الزيارة في ظروف دقيقة تمر بها منطقتنا الإقليمية والعربية، وتحمل في طياتها العديد من الملفات الساخنة ليس من بينها ملف الأزمة القطرية.
تابعنا زيارة ولي العهد ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالأمس إلى دولة الكويت، حيث حل ضيفاً عزيزاً على أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظهما الله وعلى الشعب الكويتي.
تحديات سياسية وأمنية حملها معه الأمير محمد بن سلمان وعرضها على أمير الكويت، الذي يمتاز بخبرة كبيرة في التعاطي مع هذا الملف، الذي أصبح يهدد دول منطقتنا الخليجية.. ولا يمكن الوقوف في وجه هذه التحديات إلا من انطلاقة صحيحة.
تأتي هذه الزيارة في ظروف دقيقة تمر بها منطقتنا الإقليمية والعربية، وتحمل في طياتها العديد من الملفات الساخنة ليس من بينها ملف الأزمة القطرية، الذي جُمد إلى أجل غير معروف، حيث بوادر انفراج الأزمة بعيدة جدا، خاصة أن قطر لا تزال مصرة على تمويل الإرهاب ودعم الإرهابيين في اليمن والعراق ومصر وتونس وليبيا، إضافة إلى محاولاتها دعم الفوضى السياسية في الكويت والسعودية والإمارات، واستمرار محاولات زعزعة أمن واستقرار هذه الدول.
اختارت قطر أن تكون بعيدة كل البعد عن محيطها الخليجي والعربي مما جعلها معزولة في المنطقة، ورغم انكشاف ما كانت تصبو إليه في تنفيذ مخططاتها الرامية إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها وفق ما تقتضيه مصلحتها في تنفيذ أجندات خارجية، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
جاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان في إطار علاقات تاريخية متجذرة ومتميزة بين القيادتين والشعبين في السعودية والكويت، فهي علاقة أهل ودم ونسب، هذه العلاقة عززت أواصر التقدير والاحترام والأخوة والمحبة بين البلدين الشقيقين.
لقد رحبت الكويت على المستويين الرسمي والشعبي بهذه الزيارة، فازدانت الشوارع والمباني والمؤسسات بأعلام المملكة العربية السعودية وصور الأمير محمد بن سلمان وعبارات الترحيب، وتفاعل الكويتيون بمختلف شرائحهم بالترحيب بضيف الكويت، الذي يمثل المملكة العربية السعودية عمق الكويت ودول الخليج الاستراتيجي، وصمام الأمان والاستقرار في المنطقة، كيف لا وهي السعودية رمز الكرامة والعزة والفخر والنصر الكبير؟
تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان والمنطقة تمر بمنعطفات وتحديات كثيرة، وهذا ما يتطلب أن يكون هناك تحالف استراتيجي في إطار مظلة أمنية خاصة، في ظل وجود حليفين في المنطقة.
الحلف الأول يضم السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن والمغرب، والحلف الثاني يضم قطر وإيران وتركيا، هذه الزيارة جاءت لتؤكد العلاقات المتكاملة بين البلدين، والتي تُعتبر نموذجا للعلاقات الدولية.
فموقف السعودية المشرف إزاء غزو واحتلال الكويت لا يمكن نسيانه أبداً، بل سيكون محفوراً في كتب التاريخ وفي الذاكرة يتوارثه جيل بعد جيل، موقف الأخ الشقيق والجار الوفي، موقف الملك فهد -طيب الله ثراه- الذي فتح أرض السعودية ومنازلها للكويتيين قيادة وشعباً، وانطلقت من أرضها معركة تحرير الكويت من الغزو العراقي.
وموقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان المدافع وخير نصير للحق الكويتي، ولا يمكن إغفال ما قام به الراحل سعود الفيصل -طيب الله ثراه- في الجامعة العربية والمحافل الدولية من أجل عودة الشرعية وتحرير الكويت، إنها السعودية الشقيقة الكبرى والمظلة التي نستظل تحت رايتها راية التوحيد.
إن إنشاء المجلس التنسيقي بين الكويت والسعودية للتعاون في المجالات كافة ما هو إلا تأكيد للعمل والمصير المشترك بين البلدين، وزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت استكملت ما أسسه المؤسس الأول عبدالعزيز آل سعود من العلاقات الوطيدة بين البلدين، هذه الزيارة تجلى فيها الحب والتقدير والاحترام للكويت وأميرها وشعبها، وأن ما يجمع بين البلدين مشاعر صادقة من الحب اللامحدود والتقدير للسعودية ومليكها وشعبها.
لا شك أن الزيارة كان على طاولة محادثاتها الرسمية الملف الإيراني.. فإيران تتدخل في العراق واليمن ولبنان وسوريا وشمال أفريقيا، وتشعل المنطقة بالمذهبية من خلال خلاياها المنتشرة ومليشياتها الموجودة في هذه الدول لتحقيق هدفين، الهدف الأول إيديولوجي والثاني الخطر المذهبي، وهو خطر حقيقي، وهذا سيشكل غطاء لبرنامجها النووي.
تحديات سياسية وأمنية حملها معه الأمير محمد بن سلمان وعرضها على أمير الكويت، الذي يمتاز بخبرة كبيرة في التعاطي مع هذا الملف، الذي أصبح يهدد دول منطقتنا الخليجية، ولا يمكن الوقوف في وجه هذه التحديات إلا من انطلاقة صحيحة.
إن توحيد السياسات أمر أصبح لا بد منه بين دول الخليج لكي تبقى المنظومة ثابتة، خاصة فيما يخص الناحية الأمنية، إذ ليس من المقبول أن تكون هناك تنظيمات مجرمة في دول وغير مجرمة في دول أخرى، إذا أردنا تأسيس مجلس تعاون تنسيقي فاعل.
إن زيارة الأمير محمد بن سلمان فيها الكثير من الملفات الساخنة على الساحتين الإقليمية والعربية تكللت بنجاح كبير، مما جعلنا نطمئن أن أوطاننا يقودها حكام يمتازون بالحكمة ويسعون إلى تحقيق الأمن والأمان والتنمية المستدامة.
هل وصلت الرسالة؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة