"حلوى الفجر" بالأقصى.. تهمة تؤدي للاعتقال
الشرطة الإسرائيلية تمنع توزيع الحلوى على المشاركين بصلاة الفجر في المسجد الأقصى
اعتاد فلسطينيون على توزيع الحلوى أو القهوة والشاي على المصلين بعد انتهاء صلاة الفجر بالمسجد الأقصى، ولكن منذ أسابيع تحول هذا الفعل إلى تهمة قد تؤدي بفاعليها للاعتقال من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
فمع انتهاء صلاة الفجر بالمسجد الأقصى، اليوم الجمعة، قامت امرأة فلسطينية بتوزيع قطع من الحلوى على المصلين أثناء خروجهم من المسجد، ولكنها وجدت نفسها مطاردة من شرطة الاحتلال.
عناصر الشرطة الإسرائيلية لاحقوا السيدة واعتدوا على المصلين الذين حاولوا الدفاع عنها لاستهجانهم محاولة اعتقالها لمجرد أنها قامت بتوزيع الحلوى.
لم يكن هذا هو الحادث الأول؛ إذ أوقفت الشرطة الإسرائيلية عدة مصلين بعد انتهاء صلوات الفجر بذريعة قيامهم بتوزيع الحلوى.
وأغلقت شرطة الاحتلال محلا تجاريا في شارع الواد؛ لقيامه بتوزيع الحلوى بعد انتهاء صلاة الفجر، كما استخدمت المتطلبات الصحية لإغلاق مخبز في حارة باب حطة بالبلدة القديمة؛ لأن المصلين يتوافدون عليه بعد انتهاء صلاة الفجر لشراء الكعك.
- اقتحام الأقصى واعتقال مصلين للجمعة الثالثة على التوالي
- إصابة 5 فلسطينيين خلال اقتحام سلطات الاحتلال ساحات الأقصى
وقال الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى لـ"العين الإخبارية" إن اعتقال الفلسطينيين الذين يوزعون الحلوى على المصلين بعد صلاة الفجر في المسجد الأقصى باتت ظاهرة مقلقة ومستهجنة.
وأضاف: "اعتاد مصلون على توزيع الحلوى أو القهوة والشاي على المصلين بعد صلاة الفجر بالمسجد الأقصى يوميا، وهذا أمر متعارف عليه منذ سنوات، ولكن عناصر الشرطة الإسرائيلية الموجودين على البوابات الخارجية للمسجد باتوا يمنعون إدخال هذه المواد إلى المسجد".
وأردف: "لقد تحول توزيع الحلوى على المصلين إلى تهمة قد تؤدي إلى الضرب أو الاعتقال وحتى الإبعاد عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة".
وتساءل الشيخ الكسواني: ما الخطير في توزيع حلوى على مصلين؟
وبدأت الإجراءات الإسرائيلية هذه تحديدا قبل نحو الشهر بعد أن وجه فلسطينيون دعوات لمشاركة الآلاف في صلاة الفجر بالمسجد للتأكيد على رفض ممارسات الاحتلال ضد المسجد.
ومنذ أكثر من شهر يشارك آلاف المصلين بصلاة الفجر في المسجد على الرغم من الأجواء الباردة والأمطار الشديدة.
وحاولت الشرطة الإسرائيلية بداية تقليص أعداد المصلين من خلال الاعتداء عليهم أثناء خروجهم من المسجد، حيث أصيب أكثر من 10 مصلين في اقتحامين للشرطة الإسرائيلية للمسجد.
وذكر مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لـ"العين الإخبارية" أن رد فعل الفلسطينيين كان زيادة أعداد المصلين في الجمع التي تلت الاقتحامات الإسرائيلية وهو ما أربك المؤسسة المحتلة.
وفي هذا الصدد، قال الكسواني: "الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد لم تجد نفعا لشرطة الاحتلال فعمدت إلى ملاحقة حتى من يقوم بتوزيع الحلوى".
وتابع: "هذه الإجراءات الظالمة دليل على أن الاحتلال يغتاظ من زيادة أعداد المشاركين بصلاة الفجر في المسجد الأقصى وخاصة أيام الجمع فالأعداد باتت بالآلاف".
ويرفض الفلسطينيون الإجراءات الإسرائيلية، ويصرون على أن من حقهم الصلاة في المسجد.
وهو الأمر الذي شدد عليه الكسواني قائلا: "لا يوجد قانون يمنع شخص من توزيع الحلوى ولكن الاحتلال يريد أن يمنع أي ظاهرة من ظواهر التجمع في المسجد الأقصى، وخاصة في صلوات الفجر".
واعتبر الكسواني الممارسات الإسرائيلية "تعديا على العقيدة الإسلامية".
وتعمد الشرطة الإسرائيلية إلى استدعاء مصلين يشاركون في صلاة الفجر وتسليمهم أوامر إبعاد عن المسجد لفترات تتفاوت ما بين أيام وعدة أسابيع أو أشهر.
وأكد فادي الهدمي وزير شؤون القدس لـ"العين الإخبارية" أن الأعوام الأخيرة شهدت تصعيدا غير مسبوق في الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في مدينة القدس.
ونوه الوزير الفلسطيني بالاعتداءات المتواصلة على المصلين وحراس المسجد الأقصى ومنع الأنشطة الثقافية الفلسطينية بالمدينة.
وزاد: "قامت السلطات الإسرائيلية حتى بمنع احتفال توقيع منحة من قبل مؤسسة غير حكومية إلى مؤسسة رياضية واجتماعية بالمدينة".
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز