مثقفون عرب لـ"العين الإخبارية": مؤتمر اللغة العربية الثامن من علامات الوعي
مثقفون عرب يثنون على المؤتمر الثامن للغة العربية المنعقد حاليا في الإمارات تحت رعاية الأمير محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تحتضنه دبي.
أثنى مثقفون عرب على المؤتمر الثامن للغة العربية المنعقد حاليًا في دولة الإمارات تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي تحتضنه مدينة دبي، مشددين على "أنهم بحاجة دائمة للمزيد من الفعاليات الثقافية المعنية باللغة العربية".
مؤتمرات اللغة العربية علامة من علامات الوعي
وأكد الكاتب الجزائري عبدالرازق بلعقروز أن هذا الاهتمام باللُّغة العربية هو علامة من علامات الوعي بأهمية اللغة، لأن اللغة العربية ليست مجرد قناة للتواصل وإنما هي حُبْلىَ بالمعاني والدّلالات التي تُعَبر عن خصوصية اللّسان العربي.
وتابع الكاتب الفائز بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب هذا العام: "الفكر الذي يولي أهمية للنّظام اللغوي العربي هو فكر يرتكز على أساس متين"
وأضاف: "هذا المؤتمر يحق علينا الإشادة به، وتزكية الهيئات الدَّاعمة له، لأن من يفقد القدرة على الاستثمار في لغته وإمكاناتها سيقع في التأثر بالإمكانات اللغوية لغيره، وهذا في الحقيقة إفقار لنظام اللغة العربية وارتياب في قدرتها على بناء رؤية جديدة إلى العالم".
وأوضح "بلعقروز" أن الأصل الأول الذي يحقق التواصل الإبداعي بين الثقافات والحوار المنتج بين الأفكار، إنما هو النظام اللغوي الأوّلي، فاللغة كما يقول الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر هي "مأوى الفكر أو الوجود".
تغيير السياسة التعليمية
الروائي اليمني "الغربي عمران" أكد أن ما تواجهه اللغة العربية من ناطقيها أمر خطير، موضحًا أن علينا تغيير سياستنا التعليمية نحوها، ومراجعة ما نعيشه على كل الأصعدة، فلغتنا أعطت الإنسانية الكثير، مثلها مثل جميع اللغات الحية الكبرى، وأنها قادرة على العطاء والبقاء والتجديد إن كنا نريد ذلك".
وتابع الروائي اليمني: "وسائل الإعلام والفضائيات لها دور في تصحيح الصورة لأنها في الحقيقة كان لها دور في تشويهها، ومن يتجول في شوارعنا ومؤسساتنا سيرى غياب اللغة العربية عن المشهد، سواء من محلات تجارية إلى موظفي شركات إلى وسائل نقل ومن مؤسسات التعليم إلى فنادق ومطارات، ولذلك أؤكد أن اللغة العربية تحتاج منا جهودًا كثيرة وكبيرة لإعادة إحيائها لأنها ليست لغة عادية بل لغة عظيمة وحية ومتجددة باستمرار".
تطوير اللغة العربية يحتاج إلى شجاعة وصرامة
ويشير الكاتب العراقي زهير كريم، إلى أن اللّغةَ هي الميزة الأهم التي تضع البشر في منطقة الوعي.
وتابع زهير: "من خلال اللغة، استطاع الإنسان أن يحدد أنه كائن ذو طبيعة مختلفة، واللغة أيضا هي الوسيلة الأكثر تعقيداً لما نسميه التواصل مقارنة مع اللغات البسيطة التي تتواصل بها الحيوانات مثلا".
وأضاف: "تعتبر اللغة العربية في القائمة الأكثر تداولاً من بين لغات الأرض الحيّة، وقد كانتْ في العصر الوسيط حاضنةً للمنجز العلمي والأدبي والفلسفي، فضلاً عن كونها وعاءً لواحدٍ من أحدث الأديان التي سارت على تشريعاتها البشرية، وإذا كانت ثمة أهمية لهذه اللغة، فينبغي ألا نغادر فكرة المشاركة، فالعربية هي شريك هامّ في احتواء التحولات العلمية والسياسية والثقافية وحتى الفلسفية في العالم الحديث، قبل أن تكون منتِجاً أساسياً في صناعة التراكمات الحضارية للعالم القديم".
واستطرد: "في ظنيّ أن اللغة العربية تحتاج إلى شجاعة ورؤية نقدية صارمة من المتخصصين، ومحاكمة حقيقية تتعلق بالصعوبات التي تواجهها الآن، فالعالم يتغير بسرعة مخيفة في كل الحقول، وهذا التغيير يتطلب نظرة إلى اللغة باعتبارها حقلا معرفياً، خاضعا لشروط التحول نفسها، وينبغي أن تكون الانطلاقة من مناهج التعليم وطرق التدريس، والتعامل مع المفاهيم الجديدة بروح الانفتاح، نعم هي مفاهيم مستوردة، لكننا يجب أن نذيبها داخل نسيج العربية".