ضوء برلماني أخضر قبل لقاء باريس.. هل يضع عقيلة وتكالة لبنة الحل بليبيا؟
مع وصول الانسداد السياسي في ليبيا إلى مرحلة وصفت بـ«الخطرة»، انخرط بعض أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، في جهود مشتركة، لحلحلة الوضع المأزوم، والدفع بالبلد الأفريقي إلى مرحلة الانتخابات التي أرجأتها «القوة القاهرة».
جهود قادت إلى اجتماع عقد في العاصمة التونسية قبل أيام، حضره نحو 140 عضوًا من المجلسين، تمخض عنه بيان جدد الالتزام بالقوانين الانتخابية التي يرفضها رئيس «الأعلى للدولة» محمد تكالة، وتشكيل حكومة وطنية جديدة تعمل على إنجاز الاستحقاق الانتخابي.
إلا أن ذلك الاجتماع، الذي لم يعلق عليه رئيسا المجلسين في حينه، كان يمهد للقاء طال انتظاره بين رئيسي المجلسين عقيلة صالح ومحمد تكالة في العاصمة الفرنسية باريس، لحلحلة النقاط الخلافية بين المجلسين، والدفع بملف الانتخابات قدمًا.
رسائل مغازلة
لقاء استبقه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، برسائل «مغازلة»، لتكالة، أكد فيها أنه «لا مانع من الحوار مع الجميع»؛ مشيرًا إلى أن «حل الأزمة الحالية يكون بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتتوحد السلطة في البلاد».
وفيما ثمّن رئيس البرلمان، دور أعضاء مجلس الدولة لـ«تجاوبهم وفهمهم للمرحلة الخطِرة التي تمر بها البلاد»، في الإشارة إلى لقاء تونس، أكد أن «الأمور جاهزة لإنهاء الأزمة بتشكيل حكومة واحدة مهمتها محدّدة في زمن محدّد».
وبحسب عقيلة، فإن «المبعوث الأممي عبدالله باتيلي متفهم لصحة القوانين الانتخابية ولضرورة تشكيل حكومة واحدة، فيما يدور الحوار الآن حول آلية تشكيل الحكومة»، في إشارة إلى الحوار المرتقب بينه وتكالة.
وأشار إلى أن «نقطة الاعتراض هي أن الدبيبة سُحبت منه الثقة، ولا يمكن الجلوس معه بصفته رئيسا لمجلس الوزراء»، محذرًا من أن «تأخير إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة واحدة يشكل خطرا على وحدة البلاد».
فهل تساهم تصريحات عقيلة في إنجاح لقاء باريس؟
بحسب مراقبين، فإن تصريحات عقيلة تكشف عن «توافق مبدئي» في المواقف بينه وتكالة حول ضرورة إجراء الانتخابات، إلا أنها لا تتقاطع في ضرورة تغيير حكومة عبدالحميد الدبيبة، والتي يبدي الأخير دعمه لها، مشيرين إلى أن لقاء باريس قد يمهد لحسم تلك النقطة.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وصل يوم الخميس إلى العاصمة الفرنسية باريس، في زيارة رسمية، قد يلتقي خلالها رئيس الأعلى للدولة محمد تكالة، ضمن مساع فرنسية، لحلحلة الانسداد السياسي الليبي.
مساع، أشار مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا بول سولير إليها في تصريحات سابقة، مؤكدًا أن باريس «حريصة على استمرار الاستقرار في ليبيا، ودعم جهود معالجة الأزمة السياسية الراهنة بهدف إجراء انتخابات شاملة ونزيهة»، مؤكدًا أن البلد الأوروبي سيقف إلى جانب ليبيا لـ«ضمان مشاركة جميع الأطراف الليبية في الانتخابات المقبلة».
هل يلتقط تكالة طرف الخيط؟
يقول رئيس مركز العرب للدراسات والأبحاث محمد فتحي الشريف، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن تصريحات عقيلة ستلقى تجاوبًا من قبل رئيس الأعلى للدولة، خاصة أن «هناك تقاربًا» بين الجسمين السياسيين اللذين يرأساهما في الفترة الأخيرة، في إشارة إلى لقاء تونس.
وفيما أكد أن «التقارب بين الجسمين السياسيين قد يحقق المعادلة الصعبة في نشر الأمن وتوحيد المؤسسات في ربوع البلد الأفريقي»، أشار إلى أن هناك توافقًا على وجود حكومة توافقية في ليبيا، يعكر صفوه الاختلاف على من يرأسها، خاصة في ظل وجود عبدالحميد الدبيبة في رئاسة حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية).
وحذر من أن بعض مراكز القوى قد تعوق ضبط البوصلة الليبية؛ أبرزها: عبدالحميد الدبيبة، والمليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة طرابلس، والمناوشات المتكررة بينها، إضافة إلى توقف المسار الأمني عن المضي قدما، بحسب الشريف.
هل آن أوان التوافق؟
بدوره قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمؤتمر الوطني السابق عبدالمنعم اليسير، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الأوان قد حان لجميع الأطراف بأن تتجاوب وتتعاون على الاتفاق للوصول إلى حل يصل بليبيا إلى مرحلة الاستقرار، مشيرًا إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خطوة مهمة على جميع الفرقاء التعاون لإنجازها دون إقصاء لأي فصيل وتحت أي مبرر.
وحول لقاء عقيلة – تكالة المرتقب، توقع اليسير، أن يتمخض عن اللقاء توافق، ويدفع بعجلة المصالحة والاتفاق على مشروع يخرج ليبيا من مرحلة التشظي والانقسام
وأشار إلى أن المصالحة الشاملة والحقيقية التي يعترف بها الجميع، شرط أساسي لاستقرار ليبيا، مطالبًا بـ«التحرر من التعصب والانطواء وراء أي شعارات أو توجهات سياسية».
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز