مؤتمر "الأونروا" بروما.. مطالبات بآلية مستقرة توفر تمويلا مستمرا
أبو الغيط دعا لإيجاد آلية جادة ومستقرة توفر تمويلا مستمرا وثابتا لـ"الأونروا" على نحو يمكن التنبؤ به ويتناسب مع حجم عمليات الوكالة.
دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى إيجاد آلية جادة ومستقرة توفر تمويلا مستمرا وثابتا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على نحو يمكن التنبؤ به ويتناسب مع حجم عمليات الوكالة والزيادة الطبيعية في أعداد اللاجئين.
- قرقاش: الإمارات ملتزمة بالدعم السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني
- تقليص تمويل أونروا.. قرار أمريكي يشعل غضب الفلسطينيين
جاء ذلك في كلمة أبو الغيط، الخميس، أمام المؤتمر الوزاري الاستثنائي لدعم "الأونروا" بالعاصمة الإيطالية "روما".. وقال "أبو الغيط"، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية: إن من الواجب علينا جميعاً أن نُجنب الأونروا التعرض لأزمات متكررة كتلك التي واجهتها في الفترة الأخيرة، بحيث لا تعيش هذه الوكالة دائماً على "الحافة المالية"، شهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام.
ونبه "أبو الغيط" إلى أن تقليص موازنة "الأونروا" يرسل إلى الفلسطينيين رسالة بالغة الخطورة مؤداها أن العالم ليس معهم، ولا تهمه مأساتهم، ولا تعنيه معيشتهم، ولا يعبأ بمستقبلهم، مؤكدا أن هذه الرسالة خطيرة لأنها تجعل كل فلسطيني، لاجئاً كان أم غير لاجئ، يفقد الثقة بنهج التسوية السياسية للنزاع.
وأكد أن "الأونروا" تعد واحدة من نقاط الضوء القليلة التي تمنح الفلسطينيين بعض الثقة والأمل في المستقبل، فقد مكنت ملايين الفلسطينيين من العيش بكرامة لسنوات، والكرامة، مشيرا إلى أن مدارس "الأونروا"، التي تخدم نصف مليون طالب، ساعدت في تنشئة أجيال فلسطينية متعلمة وقادرة على الإسهام الإيجابي في المجتمع.
وناشد أبو الغيط العالم أجمع ألا يُغلق هذه النافذة في وجه شعب عانى الكثير ويُعاني الكثير، داعيا الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص لإعادة النظر في قرارها تجاه "الأونروا"، وسداد مساهمتها كاملة في موازنة الوكالة لعام 2018.
وأكد أبو الغيط أن "الأونروا" ليست، فقط، وكالة لتقديم الخدمات الإنسانية أو جمعية للإحسان، لكنها تعبر في الأساس عن التزام سياسي من جانب المجتمع الدولي، منصوص عليه في قرارات أممية، إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التي لم يستطع الحيلولة دون وقوعها منذ سبعين عاماً، ثم فشل في علاجها طوال هذه العقود الممتدة.. وشدد على أن "الأونروا" تعكس هذه المسؤولية الدولية المشتركة إزاء مصير شعب جرى تشريده، وما زال أبناؤه يعيشون على حلم العودة إلى الوطن يوماً.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري استمرار بلاده في الاضطلاع بواجبها إزاء القضية الفلسطينية، مبينا أنها تعمل حالياً لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية لتوحيد الأرض الفلسطينية تحت سلطة واحدة قادرة على تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والوفاء بمسؤولياتها في توفير الخدمات له وحماية مصالحه، داعيا في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى دعم "الأونروا" للوفاء باحتياجات فلسطينيي الشتات.
وأعرب شكري في كلمته بالمؤتمر الدولي لدعم "الأونروا" عن شكره لـ "الأونروا" على استمرارها في القيام بمهامها، وأداء واجباتها في خدمة مجتمع اللاجئين في ظل أجواء سياسية ومصاعب مالية لم تتعرض لها الوكالة من قبل؛ الأمر الذي يستلزم تحركاً سريعاً من المجتمع الدولي لإعادة التأكيد على الولاية الممنوحة لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تم تجديدها في 31 ديسمبر/كانون الأول 2016 لمدة ثلاث سنوات.
وشدد وزير الخارجية المصري على أن الأزمة المالية التي تواجهها "الأونروا" حالياً تُمثل تهديداً مباشراً لقدرتها على الوفاء بالخدمات الأساسية التي يستفيد منها ما يزيد على 5 ملايين لاجئ فلسطيني بما يضع المجتمع الدولي أمام أزمة إنسانية مُحققة ما لم تتكاتف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سريع لها، مفيدا بأن ما تقوم به "الأونروا" هو عمل إنساني محض لا يجب تحت أي ظرف من الظروف تسييسه لما في ذلك من تهديد خطير لحياة ومستقبل ملايين من البشر الذين يواجهون من الأساس أوضاعاً إنسانية صعبة امتدت لتشمل أجيالا متعاقبة.