"العين الإخبارية" ترصد تطبيق تقنية الفيديو في "امتحانات آداب المنصورة" بمصر (خاص)
يبدو أن أجواء بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي انتهت قبل أيام، ما زالت تسيطر على الساحة العامة في مصر.
فمع اعتماد مباريات كرة القدم على تقنية الفيديو "الفار"، وجدت كلية الآداب في جامعة المنصورة بدلتا مصر، ملاذها في نفس التقنية، للسيطرة على سير امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مجموعة صور للقطات رصدتها كاميرات المراقبة داخل قاعات كلية الآداب بجامعة المنصورة، لحظة خوض الطلاب امتحاناتهم بغرض منع وقوع عمليات الغش، في ظاهرة جديدة حظيت باهتمام كثيرين.
كواليس التطبيق
للوقوف على تفاصيل تطبيق هذه التقنية، تواصلت "العين الإخبارية" مع الدكتور محمود سليمان الجعيدي، عميد كلية الآداب بجامعة المنصورة، والذي بدوره كشف كواليس التخطيط والتنفيذ، واستعرض النتائج المترتبة على اللجوء إلى هذا الأمر.
أوضح "الجعيدي" أن قاعات التدريس بالكلية بطبيعة الحال مزودة بعدد من كاميرات المراقبة، كما هو الحال داخل بقية الكليات بجامعة المنصورة، وهذا بغرض تأمين الأماكن من السرقات ورصد أي مشكلة تحدث.
من هذا المنطلق، حاول العميد الاستفادة من هذه الإمكانات لضبط عملية سير الامتحانات، حتى قرر "الاعتماد عليها بشكل أساسي في مراقبة أداء الطلاب لامتحاناتهم وإعلامهم بهذا الأمر".
طريقة التطبيق
بحسب ما رواه "الجعيدي" لـ"العين الإخبارية"، في حال ملاحظة مراقب اللجنة وجود عملية غش، سيعرض الطالب المخالف على الشؤون القانونية للتحقيق معه، وفي حال إنكار الأخير سيلجأ المحقق لإبلاغ العميد بما وقع، ومن ثم يتم الاحتكام لكاميرات المراقبة للتأكد من صحة الواقعة، فهي "وسيلة لإثبات أو نفي الواقعة مثلها مثل الفار في كرة القدم".
تؤدي هذه المهمة 128 كاميرا، يطلع على بعض منها العميد داخل مكتبه، فيما يتكفل موظفو الأمن بالكلية بمتابعتها بشكل دائم، وحال ملاحظتهم لأي مخالفات يخطرون العميد مباشرةً وفق إشارته.
نوه "الجعيدي" بأن الكاميرات لديها ذاكرة تخزين يمكنها تسجيل وقائع 45 يومًا كاملًا، ويمكن خلال هذه الفترة العودة لليوم والساعة والدقيقة التي تشهد واقعة الغش، وتحديد مكان الطالب المخالف، للتحقق من الأمر.
مردود إيجابي
يعتبر "الجعيدي" أن الاعتماد على تقنية الفيديو لا يدع أي مساحة للطالب المخالف لإنكار فعلته، موضحًا أن حالات الغش انخفضت بشكل ملحوظ بموجب هذا الإجراء: "في السابق كانت 400 حالة في الفصل الدراسي الواحد، الآن باتت أقل من 100 حالة".
ذكر العميد أنه في بعض الأحيان يطلع بنفسه على ما تعرضه كاميرات المراقبة داخل مكتبه، وفي حال ملاحظته وجود عملية غش سيحيل الطالب من جانبه فورًا للتحقيق أمام الشؤون القانونية، أما في حال ضبطه من جانب المراقب قد يجري اللجوء لتقنية الفيديو في اليوم التالي.
العقوبات الموقعة وطرق الغش
أشار "الجعيدي" إلى أن العقوبات التي توقع على المخالفين في حالات الغش تتدرج، وفقًا لما ينص عليه قانون تنظيم الجامعات، والتي قد تنتهي إلى "إلغاء مادة أو اثنتين، أو إلغاء ترم دراسي أو عام دراسي، أو إلغاء الامتحان"، وهو ما يتوقف على حجم الخطأ.
وكشف العميد أن الهواتف المحمولة والساعات الذكية من أكثر الوسائل المستعملة في عمليات الغش، وتأتي بعدها الأوراق صغيرة الحجم.
وعن سر عدم سحب الهواتف المحمولة قبل خوض الطلاب للامتحان، شرح "الجعيدي": "الموبايلات باتت جزءًا أصيلًا، والقاعة قد يتواجد فيها 200 طالب، أي في المجمل يبلغ العدد الآلاف، وبالتالي سحب هواتف هذا العدد الكبير وإعادته أمر صعب".
تابع: "لذلك قررنا حظر اصطحاب الطالب للموبايل، ومن يثبت استعماله للهاتف المحمول خلال الامتحان فهذا يعتبر شروعا في الغش".
ردا على الانتقادات
بحسب "الجعيدي"، اعتبر بعض الطلاب أن اللجوء إلى تقنية الفيديو هو "انتهاك للخصوصية"، وهو ما رد عليه بقوله: "هذا غير صحيح. القاعة هي قاعة عامة وليست خاصة".
كما دعم وجهة نظره بالقول: "الانتهاك يقع إذا كنا نعلن عن هذه اللقطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأي وسيلة إعلامية، لكن في الحقيقة الأمر خاص بالعميد والمحقق فقط لا غير".
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز