الحضارة والتقدم هدف جميع الأمم في هذا العالم، حيث تسعى كل أمة لبناء معارفها المتقدمة للوصول إلى مراتب متقدمة على سلم الحضارة الإنسانية.
الحضارة والتقدم والازدهار هدف جميع الأمم في هذا العالم، حيث تسعى كل أمة لبناء معارفها المتقدمة من تكنولوجيا وعمران وفنون وأنماط سلوكية وفكر وثقافة للوصول إلى مراتب متقدمة على سلم الحضارة الإنسانية، ولعل الدول العربية والمسلمة ليست بعيدة عن حلم التقدم الحضاري، لكونها تراجعت بعد تقدم وتأخرت بعد ازدهار، فكان نصيبها من بعد السبق هذا الجمود المخيف الذي كثرت أحلام استئنافه.
إن "المؤامرة التي تحدق بنا" هي ذلك التخلف الذي يمحق ما تبقى من أسباب ارتقائنا على سلم الحضارات الإنسانية، حتى بدأ بعض من شبابنا في رفض الحضارة الإنسانية راغباً في العودة إلى بدائية العصور الوسطى كونه لا ينتمي لهذا العالم المتقدم
تعيش دول العرب منذ قرون حالة من التحجر الذي أصابها لأسباب متعددة، منها ما هو سياسي وآخر ثقافي وفكري، وقد تضاعفت أسباب الانحدار الحضاري خلال السنوات الماضية نتيجة تراكم أسباب أخرى، كـ"الربيع العربي" مثلاً وما تلاه من ظهور تيارات إسلامية وجماعات إرهابية.
ومع هذه الأحداث تبرز شماعات تعلق عليها أسباب الفشل، كالتدخل الخارجي والتآمر الكوني فيما عرف بنظرية المؤامرة التي أصيب بمرضها الكثير من شعوب المنطقة. هل نحن أمة مستهدفة؟ هكذا يتساءل كثير من الشباب المهووس بتلك النظرية، وهنا يلقون الإجابة الخاطئة لأنهم ببساطة يسألون السؤال الخاطئ.
إن أكبر تحد للدول العربية يكمن في فعالية شعوبها وقوة إداراتها ونخبها، حيث إن المشكلة الأبرز ليست في التدخل الخارجي الذي لا يمكن إنكاره بل في كفاءة شعوب هذه الدول في ردع التدخلات الخارجية بالوعي والثقافة والعلم التجريبي في جميع نواحي الحياة، صناعة وطباً وفيزياء وهندسة وفضاء، وغيرها من العلوم التي ترفع من شأن الأوطان وتعلي من قدرها.
والشعوب التي تمتلك قدراً من الوعي لا يمكن لأي من كان أن يستهدفها مهما بلغ من المكر، ولعل من أمثالنا الشعبية ما يتيح شرح الكثير، حين قال الأوائل "احفظ مالك ولا تتهم جارك"، حيث إن الأولى تقديم أسباب المنعة والاكتفاء حتى لا تكون عرضة للطامعين والحاقدين شرقاً وغرباً.
إن "المؤامرة التي تحدق بنا" هي ذلك التخلف الذي يمحق ما تبقى من أسباب ارتقائنا على سلم الحضارات الإنسانية، حتى بدأ بعض من شبابنا في رفض الحضارة الإنسانية راغباً في العودة إلى بدائية العصور الوسطى كونه لا ينتمي لهذا العالم المتقدم.
لا يمكن الخروج من الحالة الراهنة لاستئناف الحضارة ما لم يكن هناك خطة ورؤية واضحة ونهج صحيح بعيداً عن العواطف، والعمل وفق المتوفر من إمكانات.. وهي كثيرة، وقد نجحت دول عربية عدة في تقديم نماذج من التقدم والازدهار في فترة قصيرة، لأنها عملت ضمن الممكن والمتوفر، وبنت حجراً حجراً ولم تكتف بالنواح والنحيب على الأطلال من الماضي السحيق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة