اعتاد كثيرون حول العالم في شهر إبريل من كل عام اختلاق الكذب على سبيل المزح و إضفاء أجواء من المرح.
اعتاد كثيرون حول العالم في شهر أبريل من كل عام اختلاق الكذب على سبيل المزاح و إضفاء أجواء من المرح بين بعضهم البعض تحت مسمى "كذبة إبريل"، إلا أن الشرائع السماوية قد يكون لها رأي آخر في هذا النوع من الكذب.
الإمام الدكتور علي جمعة المفتي السابق للديار المصرية، خصص على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحديثا يرصد رأي الشريعة الإسلامية في الأمر تحت هاشتاق #الكذب من الكبائر.
وقال مفتي الديار المصرية السابق، إن الكذب من الأمور التي نهي عنها رسول الله ﷺ نهيا تاما، سواء أكان كذبا مفردًا أو كذبا منهجًا، لأن هناك من المناهج ما هو كاذب، وما هو يعتمد عليه الكذب في ذاته.
وتابع: سيدنا رسول الله ﷺ يقول: "لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب صديقًا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب كذابا"، ويُقال: الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك.
وأضاف، أما حكاية الكذبة البيضاء فهي مترجمة من اللغة الأجنبية، وكانوا يعنون بها أولا كذب الأطفال، فالكذبة البيضاء بمعني الكذبة التي يمارس فيها الطفل خياله، يمارس ذلك ممارسة لتناقض الواقع عند الطفل في خياله فتصدر مثل هذه المخالفات للواقع فيتقمص شخصية الآخرين وهو يرد علي التليفون مثلا فكأنه يلعب ويلهو ويمارس شيئا من الخيال لا يقصد به شيئا.
واستطرد الشيخ علي جمعة، كذلك سموه بالكذب الأبيض وأجروا دراسات على الكذب حتى وصلوا إلى اختراع جهاز كشف الكذب سنة 1920 م، وهذا الجهاز يحقق 85% نتائج وليس 100% ولذلك انتقلوا بعد ذلك إلي حركات الوجه، والتعبيرات أيضا خاصة بعد تقدم الفيديو وغيره.
وأضاف في تدوينته، ووجدوا أن الوجه له 7 آلاف حركة، نستطيع من خلالها أن نكشف الكذب, ونكتشف أن هذا الشخص يقول كذبا الآن أو لا، وتقدموا في هذا المعنى جدا في الدراسات التي استقلت بعلم "Sincelie" حول الكذب.
واختتم الإمام علي جمعة رأيه الديني بقوله: والحقيقة أنه ينبغي علينا أن نتبرأ من الكذب، وألا يكون منهجا لحياتنا فهو محرم في كل الديانات خاصة الإسلام، وقد يصل الأمر في الكذب إلى مرحلة كبيرة وهي الكذب على رسول الله ﷺ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، لأنه يخل بالتشريع.
وخلص جمعة إلى أن الكذب فيه افتراء على الله، لأن الله خلق واقعة معينة، وأنا بالكذب أقول لا، هناك واقعة أخرى، ولم يخلقها الله، كأني افتريت على الله، ومن هنا كان الكذب محرما في كل الديانات بكل ألوانه وأشكاله.
في المقابل أشاد مفتي مصر السابق بالاحتفال الذي يجري في الجمعة الأولى من إبريل في مصر بشكل خاص بيوم اليتيم، مؤكداً أن ذلك أفضل من جعل يوم للكذب.