الفلسطينيون والأقصى في زمن كورونا.. صلاة تتحدى مخططات الاحتلال
مقدسيون يواجهون مخاطر المخالطة ويحرصون على الصلاة في الأقصى، خشية فرض واقع جديد بالمسجد
يواجهون مخاطر المخالطة والخروج من منازلهم، ويحرصون على الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بهدف إحباط مخططات إسرائيل بفرض واقع جديد بالمسجد.
هكذا هي يوميات المقدسيين منذ الإعلان عن اتخاذ إجراءات وقائية من الجائحة التي تفشت في العالم وحصدت معها أرواحا بالآلاف ناهيك عن الإصابات.
ويحرص المقدسيون على أداء الصلوات في وقتها بالمسجد الأقصى، مع اتخاذ إجراءات وقائية لتفادي الإصابة بكورونا بينها الحفاظ على مسافة بينهم أثناء الصلاة.
ويخشى المصلون أن تقوم وزارة الصحة الإسرائيلية بفرض غرامات مالية عليهم بزعم تواجدهم في منطقة فيها أكثر من 10 أشخاص خلافا لتعليمات الوزارة أو أن تفرض عليهم الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوما
وعلى مدى يومين، فضّل المصلون أداء صلاة الفجر عند المداخل الخارجية للمسجد.
ولكن بالمقابل، تسمح شرطة الاحتلال لعشرات المستوطنين الإسرائيليين باقتحام المسجد عبر باب المغاربة.
وتتم الاقتحامات بحراسة عناصر من شرطة الاحتلال، رغم تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية لمواطنيها بالتزام منازلهم وعدم الخروج منها إلا في حال الضرورة.
استفراد المستوطنين بالمسجد
مسؤول رفيع في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، قال لـ"العين الإخبارية": "منذ بدء أزمة كورونا، نواجه إشكالية مزدوجة وهي اتخاذ إجراءات الوقاية من أجل سلامة المصلين، وفي نفس الوقت ألا تكون هذه التدابير مدخلا للمستوطنين لتنفيذ مخططاتهم ضد المسجد".
وأَضاف المسؤول، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، لدواع أمنية: "هذا يعني أنه مثلا كان يمكننا إغلاق أبواب المسجد لحين انتهاء الأزمة، ولكن هذا قد يفتح الطريق لاستفراد المستوطنين بالمسجد من خلال سماح الشرطة الإسرائيلية لهم بدخول المسجد أحاديا كما هو عليه الحال الآن".
ولفت إلى أنهم أغلقوا قبل أيام أبواب المصليات المسقوفة بالمسجد، لكنهم أبقوا على استمرار الصلوات في وقتها بالساحات مع إبقاء الأذان في مواعيده أيضا.
وسبق أن أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية بداية تعقيم مرافق الأقصى، ومن ثم اتخذت القرار بإغلاق المصليات المغلقة.
ولكن حتى هذا الأمر لم يرق لإسرائيل التي استدعت، أمس الأربعاء، مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني للتحقيق، وكذلك فعلت مع مبادرة تطوعية لتعقيم مساجد وكنائس القدس.
وقال الشيخ الكسواني للصحفيين بعد انتهاء التحقيق معه: "تم استدعائي إلى مركز شرطة القشلة من أجل المقابلة التي تركزت على الإجراءات الوقائية داخل المسجد الأقصى المبارك وفي كل مكان، مع العلم أن دائرة الأوقاف الإسلامية تقوم منذ الأسبوع الماضي بإجراءات للوقاية من هذا الفيروس وتوجيه الناس".
غير أن مجمل هذه الإجراءات الإسرائيلية لم تخف المصلين، وإنما شجعتهم على التمسك أكثر بالمسجد ولكن مع مزيد من إجراءات الوقاية، حيث بدأوا بالحفاظ على مسافة بينهم أثناء الصلاة من أجل تفادي انتشار الفيروس.
وبالنسبة للشيخ الكسواني، فإن "ما يهم هو أن يبقى المسجد مفتوحا أمام المصلين في أوقات الصلاة الخمس، وأن نحمي المصلين والمسجد أيضا".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA==
جزيرة ام اند امز