الذكاء الاصطناعي في الشركات.. هل يطيح بالبشر من مناصب إدارة العمليات؟
أصبح الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي الآن مدمجا في أغلب جوانب العمليات التجارية، من برامج المحادثة الآلية إلى متابعة وتسجيل الائتمان،والقروض، بينما تعمل التكنولوجيا على إعادة تشكيل الطريقة التي يتم بها بناء وإدارة تلك العمليات التجارية.
ووفقا لتقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز، تخضع أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه حاليا للاستخدام المتزايد من قِبَل الحكومات والشركات على المستويات العليا نظرا لقوة هذه الأنظمة في اتخاذ القرارات المعقدة بوتيرة سريعة وبدقة يصعب على البشر مضاهاتها.
تعيين الذكاء الاصطناعي للإدارة
ونما نشر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عبر وظائف الأعمال المتعددة بشكل كبير في السنوات الأخيرة. فقد وصلت خوارزميات التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية وتحليل البيانات المتقدمة إلى مستويات من التعقيد لم تكن متخيلة قبل عقد من الزمان.
ويتعين الآن على مجالس الإدارات في المؤسسات والشركات أن تفكر في تعيين تقنية ما من الذكاء الاصطناعي كرئيس تنفيذي للعمليات.
وفي حين يبدو هذا أمر بعيد المنال، لكن الواقع هو أنه قد يحدث بسهولة، وقريبا. وهناك ثلاثة عوامل رئيسية تدعم هذا التوقع: التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والطلب على الكفاءة التشغيلية، والحاجة إلى اتخاذ القرارات القائمة على البيانات.
ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تؤدي مهام معقدة تتطلب اتخاذ قرارات على نفس القدر من الخبرة والرشاقة، والتخطيط الاستراتيجي، وحتى حل المشكلات بطريقة إبداعية حيث إن البشر غير مجهزين للقيام بذلك على النطاق الذي تستطيع الذكاء الاصطناعي نفسه القيام به.
وربما تجد الشركات الآن طرقًا لتبسيط العمليات وخفض التكاليف وتحسين الإنتاجية بمعدل غير مسبوق ويمكن لمدير العمليات في مجال الذكاء الاصطناعي توقع وتخطيط وتنفيذ وتيرة وحجم الكفاءة التشغيلية بطرق لا يستطيع الإنسان الذي يقوم بنفس الوظيفة أن يضاهيها.
العمل على مدار الساعة
وعلى عكس مدير العمليات من البشر، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون تعب، ومعالجة كميات هائلة من المعلومات بسرعة البرق، واتخاذ قرارات تعتمد على البيانات بدقة.
وعلى سبيل المثال، يمكن لمدير العمليات في مجال الذكاء الاصطناعي الإشراف على لوجستيات سلسلة التوريد، وضمان تخصيص الموارد على النحو الأمثل والتخفيف من الاضطرابات المحتملة بشكل استباقي.
وتتمثل القوة العظمى للذكاء الاصطناعي في قدرته على اتخاذ القرارات القائمة على البيانات. وتولد الشركات الحديثة كميات هائلة من البيانات، ومن ثم فالقدرة على تحليلها بسرعة ودقة أمر بالغ الأهمية وسوف يتفوق مدير العمليات في مجال الذكاء الاصطناعي في هذا.
وفي مجالات مثل التسويق والمبيعات، يمكن لمدير العمليات في مجال الذكاء الاصطناعي تحليل أنماط سلوك المستهلك في الدورة الكاملة، والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وتطوير استراتيجيات لتتناسب معها.
قرارات المدير التنفيذي معقدة
ولكن في حين يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي مهمة مدير العمليات إلا أنه لا يمكن تعيينه في دور الرئيس التنفيذي حيث يتمتع الرؤساء التنفيذيون بمكانة فريدة ومعقدة في التسلسل الهرمي للشركات حيث أنه لا يزال يتعين على الرؤساء التنفيذيين من البشر التعامل مع المهام المتعلقة بالأشخاص، وتقديم الحدس والتعاطف في عالم مدفوع بالتكنولوجيا بشكل متزايد.
وكما أن الذكاء الاصطناعي غير قادر حاليًا على تحمل مهمة اتخاذ القرارات الدقيقة والتسويات المطلوبة على المستوى التنظيمي، تتوقع الهيئات التنظيمية والمساهمون أن يكون الرؤساء التنفيذيون مسؤولين عن قراراتهم وأفعالهم.
ولكن يبقى من المتوقع أن يصبح تعيين مدير عمليات متخصص في الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة في واحدة من أكبر شركاتنا في المستقبل القريب.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز