نورة الكعبي: الشارقة قلب الثقافة العربية والإسلامية
وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية تشارك في جلسات اليوم الأول للملتقى العربي للتراث الثقافي الأول في الشارقة
مفاهيم التراث الثقافي في المنطقة العربية كانت محور نقاش جلسات اليوم الأول للملتقى العربي للتراث الثقافي الأول، التي هدفت إلى إثراء الفهم والتقدير الجماعي للتراث.
وشارك في الملتقى الذي ينظمه إيكروم الشارقة على مدار 3 أيام في الشارقة، نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية ونخبة من المدراء وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية وخبراء في شؤون الثقافة والتراث.
وألقت الكعبي كلمة الإمارات وقالت فيها إن الشارقة قلب الثقافة وكل ما يعني الثقافة العربية والثقافة الإسلامية، وهذه الحالة ليست بغريبة عن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإن الشارقة هي المكان الأنسب لاستضافة مثل هذا الحدث.
واعتبرت أن الشارقة كانت في العام 1998 عاصمة الثقافة العربية، وفي العام 2014، عاصمة الثقافة الإسلامية، كما تم اختيارها من قبل اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب في العام 2019، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة.
ولفتت الكعبي إلى أن الشارقة هي حاضنة الثقافة بما تتضمنه أجندتها السنوية من معارض دولية للكتب ومعارض فنية عالمية، ومتاحف، وأنشطة مسرحية وفكرية وإبداعية، مشيرة إلى أن صون الموروث الثقافي والحضاري يعد الركيزة الأساسية في الحفاظ على الثقافة والهوية، وعنصرا مؤثرا في تعزيز قيم الانتماء في المجتمع العربي، والحفاظ على هذا الموروث هو مسؤولية نتشارك بها جميعاً، والحديث عن الموروث الحضاري لا يتوقف عند أعتاب الماضي، بل يتجاوزه إلى للتمعن والنظر إلى الواقع وكيفية تطويع مفرداته لتشكيل ملامح المستقبل، ويمكننا من تمرير ثوابت هويتنا إلى الأجيال القادمة.
وقالت إن حماية المواقع الأثرية تعتبر مطلباً مهماً لضمان الحفاظ على موروثنا الثقافي والحضاري، فالعالم العربي يمتلك 82 موقعاً أثرياً مسجلاً، يوجد منها 8 مواقع في دولة الإمارات، ومنها يقع في الشارقة، في منطقة مليحة الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم، وفيها قصة استيطان بشري قبل أكثر من 130 ألف عام.
وأوضحت أنه لا يمكن النظر إلى عملية الحفاظ على التراث بوصفها مكوناً مهماً من مكونات الثقافة والهوية فحسب، بل يجب علينا اعتبارها أيضاً عضواً حاسماً في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت الكعبي إلى أن الحفاظ على التراث كان في مقدمة المسائل التي أولاها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جل اهتمامه، ومع إحيائنا لعام زايد، يجب علينا الاستمرار في حمل هذه الرسالة إجلالاً لذكراه العطرة، واستمراراً في نهجه النابع من عمق الانتماء لتراب هذا الوطن.
الفروقات بين مفاهيم التراث
وركزت الجلسة الافتتاحية الحوارية للمدراء العامين وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، والتي أدارها الاعلامي أحمد علي الزين، وتحدث فيها ويبر ندورو، مدير عام المركز الدولي لدراسة حفظ الممتلكات الثقافية (ايكروم)، والدكتور خالد ايرن، مدير عام مركز دراسات التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، والدكتور معجب الزهراني، مدير معهد العالم العربي في باريس، والدكتورة آنا باوليني، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، والدكتور محمد يونس، ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة على الفروقات الكامنة بين مفاهيم التراث، خصوصاً على مستوى المجتمعات المحلية، وهدفت إلى اثراء الفهم والتقدير الجماعي للتراث، وتشكيل أرضية مشتركة حول ماهية الموضوع المطروح.
وفي الجلسة الأولى، تحدث كل من المعماري راسم بدران رئيس دار العمران في الأردن، وريتا عوض، خبيرة في شؤون الثقافة والتراث والفنون، والدكتور يوسف فضل، مؤسس لجامعة الشارقة، مدير جامعة أم درمان الإسلامية، تناولوا فيها مفهوم التراث الثقافي في المنطقة العربية، وتساءل المتحدثون: ما هو التراث الثقافي ضمن سياق الفكر والثقافة، وما الذي يعتبر تراثاً ومن يملك هذا التراث، وكيف يمكن للتراث الثقافي توحيد المجتمعات، وتساءل المشاركون عن دور الإنترنت ومواقع التواصل االاجتماعي في تشكيل مفهوم التراث الثقافي.