صعود نتنياهو بالميزان الفلسطيني.. مخاوف ودعم لتنفيذ قرارات قمة الجزائر
أثار تكليف بنيامين نتنياهو رسميا، الأحد، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية مخاوف فلسطينية بشأن عناصرها وسياستها وتأثيرها على القضية.
ودفع القرار نحو تحركات فلسطينية مع الجامعة العربية لتنفيذ قرارات القمة الأخيرة بالجزائر، سواء ماليا أو سياسيا، وذلك ما كشف عنه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، خلال مؤتمر صحفي بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية عقب لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط.
- نتنياهو يتعهد بتشكيل حكومة مستقرة تمثل كل الإسرائيليين
- رسميا.. الرئيس الإسرائيلي يكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة
ترقب ومخاوف بشأن حكومة نتنياهو
وردا على سؤال حول صعود اليمين المتطرف وعودة حكومة نتنياهو، قال إن صعوده في إسرائيل إلى سدة الحكم هو أمر مقلق ليس فقط للفلسطينيين وإنما للمجتمع الدولي أيضا.
ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ موقف من العناصر المنتظرة في الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تضم عناصر تنتمي إلى "الإرهاب اليهودي" منهم بن غفير وسموتريش الذين يتبنون الفكر العنصري، وذلك قبل تشكيلها وإرسال رسالة واضحة إلى المكلف بها بعدم ضم هذه العناصر وإلا وقف التعامل مع هذه الحكومة.
وانتقد ما سماه بـ"الازدواجية الدولية" في التعامل مع القضية الفلسطينية والأوكرانية، والتعامل بحزم مع إسرائيل بينما قام بفرض عقوبات فورية على روسيا خلال أيام معدودة.
ولفت إلى أن الجانب الفلسطيني اكتوى على مدر سنوات من ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وتابع أن المجتمع الدولي يتجاهل القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب وتغطي على جرائم الاحتلال لسنوات طويلة، مضيفا أن مواقف هذه الدول انفضح عندما ظهر مع الأزمة في أوكرانيا، حيث اتخذت الخطوات التي طالبها الجانب الفلسطيني على مدار 70 عاما في أقل من 5 أيام بحق روسيا وهذا ما يؤكد ازدواجية المعايير.
تحركات فلسطينية عربية
وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنه تم الاتفاق على خطة تحرك مشتركة مع الأمانة العامة للجامعة العربية بشأن تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة بالجزائر ذات الصلة بالشأن الفلسطيني سياسيا وماليا وإعلاميا، خاصة قرار دعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
ووصف "المالكي" لقاءه بالأمين العام بـ"الإيجابي والبناء"، موضحا أنه تم التطرق إلى كل المسائل بالقضية الفلسطينية خاصة قرارات قمة الجزائر ذات الصلة.
وأشار "المالكي" إلى اعتماد الأمم المتحدة قرارا يطلب رأيا استشاريا من محكمة العدل الدولية، حول "الاحتلال الإسرائيلي في أرض دولة فلسطين بما فيها القدس"، واصفا إياه بـ"التاريخي".
ورحب بالتصويت الجامع للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لصالح "قرار الممارسات الإسرائيلية والأنشطة الاستيطانية التي تؤثر في حقوق الشعب الفلسطيني"، إذ صوتت 98 دولة لصالح القرار، مقابل اعتراض 17 دولة، وامتناع 52 دولة عن التصويت.
الانتخابات الأمريكية
وحول رؤية الجانب الفلسطيني لتداعيات الانتخابات النصفية الأمريكية على القضية، قال: "ما زلنا في مرحلة الانتظار للنتيجة النهائية فيما يخص مجلسي النواب والشيوخ".
لافتا إلى أن الجانب الفلسطيني يمد يده للتعامل مع القيادة الأمريكية برئاسة جو بايدن بعد مقاطعة الإدارة السابقة برئاسة ترامب طوال فترة رئاسته بسبب إجراءاته تجاه الشعب الفلسطيني.
وأضاف أنه رغم وجود تعهدات سابقة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والتزامها بحل الدولتين ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية منها الاستيطان وإخراج أهالي حي الشيخ جراح، لكن رغم ما سمعناه إلى أن الشعب الفلسطيني شعر بإحباط خلال العامين الماضيين من حكم بايدن لأنها لم تتخذ أي إجراءات لتنفيذ تعهداتها تجاه القضية الفلسطينية.
وأعرب عن أسفة لعدم شروع الإدارة الأمريكية حتى الآن في تنفيذ تعهداتها إلى خطوات عملية لوقف الاستطيان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والقتل غير القانوني للشعب الفلسطيني.
كما أعرب عن أسفة لعدم إعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس الشرقية وعدم فتح مكتب تمثيل فلسطين في العاصمة الأمريكية واشنطن، داعيا الإدارات الأمريكية في ضوء الانتخابات النصفية الأخيرة نقطة انطلاق في تنفيذ هذه التعهدات.
الوضع المالي
وفيما يتعلق بالتعهدات المالية التي أقرتها القمم العربية لدعم الشعب الفلسطيني، قال إن الوضع المالي للشعب الفلسطيني مؤلم، لافتا إلى أن القمة الأخيرة بالجزائر تبنت قرارات لدعم الفلسطينين ماليا بما فيها تفعيل شبكة الأمان ودعم موازنة دولة فلسطين.
وأعرب عن أسفة الشديد لعدم التزام بعض الدول فيما يتعلق بالشق المالي لدعم القضية الفلسطينية، مشيرا إلى وجود دعم سياسي عربي كبير للقضية الفلسطينية، لكن عندما يأتي الأمر للدعم المالي نرى ترددا وتراجعا من تلك الدول.
وأمل في أن تعيد الدول العربية النظر في الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني يمر بظروف مالية صعبة، حيث تقوم السلطة منذ أكثر من عام بدفع 80 بالمائة من رواتب العاملين بها وهناك وضع تقشفي.
وأكد ضرورة أن تسارع الدول العربية الشقيقة مساعدة دولة فلسطين على تخطي هذه الظروف المالية الصعبة، معتقدا أن هذه الدول سوف تتخذ هذه المواقف رغم ظروف جائحة كورونا والركود الحالي على المستوى الدولي.
وأشاد المالكي بوفاء دولة الجزائر المالية تجاه دولة فلسطين، داعيا بقية الدول العربية الشقيقة التي لديها الإمكانيات لتقوم بذلك.
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA=
جزيرة ام اند امز