مايحصل في عالمنا العربي اليوم هو مؤثر مباشر على الثقافة العربية، وهذا ما يضعنا أمام طريق مهم في إعادة صياغة القيم الثقافية.
خارطة العالم العربي خلال العقدين الماضيين تعرضت للكثير من التحولات الجذرية ذات الطابع السياسي في مجملها، انطلاقا من أحداث سبتمبر وآثارها المعروفة، ومن ثم احتلال العراق وصولا إلى الثورات العربية التي كشفت الكثير من الأهداف الاستراتيجية التي خطط لها الأعداء، وخاصة المثلث الخطير "الإسلام السياسي، إيران، تركيا"، هذا المثلث له ذراع نخر في جسد العالم العربي وذراعان أتيا من خارج المنظومة العربية
اليوم وعبر الفضاء الثقافي في عالمنا العربي تتصاعد الأسئلة المهمة حول تلك الأخطار التي تحيط بنا وكيفية التخلص منها، نحن أمام حرب فعلية يقودها الإسلام السياسي بكل تصنيفاته وعلى رأسه جماعة الإخوان التي اكتشفنا أنها كانت تخطط وبكل شراسة لتحويل دولنا العربية إلى مسرح للفوضى وأرض خصبة للتدخلات الخارجية.
الخطر الأكبر على عالمنا العربي كما يبدو بوضوح كان ولازال تحريك الأيديولوجيات والقوميات والمذهبيات في الاتجاه المعاكس للنظم السياسية ولثقافة المجتمعات العربية، وللطابع الديني المستقر الذي توراثته الأجيال عبر عدة قرون، ولعل السؤال الأكثر أهميةً الآن يتمحور حول قدرة الثقافة العربية بتحمل مزيد من الضغوط بحيث لا تصل إلى درجة الإنفجار التي ينتظرها أعداؤها بشغف.
مايحصل في عالمنا العربي اليوم هو مؤثر مباشر على الثقافة العربية، وهذا ما يضعنا أمام طريق مهم في إعادة صياغة القيم الثقافية.
ثقافتنا العربية على المستوى الشعبي تحديدا تعاني من ضغوط شديدة وأسئلة لاتنتهي حول الأوضاع السائدة، هذه الفلسفة صحيحة والاعتراف بأن المخاطر التي تحيط بعالمنا العربي كبيرة ومتشعبة، ومع ذلك لايزال يتمسك بالأمل في تغيير تلك السلبيات واستبدالها بالأمل، فقد خسر العالم العربي كثيراً وهذا ما ساهم في انحسار الأمل لدى الكثيرين الذين فقدو الثقة في المستقبل أو العيش فيها.
السؤال الأخير يدور حول دور السياسية في عالمنا العربي وخاصة في الدول التي تميزت بالاستقرار والثبات خلال العقود الماضية، الشعوب العربية تفاجأت بالكثير من المخططات والأطماع التي تحيط بها، فهناك دول مثل إيران وتركيا بذلت كل مالديها من أجل اختراق العالم العربي والسيطرة عليه، وهناك منظمات الإسلام السياسي التي نخرت بالجسد العربي منذ بداية القرن الماضي، وانتهت إلى انكشاف صارخ في مخططاتها، وهناك حسابات سياسية بين الدول بدأت تتكشف عبر تسجيلات صوتية لرؤساء وشخصيات لم يكن أحد يتوقع منها تلك المفاجآت.
مايحصل في عالمنا العربي اليوم هو مؤثر مباشر على الثقافة العربية، وهذا ما يضعنا أمام طريق مهم في إعادة صياغة القيم الثقافية، كل الحقائق التي تكشفت هي فرصة مؤكدة لصياغة ثقافتنا العربية من جديد، وفق قيم تجتذب الجميع إلى مساحة التطوير والتغيير والتحديث حتى لو كان هذا التغيير مؤلما لأنه ليس هناك تغيير خال من الألم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة