العرب والمسلمون في الانتخابات الأمريكية.. خارطة الانتشار والتأثير
ترك موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الحرب بين إسرائيل وغزة شعورا بالغربة لدى بعض الأمريكيين العرب.
مشاعر فرضت تساؤلا: لمن سيصوت عرب ومسلمو أمريكا في انتخابات الرئاسة المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ففي ميشيغان، إحدى الولايات المتأرجحة التي ستحسم نتيجة السباق بين بايدن وسلفه ترامب، حث الأمريكيون العرب، على "التخلي" عن المرشح الديمقراطي.
وخلال الفترة التي أعقبت اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق بعض العرب والمسلمين في ميشيغان حملة “التخلي عن بايدن” – وهي جزء من حركة وطنية أوسع لا تزال متواصلة.
ولم يتجمع منظمو الحملة، الذين يعارضون دونالد ترامب أيضا، بعد، حول استراتيجية للانتخابات العامة.
لكنهم ما زالوا يناقشون ما إذا كان ينبغي تشجيع الناخبين على دعم مرشح حزب ثالث أو تخطي المنافسة الرئاسية تماما مع الاستمرار في التصويت لمناصب أخرى.
وفي كلتا الحالتين، يقول المنظمون للناخبين المسلمين والعرب إن عليهم الحضور والتصويت، بدلا من البقاء في منازلهم، لذلك فمن الواضح أن بايدن على وجه التحديد قد خسر أصواته، وفق تقرير طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "واشنطن بوست".
عرب ومسلمو أمريكا.. العدد والثقل
بحسب المعهد العربي الأمريكي والإذاعة الوطنية، بلغ عدد الأمريكيين من أصول عربية ومسلمة أكثر من 3.7 مليون في الولايات المتحدة، من إجمالي 332 مليون نسمة في الولايات المتحدة.
ووفق بيانات التعداد السكاني لعام 2020 بلغ عدد الأمريكيين الذين قالوا إنهم من أصول عربية 2.2 مليون شخص.
ويقع أكبر تجمع للأمريكيين العرب والمسلمين في منطقة ديربورن الكبرى بولاية ميشيغان - التي أسهمت في وصول ترامب للحكم عام 2016 قبل أن تنقلب لصالح بايدن في سباق 2020.
ويرجع مراقبون تغير مزاج الناخب العربي والمسلم ضد ترامب في 2020، إلى سياسته المنحازة لإسرائيل خاصة قراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
كما أنه استهل ولايته بإعلانه عن إجراءات تمنع دخول مواطني دول مسلمة إلى الولايات المتحدة، قبل أن يبطل القضاء الأمريكي هذا الإجراء.
ويتوزع عرب ومسلمو أمريكا على ولايات أخرى مثل:
- كاليفورنيا
- فلوريدا
- تكساس
- بنسلفانيا
- إلينوي
- نيويورك
- فرجينيا
في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020، أدلى نحو 71 بالمائة من الناخبين المسلمين المسجلين في الولايات المتحدة بأصواتهم، بحسب إحصاء أجرته مجموعة Emgage، وهي جماعة مدنية أمريكية مسلمة.
وكشف الإحصاء أن ما يقرب من 1.1 مليون ناخب مسلم شاركوا بأصواتهم في الانتخابات، وأن أصواتهم ساهمت بشكل لافت في الاستحقاق الذي فاز به بايدن ضد ترامب.
وفي الولايات الاثنتي عشرة التي عملت فيها المنظمة وحشدت الناخبين المسلمين، زاد عدد الناخبين المسلمين المسجلين بنسبة 27 في المائة.
ففي ولاية بنسلفانيا، التي فاز فيها بايدن بما يقرب من 81000 صوت، شارك حوالي 125000 ناخب مسلم.
وفي جورجيا، حيث فاز بايدن بما يقرب من 12000 صوت، حضر أكثر من 61000 ناخب مسلم إلى صناديق الاقتراع.
ميشيغان.. القوة الضاربة
وفقا لبيانات التعداد السكاني في الولايات المتحدة لعام 2020، هناك أكثر من 310.000 شخص من أصل شرق أوسطي وشمال أفريقي يعيشون في ميشيغان، أي حوالي 3.1% من سكان هذه الولاية المتأرجحة الرئيسية،
في عام 2020، هزم بايدن دونالد ترامب في ميشيغان بفارق يزيد قليلا عن 150 ألف صوت.
ومن المتوقع أن يواجه بايدن انتخابات أخرى شديدة التنافس هذا العام ضد ترامب في الولاية نفسها.
وقد يؤدي فقدان دعم الجالية العربية والمسلمة في هذه الولاية البنفسجية بأعداد كبيرة إلى تعقيد فرص إعادة انتخاب بايدن.
ومن وجهة نظر عرب ومسلمي ميشيغان، فإن بايدن حليف دعم إسرائيل بثبات في حربها على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى اليوم عن مقتل قرابة 36 ألفا.
وقال رئيس بلدية ديربورن، عبد الله حمود، إن الحرب بين إسرائيل وغزة هي القضية "رقم واحد واثنين وثلاثة" بين ناخبيه.
وفي وقت سابق، رفض حمود ومسؤولون منتخبون من العرب الأمريكيين الآخرين مقابلة مديرة حملة بايدن جولي شافيز رودريغيز عندما زارت ميشيغان.
واعتبر حمود وآخرون أنه لا جدوى من التحدث مع مسؤولي الإدارة حتى يدعو بايدن إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ونظم السكان سلسلة مستمرة من الاحتجاجات وجمع التبرعات وغيرها من الأحداث للفلسطينيين في القطاع خلال الأشهر الماضية.
"الديمقراطي" مهدد بفقدان الدعم التاريخي
وتاريخيا، كان عرب أمريكا ومسلموها يميلون للتصويت للحزب الديمقراطي ومرشحه، لكن حرب غزة قلبت مزاج الناخب.
وقد حذر بعض الأمريكيين العرب البارزين، بما في ذلك جيمس زغبي، المؤسس المشارك ورئيس المعهد العربي الأمريكي، الزعماء الديمقراطيين من أن الاستياء الواسع النطاق من تعامل بايدن مع الحرب بين إسرائيل وغزة يعرض إعادة انتخابه للخطر.
وأجرى زغبي استطلاعا للرأي في أكتوبر الماضي، أظهر أن الدعم لبايدن بين الأمريكيين العرب قد انخفض إلى 17 في المائة، مقارنة بـ 59 في المائة في عام 2020.
وأثارت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ردود فعل شعبية غير مسبوقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
إذ امتلأت شوارع واشنطن العاصمة وغيرها من المدن الأخرى باحتجاجات كبيرة تصدرتها في الآونة الأخيرة مظاهرات الجامعات.
انتفاضة في الولايات المتحدة أثارت تساؤلات حول تأثير هؤلاء الأمريكيين العرب والمسلمين في موقف إدارة بايدن من حرب غزة، وكذلك مدى تأثيرهم في الانتخابات القادمة.
وبغض النظر عن استطلاعات الرأي، يرى البعض أن من الممكن لإدارة بايدن إعادة ترتيب الأوراق لاستمالة الأمريكيين العرب والمسلمين حتى يحين موعد إجراء الانتخابات، فهل تستيقظ قبل فوات الأوان؟
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg
جزيرة ام اند امز