الهواتف الذكية تُجبر نيكون اليابانية على غلق مصنعها بالصين
بعد ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية، تقلص سوق الكاميرات الرقمية المدمجة بشكل كبير، الأمر الذي جعل نيكون تغلق مصنعا في الصين
أعلنت شركة نيكون، وهي واحدة من أكبر منتجي البصريات ومنتجات التصوير في العالم، إغلاق أحد مصانعها في شرق الصين كجزء من عملية إعادة الهيكلة التي بدأتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
- بالفيديو.. "إيكيا" السويدية تعتذر عن إعلان "العوانس" في الصين
- إطلاق "نوكيا 2" ببطارية تصمد يومين دون شحن
وقالت نيكون، في بيان لها، نُشر على الإنترنت، إنه نظراً لارتفاع مبيعات الهواتف الذكية، فإن سوق الكاميرات الرقمية المدمجة قد تقلص بشكل كبير، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدل التشغيل لدى الشركة وخلق بيئة عمل صعبة، ولذلك قررت الشركة غلق مصنعها بالصين.
وذكرت شبكة أخبار التليفزيون الصيني الرسمي "سي سي تي في" أنه بنهاية سبتمبر الماضي، كان يعمل بالمصنع نحو 2885 موظفاً، وبما أن نيكون تمر بعملية إعادة هيكلة صناعية على مستوى الشركة، فلن يكون هناك أي تحويلات داخلية محتملة وسيتم تسريح جميع الموظفين المعنيين، وأن من شأن ذلك أن يخلق أزمة عمالة.
كما أشارت إلى أن هذا الانسحاب سيترك علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الكاميرات الرقمية في الصين، إن لم يكن في جميع أنحاء العالم، حيث إن الشركة اليابانية كانت تستحوذ على 30% من سوق الكاميرات الرقمية في الصين.
وبحسب البيانات المعلنة، بلغت خسارة الشركة 31.97 مليون يوان (4.81 مليون دولار) في عام 2015. وعلى الرغم من أنها تمكنت من تسجيل أرباح تشغيلية تقدر بـ 24.39 مليون يوان في عام 2016، والمتوقع أن ينكمش إلى 15.76 مليون يوان في عام 2017.
وفقا لما ذكرته صحيفة "نيكي اليابانية" تعكس وتيرة مبيعات نيكون تراجع سوق الكاميرات بشكل عام، حيث تقلصت الطلب العالمي على الكاميرات الرقمية المدمجة إلى عُشر ذروتها خلال عقد من الزمان.
ولذلك قررت العلامة التجارية توجيه تركيزها في الفترة القادمة على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية مثل الزجاج البصري والأدوات البصرية الطبية.
- مبيعات هائلة لـ"آيفون إكس" خلال دقائق من فتح باب الطلبات
- "أبل" تفتح باب الطلبات المسبقة لشراء "آيفون إكس"
تعد نيكون من بين العديد من الشركات المُصنعة للتكنولوجيا العاملة في الصين التي تلجأ إلى إغلاق أعمالها في البلاد فى ظل تضييق هوامش الربح، وغالبا ما تتجه نحو بدائل ذات تكاليف عمالة أرخص، وحوافز استثمارية أكثر جاذبية مثل دول جنوب شرق آسيا.
وقال لى جين، كبير الباحثين فى معهد بحوث المشاريع الصينية، وهو معهد فكرى تدعمه الحكومة في بكين، "نتوقع أن يكون هناك المزيد من عمليات إغلاق المصانع من قبل الشركات متعددة الجنسيات في الصين في المستقبل القريب".
وأضاف "أن هذا الأمر سيخلق مشكلة في العمالة التي سيتم تسريحها، ولكن من النظرة الإيجابية فتلك الشركات متعددة الجنسيات ستترك وراءها أيضاً قوة عامله مُدربة يمكن استخدامها من قبل القادمين الجدد".
غير أن نيكون قالت إنها مازالت ملتزمة بالصين وأن مصانعها في مقاطعتي قوانغدونغ وتشجيانغ التي تتعامل مع خدمات التسويق والمبيعات ذات الصلة لم تتأثر بعملية إعادة الهيكلة هذه.
وأضافت أن هذه الخطوة لم تكن تتعلق بمخاوف تكلفة الإنتاج في الصين، حيث أشار الكثير من الاقتصاديين إلى أن ارتفاع تكاليف الأراضي والعمل والبيئة في الصين يعوق القدرة التنافسية للصين كوجهة استثمارية للشركات الأجنبية.
وكانت قد استمرت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين في الانخفاض للسنة الثانية على التوالي، إلا أن الرئيس الصيني قد وعد في 18 أكتوبر/تشرين الأول خلال تقريره عن العمل الذي عرضه أمام المؤتمر العام للحزب الشيوعي في بكين، بمنح المستثمرين الأجانب المزيد من فرص الوصول إلى الأسواق الصينية وذلك من أجل تعزيز الثقة الدولية في الأسواق الصينية.