الإطفاء من ثم تقليل الأضرار التي من الممكن أن تلحق بالممتلكات، فضلاً عن الخسائر في الأرواح البشرية.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز