انطلاق «كونغرس العربية» في أبوظبي لتجديد الإبداع الثقافي

انطلقت اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي فعاليات الدورة الرابعة من كونغرس العربية والصناعات الإبداعية، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، تحت شعار: «إعادة تخيّل الإبداع العربي: الابتكار في السرد وتعزيز تفاعل الجمهور».
ويستمر الحدث على مدار يومين جامعًا الأدباء والمبدعين والخبراء من مختلف المجالات لطرح رؤى جديدة حول مستقبل اللغة العربية وتطبيقاتها في عالم يتغير بسرعة.
افتتح الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، البرنامج بكلمة رئيسة، أعقبها انطلاق مجموعة من الحوارات التي تناولت محاور متعددة من أبرزها: «حكايتهن: نساء يعِدن صياغة الإبداع العربي»، «من صاحب القصة؟»، و«قوة السرد الشخصي في عصر الذكاء الاصطناعي». كما شملت النقاشات قضايا متصلة بتطور النماذج اللغوية الضخمة (LLM) بالعربية، ومستقبل الكتب الصوتية، إضافة إلى مناظرات فكرية حول القيمة الأدبية لأدب الخيال، وجلسة تراثية بعنوان «الماضي من منظور رقمي» أعادت قراءة المخطوطات بعيون إبداعية معاصرة.
إلى جانب الحوارات الفكرية، يقدم الكونغرس ورش عمل عملية ومسارات مهنية بالتعاون مع مؤسسات عالمية، منها «أمازون ويب سيرفيسز (AWS)». وتشمل الموضوعات: صناعة المحتوى الرقمي، كتابة السيناريو، تطوير الألعاب الإلكترونية، واستراتيجيات الإعلام الحديثة، ما يفتح المجال أمام المشاركين لاكتساب مهارات جديدة والتواصل مع رواد الصناعات الإبداعية.
اعتبر الدكتور علي بن تميم أن هذا الحدث يمثل مرحلة مفصلية في فهم دور الإبداع العربي، موضحًا أن التحول نحو إطار مستقل يشمل جميع الصناعات الإبداعية يعكس رؤية أبوظبي لبناء اقتصاد معرفي متكامل. وأضاف: «التحدي الأكبر يتمثل في تحويل الإبداع العربي إلى قيمة اقتصادية مستدامة، عبر تمكين المواهب، وتوفير بنية تحتية تشجع على الابتكار مع الحفاظ على الأصالة».
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعد فرصة كبيرة لإنتاج محتوى أسرع وأكثر كفاءة، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية وجودة المنتج الإبداعي، ما يستلزم وجود أطر تنظيمية متوازنة. كما لفت إلى أن المشاريع الكبرى مثل منطقة السعديات الثقافية ومجمع ياس للإبداع، إلى جانب مبادرات مثل التأشيرة الإبداعية، تؤكد مكانة الإمارات كوجهة عالمية تجمع بين الثقافة والاقتصاد.
وختم بن تميم بالتأكيد على أن كونغرس العربية يشكل منصة استراتيجية تتجاوز فكرة الملتقى الثقافي، لتصبح أداة لصياغة مستقبل الاقتصاد الإبداعي العربي وتعزيز حضور اللغة العربية في صناعة المحتوى العالمي، مشددًا على أن نجاح المؤتمر يقاس بقدرته على تمكين المبدعين واستدامة الابتكار، وليس فقط بعدد الفعاليات أو الاستثمارات.